تعتبر الموضوعات المرتبطة بالاكتئاب الحملي أسبابه وعلاجه من الموضوعات الهامة التي يجب أن تطلعي عليها سيدتي إذا كنتي تستعدين لإنجابٍ مولودٍ جديدٍ. لما قد يكون لذلك من أثرٍ على صحتك وصحة جنينك. ويعرف اكتئاب الحمل Antepartum Depression بأنه أحد الاضطرابات النفسية التي تصيب المرأة أثناء فترة الحمل مسببةً شعورًا متواصلًا بالحزن والتوتر. وينتج هذا الاضطراب عن تغيراتٍ في كيمياء الدماغ نتيجة الهرمونات التي يفرزها الجسم أثناء الحمل، والتي تؤثر على مراكز القلق والتوتر في المخ. وقد يبدو التوتر والقلق المرافق للحمل أمرًا طبيعيًا، إلا أن استمرار هذا الاضطراب لما يزيد عن أسبوعين يتطلب استشارة الطبيب المختص، حيث يسبب تجاهل اكتئاب الحمل، وتركه دون علاج مشاكلًا صحيةً للأم ولجنينها.

وتشير الدراسات إلى أن حوالي خمسة عشر إلى عشرين بالمئة من النساء الحوامل يعانين من اضطراب الاكتئاب الحملي. ناهيك عن الحالات التي لم تشخص بسبب تجاهل المرأة الحامل للأعراض، واعتبارها أعراضًا ناتجةً عن عدم التوازن الهرموني المرافق للحمل. تعرفي معنا سيدتي في هذا المقال على أعراض الاكتئاب الحملي أسبابه وعلاجه.

أعراض الاكتئاب الحملي

تتشابه أعراض الإصابة باضطراب الاكتئاب الحملي مع أعراض الحمل الطبيعية، كالتغيرات في الشهية، والنشاط، وزيادة النوم. لذا يحتاج تشخيص هذا الاكتئاب طبيب ذو خبرةٍ عاليةٍ. وقد لوحظ زيادة احتمالية حدوث هذا الاضطراب في الربعين الأول والثالث من الحمل. ويمكن تلخيص هذه الأعراض على الشكل التالي:

  • الشعور بالحزن بشكلٍ شبه دائمٍ ولمدةٍ تتجاوز الأسبوعين.
  • عدم القدرة على الاستمتاع بالنشاطات التي اعتادت المرأة على الاستمتاع بها.
  • تناقص النشاط والحيوية، والرغبة في النوم لوقت أطول.
  • اللامبالاة وعدم الاكتراث بالمحيط.
  • الشعور بالوحدة، والابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية المختلفة.
  • انخفاض تقدير الذات، وتراجع الثقة بالنفس، والشعور بقلة القيمة الإنسانية.
  • الشعور باليأس والإحباط وعدم القدرة على التركيز.

كذلك قد تترافق هذه الأعراض أحيانًا بصداعٍ في الرأس وألمٍ في المعدة، وغيرها من الأعراض الجسدية. كما قد تقود الحالات الحرجة من هذا الاضطراب إلى تفكير المرأة الحامل بالتدخين وشرب الكحوليات، أو تناول الأدوية غير المشروعة، وقد يقودها هذا في نهاية الأمر إلى التفكير بالانتحار لوضع حد لحياتها.

أسباب اكتئاب الحمل

يرتبط اكتئاب الحمل بالقلق بشكلٍ كبيرٍ، وتختلف حدة أعراض الاكتئاب باختلاف شدة القلق. غير أن هناك أيضًا مجموعة عواملٍ قد تزيد من خطر الإصابة باكتئاب الحمل، نذكر منها:

  • وجود تاريخٍ شخصيٍ أو عائليٍ للإصابة بالاكتئاب.
  • الوحدة وقلة الدعم الاجتماعي من المحيط.
  • زيادة المشاكل الشخصية كالمشاكل الزوجية، ومشاكل الدخل.
  • زيادة ضغوطات الحياة، كموت أحد الأعزاء.
  • الحمل غير المقصود، وعنف الشريك أثناء العلاقة الحميمة.
  • التعرض للإجهاض في الحمل السابق.

كما تزداد فرص الإصابة باضطراب الاكتئاب الحملي عند النساء الصغيرات اللاتي لم يتجاوزن الخامسة والعشرين من عمرهن.

تأثير اكتئاب الحمل على الأم وجنينها

لا تقتصر الآثار السلبية للاكتئاب الحملي على صحة الأم وحدها، فسوء التغذية، وتعاطي الكحوليات، والتدخين يزيد من خطر حدوث الولادة المبكرة، مما يشكل خطرًا على الجنين، ويسبب انخفاضًا في وزنه عند الولادة. إضافةً إلى ظهور مشاكلٍ في نموه وتطوره. كما تشير الإحصائيات بأن النساء اللواتي عانين من اضطراب الاكتئاب الحملي، قد ولدن أطفالًا أقل نشاطًا، وأكثر عنفًا مقارنةً بنظائرهن اللواتي قضين فترة حملٍ طبيعيةٍ. ناهيك عن ذلك فإن إصابة المرأة بالاكتئاب الحملي تزيد من فرص إصابتها باكتئاب ما بعد الحمل، والذي ينعكس سلبًا على الرابطة بين الأم وطفلها، مسببًا ابتعاد الأم عن طفلها، وعدم رغبتها باللعب معه، مما يؤدي إلى اضطراب نوم الطفل وبكائه بشكلٍ مستمرٍ.

علاج اكتئاب الحمل

بعد التحقق من تشخيص الاكتئاب الحملي يحدد الطبيب المختص الطريقة المناسبة لعلاجه تبعًا لطبيعة وشدة هذا الاضطراب. ويفضل أغلب الأطباء البدء بطرق العلاج النفسي إذا كان الاضطراب بسيطًا أو متوسطًا، في حين يلجؤون لطرق علاجٍ أخرى من أجل الحالات الأكثر شدةً، ويمكن تقسيم طرق علاج اكتئاب الحمل إلى:

  • العلاج النفسي

ويتمثل بمشاركة الطبيب المعالج لمشاعر المرأة، وهمومها، ومخاوفها، بحيث يتمكن من التعرف على الأفكار السلبية التي تدور في ذهنها، ثم يعمل معها على وضع الخطط لمواجهة هذه الأفكار والتخلص منها. كما يجب أن يتركز العلاج في جزءٍ منه على معرفة علاقة المرأة الحامل بمحيطها، ثم العمل على تقديم الدعم لها، ومساعدتها في مواجهة المشاكل التي تعترضها.

  • استخدام الأدوية

يعتبر استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب من أكثر طرق العلاج المستخدمة للسيطرة على هذا النوع من الاضطراب. إلا أنه لا توجد حتى الآن أدلة كافية تثبت سلامة هذه الأدوية للأم ولجنينها. حتى أن بعض أنواعها ارتبط بظهور مشاكل عند الأطفال حديثي الولادة كالتشوهات الجسدية ومشاكل القلب وغيرها. لذا يجب التعامل معها بحذرٍ شديدٍ، واستشارة الطبيب قبل اتباع هذا النوع من العلاج.

  • العلاج الضوئي

يتمثل بتعرض المرأة الحامل لضوءٍ خاصٍ يصدره مصباح لمدة ساعةٍ أو ساعتين في اليوم، ويفضل أن يكون العلاج خلال الفترة الصباحية تفاديًا لبعض الأعراض الجانبية كالقلق، واضطراب النوم. حيث يساعد هذا الضوء في تخفيف آثار الاكتئاب الحملي.

  • العلاج الكهربائي

ويعتمد على تمرير نبضات كهربائية صغيرة إلى الدماغ، تعمل على تحفيز حدوث تغيراتٍ في كيمياء المخ، وبالتالي تخفف من أثار الاكتئاب الحملي. تعتبر هذه الطريقة هي الأكثر أمانًا، وتستخدم في حال المرأة التي تعاني من الاكتئاب الشديد، أو في حالة عدم إمكانية استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب.

نصائح للوقاية من الاكتئاب الحملي

يمكن تقليل خطر الإصابة باكتئاب الحمل باتباع النصائح التالية:

  • الاسترخاء: يزيد التعب والإجهاد من فرص الإصابة باكتئاب الحمل، لذا تأكدي سيدتي من حصولك على قسطٍ كافٍ من الراحة والنوم.
  • النظام الغذائي: احرصي على اتباع نظامٍ غذائيٍ صحيٍ يوفر لجسمك كل ما يحتاجه من مغذياتٍ، واشربي كمياتٍ كافيةٍ من الماء.
  • ممارسة التمارين الرياضية: تطلق ممارسة التمارين الرياضية المواد الكيميائية التي تحسن المزاج وتعزز الحالة النفسية، لذا من الأفضل الذهاب يوميًا في نزهةٍ مشيًا على الأقدام، أو السباحة بهدوءٍ، أو ممارسة بعض تمارين اليوغا والأيروبيكس المعتدلة.
  • مشاركة المشاعر: تساعد هذه العملية في تخفيف حدة القلق والتوتر، إذ تشعرك بأنك لست وحيدةً، ويفضل التحدث إلى النساء الحوامل الأخريات اللواتي يعرفون بالضبط ما تمرين به.