يستخدم مصطلح حبوب منع الحمل بشكل شائع في المجتمع للإشارة إلى أحد وسائل تحديد النسل. والتي تعرف طبيًّا بمانعات الحمل الفموية لتمييزها عن وسائل منع الحمل الأخرى. تشكل هذه الحبوب موضع تساؤل للكثير من الناس وخاصة في المجتمع العربي، وتحيط بها العديد من الاتهامات عربيًا وعالميًا. ويعد هذا نتيجة الجهل بتركيبها وآليتها لذلك سنتعرف في مقالنا لليوم على مانعات الحمل الفموية وتفاصيلها للإجابة عن العديد من أسئلتكم.

ما هي حبوب منع الحمل

حبوب منع الحمل هي أدوية هرمونية تحتوي في تركيبها على هرمون البروجسترون أو هرموني الأستروجين والبروجسترون معًا. لهذه الحبوب العديد من الاستخدامات الطبية، ولكن جميع هذه الاستخدامات تحتاج لوصفة طبية من أخصائي لضمان الفعالية العظمى وأقل آثار جانبية.

يمكن أن تحتوي حبوب منع الحمل على بدائل هرمونية صنعية للأستروجين والبروجسترون، والتي طوّرت لتكون أكثر فعالية وأكثر أمانًا بالإضافة لتحسين الخصائص الدوائية فيها. تقلد بعض حبوب منع الحمل الإفراز الهرموني في جسم الأنثى الذي يختلف على مدار الشهر ليشكل ما يعرف بالدورة الشهرية.

تقوم هذه الأدوية بمنع الحمل من خلال منعها للإباضة، وذلك بتأثيرها على الغدة النخامية بآلية التلقيم الراجع السلبي فتثبط تحرر الهرمون المنبه للجريب والهرمون الملوتن. للأستروجين الدور الأبرز في ذلك بينما للبروجسترون تأثيرات أخرى على جهاز التكاثر الأنثوي. حيث أنه يبطئ حركة البوقين ويقلل سماكة بطانة الرحم. ويزيد سماكة إفرازات عنق الرحم مما يعيق دخول النطاف وبالتالي يعيق وصولها للخلية البيضية ويعيق الإلقاح.

فوائد استخدام موانع الحمل الفموية

تعد هذه الحبوب أحد أهم الأدوية في المعالجات النسائية المختلفة. وتختلف في تركيبها وطريقة استخدامها بحسب الهدف المرجو من هذا الاستخدام. ولكن أهم ما يتعلق باستخدام هذه الحبوب هو الحصول عليها بوصفة طبية من اختصاصي أمراض النساء لخطورة استخدام هذه الحبوب عشوائيًا. يترافق استخدام هذه الأدوية بالعديد من الفوائد والايجابيات أهمها:

  • تساعد حبوب منع العمل بتنظيم الدورة الشهرية مما يجعل كل من الإباضة والطمث يحدثان في موعد منتظم ومتوقع.
  • يترافق استخدامها بتقليل آلام الدورة الشهرية كآلام الظهر والبطن التي تنتج عن التقلصات الرحمية.
  • يمكن أن تفيد حبوب منع الحمل في تخفيف كمية الدم النازف خلال الحيض. مما يخفف من آثار هذا النزف كفقر الدم الحاصل عند معظم الإناث في سن البلوغ.
  • تخفف من نمو الشعر الزائد، والذي يحصل عادةً بسبب متلازمة المبيض متعدد الكيسات.
  • تقلل من الإصابة بسرطان المبيض وكيسات المبيض كما تقلل من الإصابة بانتباذ البطانة الرحمي وأورام الرحم الليفية.

مخاطر استخدام حبوب منع الحمل

على الرغم من المخاوف الكثيرة المتعلقة باستخدام حبوب منع الحمل إلا أنها على العكس أدوية آمنة تمامًا إذا أخذت بوصفة طبيب مختص. ولكن من الممكن أن يترافق استعمالها بعدد من الآثار الجانبية كأي دواء آخر، ومن اهم هذه التأثيرات:

  • الغثيان وخاصةً في الفترة الأولى من الاستخدام، لذلك ينصح بتناولها مع وجبات الطعام في هذه الحالة.
  • يمكن أن تسبب الصداع في بعض الأحيان كما يمكن أن تحرض حدوث نوبات الشقيقة بسبب تأثيرها الهرموني.
  • إحساس مزعج في الثدي ويمكن أن يكون مؤلمًا في بعض الأحيان.
  • تغيرات مزاجية تبرز في بداية الاستعمال، لكنها تخف مع الوقت كما تقلل الرياضة من هذا التأثير بشكل واضح.
  • يمكن في بعض الأحيان حدوث نزيف مهبلي خفيف متقطع في غير وقت الطمث.
  • يمكن ملاحظة تغيرات في إفرازات عنق الرحم تكون أحيانًا بالزيادة وأحيانًا أخرى بالنقصان مما يسبب جفاف في منطقة المهبل. كما يمكن أن تؤثر حبوب منع الحمل على الرغبة الجنسية.
  • قد تسبب احتباس سوائل وزيادة في الوزن ولكنه تأثير مؤقت ولا يحدث في جميع الحالات، كما يمكن التغلب عليه بممارسة الرياضة وتنظيم وجبات الطعام.
  • في بعض الحالات قد يترافق استعمالها بظهور العد الشائع أو ما يعرف بحب الشباب خاصةً مستحضرات البروجسترون.
  • يمكن للاستخدام المديد أن يؤهب لظهور الكلف، ويمكن الحد من ذلك باستخدام الواقي الشمسي المناسب.
  • يرفع الاستخدام طويل الأمد خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، ويزيد فرصة الإصابة ببعض الأورام.
  • تحدث بعض التغيرات الاستقلابية في بعض الحالات حيث يمكن أن تتبدل نسبة الغلوكوز والأنسولين في الدم كما يمكن أن ترتفع نسبة الشحوم الثلاثية.

استخدامات حبوب منع الحمل

بالرغم من أن هذه الأدوية تسمى موانع الحمل، إلا أن لها استخدامات عديدة في الطب غير منع الحمل، أهم هذه الاستخدامات:

  • علاج متلازمة المبيض متعدد الكيسات والتخفيف من أعراضها المختلفة.
  • السيطرة على داء الانتباذ البطاني الرحمي أو ما يعرف بالبطانة الهاجرة.
  • تستخدم كعلاج معاوض للنساء بعد سن اليأس مما يخفف من التغيرات الحاصلة في هذه الفترة.
  • تدبير متلازمة ما قبل الطمث (PMS) والتخفيف من عسر الطمث للتقليل من الآلام والنزف.
  • تستخدم في بعض الأحيان كخط أخير لمعالجة العد الشائع.
  • في بعض حالات ترقق العظام ولكن هذا الاستخدام نادر في حال لم يكن هناك حاجة أخرى له.

أنواع حبوب منع الحمل

بسبب تعدد استخدامات حبوب منع الحمل كما ذكرنا سابقًا، فإن لها عدة أنواع لتتناسب مع غرض المعالجة ولها أكثر من تصنيف ومنها التصنيف حسب التركيب حيث تقسم إلى:

  • حبوب مركبة: وهي الأكثر استخدامًا، وتتركب من البروجسترون والأستروجين، يمكن تصنيف الحبوب المركبة أيضًا
  • 1- وحيدة الطور: تحتوي الحبوب من هذا الصنف على جرعة ثابتة.
  • 2- ثنائية أو ثلاثية الطور: تحتوي هذه الحبوب جرعات متغيرة على مدار الشهر من الأستروجين أو البروجسترون أو كليهما وذلك لتقليد التغير الهرموني الطبيعي الحاصل في الدورة الشهرية. تؤخذ هذه الحبوب عادةً في بداية الطمث لمدة 21 يوم ثم توقف لمدة 7 أيام، تكون الحافظات التي تعبأ بها هذه الحبوب ذات تصميم مزود بأسماء أيام الأسبوع للمساعدة في التناول الصحيح لها.
  • حبوب البروجسترون لوحده أو ما يعرف بالحبوب الصغيرة: والتي تحتوي على هرمون البروجسترون فقط وهيي قليلة الاستخدام حيث يقتصر استخدامها على النساء اللواتي يمنعن من استخدام الأستروجين.

يجب التنويه إلى ضرورة الالتزام بمواعيد تناول هذه الحبوب فتؤخذ بنفس الساعة كل يوم، كما يجب استشارة طبيب قبل أخذ أي دواء جديد لتجنب التداخلات الدوائية التي تحصل مع مانعات الحمل الفموية وخاصةً مع الصادات الحيوية. وفي نهاية هذا المقال يجب تذكير السيدات بأن أخصائيي أمراض النساء هم الأعلم بهذه الأدوية وما يناسب حالة كل مريضة لذلك يجب الثقة باختياراتهم واتباع تعليماتهم بدقة وخاصة فيما يتعلق بتناول الادوية.