فرحة عارمة تعمّ أجواء المنزل عند سماع خبر الحمل، وبعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة يتوجب فيها على المرأة الحامل مراقبة صحتها والاهتمام بالغذاء ومعرفة الأدوية الممنوعة أثناء الحمل. فخلال فترة الحمل تصاب المرأة ببعض الأعراض التّي يسببها الحمل مثل الصّداع، أو غثيان الصباح، أو ارتفاع ضغط الدّم. أو أمراض كانت مصابة بها قبل الحمل مثل أمراض الربو أو الأمراض النّفسية أو السّكري. وفي الحالتين يجب على الحامل استشارة الطّبيب قبل تناول أي دواء، وسيحدّد الطّبيب إذا كانت أخطار تناول الدّواء من أجل العلاج أكثر من أخطار عدم علاج مرض المرأة الحامل. ففي حال كانت المرأة الحامل ستواجه مشاكلًا جسدية بدون العلاج فإنّ الطّبيب المعالج يقوم بوصف الدّواء الأكثر أمانًا للمرأة ولجنينها. والجدير بالذكر أنّ جميع الأدوية التّي تتناولها المرأة الحامل تدخل في مجرى الدّم وتنتقل عبر المشيمة إلى الطّفل وبدورها ستسبب له أضرار له أيضا لأنّه مازال في طور النّمو.

الأدوية الممنوعة أثناء الحمل

تقسم الأدوية الممنوعة أثناء الحمل إلى قسمين:

أدوية لا تستلزم وصفة طبيّة

  • أدوية السّعال ونزلات البرد التّي يدخل الغيفينيسين في تركيبها، يجب عدم تناول هذه الأدوية في الأشهر الثلاثة للحمل.
  • مسكنات الآلام مثل الاسبرين والإييوبروفين والنابروكسين والكودين،  يجب تجنب هذه الأدوية خلال فترة الحمل لأنّها قد تؤدي إلى تشوهات خلقيّة لدى الجنبن.
  • أدوية إزالة الاحتقان يدخل في تركيبها فينيليفرين أو السودوإيفيدرين، يجب تجنبها في الأشهر الثلاثة الأولى أيضا.

أدوية تستلزم وصفة طبية

  • الأدوية المضادة للصداع النّصفي مثل الإرغوتامين والميثيسرجيد.
  • أدوية ضغط الدّم والتّي تحتوي على مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ويعمل على تخفيض الضّغط.
  • مضادات الهيستامين.
  • أدوية علاج الصّرع والاضطرابات ثنائيّة القطبية والتّي تحتوي على حمض الفالبرويك.
  • بعض المضادات الحيويّة مثل التتراسيكلين والدوكسيسيكلسن وتستخدم لعلاج الالتهابات مثل التهابات التّتفسية ولعلاج الكوليرا.
  • أدوية علاج حب الشّباب مثل دواء أكوتاني يجب التّوقف عن تناول هذه الأدوية فورًا عند معرفة المرأة أنّها حامل لأنّها تسبب حدوث تشوهات لدى الجّنين.
  • أدوية منع تجلط الدّم الذي يحتوي على الوارفارين مثل هيموفارين أو وارفرين أو كومادين.
  • بعض أدوية علاج القلق واضطرابات الهلع مثل كلونازيبام إسكيتالوبرام وديولوكستين وباروكستين.
  • أدوية علاج الاكتئاب مثل الباروكستين.

الأضرار التي تسببها الأدوية للمرأة الحامل

  • بعض الأدوية تسبب زيادة في تقلص عضلات الرّحم مما يؤدي إلى إصابة الجنين أو قد تؤدي إلى حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة.
  • أدوية ضغط الدّم قد تُخفِّض جريان الدّم إلى المشيمة، وذلك يسبب تناقص إمدادات الأوكسجين والمواد الغذائيّة التّي تصل إلى الجنين.
  • إتلاف أعضاء الطّفل أو تطوّره بشكل غير طبيعي أو تشوهات خلقيّة في الجنين النّامي.
  • وبعض الأدوية قد تؤدي إلى وفاته.
  • أضرار تلحق بالمشيمة فتغير من وظيفة المشيمة كالتسبب في تضيق الأوعية الدموية وهذا يؤدي إلى خفض كمية الأوكسجين والمواد الغذائيّة التّي تنتقل من الأم إلى الجنين من خلال المشيمة، وبالتالي تهدد حياة الطفل فيولد الطّفل بوزن ناقص.

بدائل طبيعية عن الأدوية للمرأة الحامل

هناك بعض الأمراض التّي تعاني منها المرأة الحامل ومن الممكن أن تخفّف منها دون الاستعانة بالأدوية ومنها:

  • احتقان الأنف: يمكن للمرأة الحامل استخدام بخاخات الأنف التّي تحتوي على الماء المالح بدلًا من الأدوية.
  • حموضة المعدة: تناول وجبات صغيرة وخفيفة والابتعاد من المأكولات التّي تزيد حموضة المعدة كالتوابل، والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه.
  • الغثيان: تجنب روائح الطّعام والأطعمة التّي تسبب الغثيان.
  • حب الشّباب: استخدام علاجات موضعية مثل الكريمات والمواد الهلامية التّي توضع على البشرة، ولكن يجب الابتعاد عن الكريمات التّي يدخل فيتامين أ في تركيبها.
  • التّوتر: يمكن التّخفيف منه عن طريق تمارين الاسترخاء والتّأمل والتّدليك والمشي في الهواء الطّلق.
  • نزلات البرد: يمكن تخفيفها من خلال الرّاحة والتدّفئة والإكثار من شرب السّوائل وتناول الشوربات السّاخنة.
  • التهاب الحلق: يمكن للمرأة الحامل أن تستبدل المضادات الحيوية بالغرغرة بالماء والملح.
  •  الرّبو: يمكن التّخفيف من آثاره بممارسة الرّياضة واتباع نظام غذائي والابتعاد عن التّدخين والمدخنين، وإذا ظهر لدى المرأة الحامل حساسية تجاه أشياء معينة يجب الابتعاد عنها كالقطط والكلاب.

أعشاب ضارة بالمرأة الحامل

ليس للأدوية فقط تأثير على صحة الحامل وجنينها، فبعض الأعشاب لها تأثير أيضًا نذكر منها:

  • اليانسون: يؤثر اليانسون على هرمونات الجسم وبالتّالي من الممكن أن يسبب انقباضات في الرّحم التّي تؤدي بدورها إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة.
  • الميرميّة: شرب منقوع الميرمية يزيد من فرصة حدوث نزيف أو اجهاض للجنين لذلك يجب على المرأة الحامل تجنب شربه.
  • الجنسنج: تستخدمه النّساء عادةّ لإنقاص الوزن لكنّه ضار جدًا للمرأة الحامل فقد يسبب النّزيف أو الإجهاض.
  • البابونج: يعمل على زيادة وتحفيز الانقباضات داخل الرّحم وبالتالي قد يؤدي إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة.
  • الزّعتر: يصنّف أيضًا من الأعشاب الضّارة بالمرأة الحامل لأنّه قد يؤدي إلى الإجهاض.
  • القرفة: يجب على المرأة الحامل الابتعاد عن شرب القرفة لما لها من تأثير على هرمونات الجسم وبالتالي تزيد من فرصة الإجهاض كما أنها قد تؤدي إلى حرقة في المعدة.
  • اكليل الجبل أو (الروزماري): من الممكن لعشبة اكليل الجبل أن تحفز انقباضات الرّحم وبالتّالي حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة.
  • العرقسوس: يعتبر شراب العرقسوس من المشروبات التّي تؤثر على ضغط الدّم وبالتّالي فهو ضار للمرأة الحامل، كما أنّه يؤدي إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة.
  • الألوفيرا: وهو نوع من أنواع الصّبار يستخدم لأغراض تجميليّة، فإذا استخدمته المرأة الحامل بشكل موضعي على البشرة فإنّه لا يعتبر ضار في حال لم يسبب التّحسس لها، لكن تناوله عن طريق الفم يؤدي إلى حدوث تشوهات لدى الجنين كما أنّه من الممكن أن يؤدي إلى زيادة انقباضات الرّحم وبالتّالي الإجهاض.

 

علاج الزّكام لدى المرأة الحامل

المرأة معرّضة للإصابة بالزّكام في فترة الحمل أكثر من الفترات السّابقة في حياتها وذلك بسبب ضعف جهاز المناعة لديها.

وعلى الرّغم من أنّه يعتبر عارضًا صحيًّا بسيطًا إلّا أنّه وفي فترة الحمل يسبب الإزعاج للمرأة الحامل والسبب في ذلك الأعراض المرافقة له من وجع في الرأس وانسداد الأنف والعطس المستمر.

وللتخفيف من حدته يفضل أن تلجأ المرأة الحامل إلى علاجات طبيعية، نذكر منها:

  • تناول السّوائل السّاخنة.
  • تناول حساء الدّجاج.
  • استخدام بخاخ ملحي.
  • راحة الجسم.
  • شرب عصير الليمون.
  • استنشاق بخار الماء.

ويجب ألا ننسى تأثير مشروبات الطّاقة والكحول والتدخين والمخدرات، وما لها من تأثير مباشر على صحة المرأة الحامل والجنين، فقد تؤدي إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة أو تشوهات خلقية لدى الجنين ومن الممكن أن تسبب موت الجنين داخل الرّحم.