المرض الأكثر انتشارًا في أوساط النساء، ترتبط تداعياته بالكثير من الأمراض الخطيرة، شلل المعدة أعراضه وأسبابه وطرق علاجه مازال تحت المجهر وفقًا لأحدث ما توصلت إليه الأبحاث حول العالم، فما الجديد وراء خزل المعدة في التشخيص والعلاج؟.

يصيب شلل المعدة (خزل المعدة) واحدًا من بين خمسين ألف شخص في بريطانيا. كما يعد من أخطر الأمراض الهضمية، ويتمثل بعجز المعدة عن إفراغ محتوياتها من الطعام وهضمها جيدًا. ويعود ذلك لتلف في العصب المبهم في المعدة وعضلات الجهاز الهضمي وخاصة تلك المسؤولة عن عمل القناة المعدية المعوية.

ما هو شلل المعدة (خزل المعدة)؟ وما هي أسبابه وأعراض، وطرق العلاج؟. وما هي أسرار الأمراض الخطيرة المرتبطة بالعصب المبهم في المعدة؟ وإلى أين خلصت أحدث الأبحاث حول التشخيص والعلاج الحديث؟ كل ذلك ستتعرفون عليه من خلال المقال التالي.

ماذا نقصد بخزل المعدة

 

ماذا نقصد بخزل المعدة

ماذا نقصد بخزل المعدة

 

خزل المعدة (شلل المعدة) هو عجز المعدة على إفراغ محتوياتها بشكل صحيح بعد الأكل. حيث تتمثل مهمة المعدة في طحن الأطعمة إلى جزيئات صغيرة، ومن ثم إرسال تلك القطع الصغيرة إلى الأمعاء الدقيقة من أجل الهضم والامتصاص النهائيين. كما يمكن أن تؤدي مشاكل الأعصاب أو الخلايا الموجودة في المعدة والمسؤولة عن انقباض عضلات المعدة إلى إبطاء حركة الطعام عبرها. لتكون النتيجة لذلك الغثيان والقيء والانتفاخ والامتلاء.

شلل المعدة أعراضه وأسبابه وطرق علاجه

تعمل تقلصات العضلات في المعدة على دفع الطعام القادم من المريء. وذلك بعد إفراز عصارتها الهاضمة والتي تضم حمض الهيدروكلوريك والماء ومجموعة من الإنزيمات، كإنزيم البيبسين الذي يعمل على هضم الأطعمة الغنية بالبروتينات. بالإضافة إلى إنزيم الليباز الذي يعمل في هضم الدهون.

كثيرًا ما تتوقف عضلات المعدة عن العمل، فيتراكم فيها الطعام. وفي الوقت الذي ترجع فيه الأبحاث خزل المعدة لعجزٍ في الجهاز العصبي المعدي، فهل من الممكن أيضًا أن تكون تداعيات هذا المرض أحد الأمراض العصبية الخطيرة؟

وفقًا لأبحاث فرنسية حديثة فإن خزل المعدة هو أحد تداخلات أمراض الجهاز الهضمي المتسببة في مرض باركنسون (الشلل الرعاش). كما تم حصر مسببات خزل المعدة في بنسبة تقارب 45% من شلل الرعاش.

أسباب شلل المعدة

تتضمن انقباضات عضلات المعدة علاقة معقدة بين الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي اللاإرادي وأعصاب المعدة وعصاراتها وخلاياها، لذلك يمكن أن يحدث تفريغ المعدة بشكل خاطئ لعدة أسباب مختلفة. في حين أن ما يقارب نصف حالات خزل المعدة ليس لها سبب محدد. وعندها يسمى خزل المعدة مجهول السبب. كما يرجع العلماء شلل المعدة إلى العديد من الأسباب، أهمها:

  • داء السكري، وهو المسؤول عن حوالي 30% من خزل المعدة. وذلك بسبب تلف الأعصاب الناجم عن سكر الدم غير المنضبط، وهو ما يعاني منه عادةً مرضى السكري من النوع الأول.
  • الجراحة، حيث تعود حوالي 10% من حالات خزل المعدة إلى جراحة السمنة وجراحة الارتجاع المعدي المريئي وعمليات جراحية أخرى في المعدة أو المريء أو البنكرياس.
  • الحالات العصبية كالإجهاد أو مرض باركنسون أو التصلب المتعدد.
  • أمراض المناعة الذاتية مثل تصلب الجلد.
  • الالتهابات الفيروسية مثل عدوى فيروس الروتا أو فيروس نورووك.
  • يمكن أن تسبب بعض الأدوية خزل المعدة كأثر جانبي، وتشمل هذه الأدوية المواد الأفيونية ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات. بالإضافة إلى حاصرات قنوات الكالسيوم (أدوية ضغط الدم) ومضادات الذهان وبعض أدوية السكري والبروجسترون والليثيوم.

 أعراض شلل المعدة

 أعراض شلل المعدة

أعراض شلل المعدة

لا شيء يمكن مقارنته بوجبة لذيذة. هذا ما لم تجعل كل وجبة لذيذة الشخص مريضًا. فالمرضى الذين يعانون من خزل المعدة، أوما يسمى شلل المعدة، يتعاملون مع كل وجبة كمصدر محتمل للألم والغثيان والقيء والانتفاخ. أما أهم أعراض شلل المعدة الأخرى المحتملة:

  • آلام في المعدة أو البطن.
  • القيء لإخراج الطعام غير المهضوم والمتراكم في المعدة.
  • مشاكل واضطرابات معدية كحموضة المعدة أو الارتجاع المريئي.
  • الشعور بالانتفاخ وتناول كميات قليلة من الطعام.
  • انخفاض الوزن، وضعف الشهية.
  • عدم المقدرة على ضبط نسبة السكر في الدم.

دراسات حديثة حول علاجات شلل المعدة

توصل الأطباء والعلماء الألمان إلى إمكانية استخدام مضغ العلكة في علاج شلل الأمعاء الذي يحدث بعد العمليات الجراحية، لاعتبار مضغ العلكة يمنع الإصابة بشلل القولون ويعيده إلى نشاطه. فهل هناك دليل قاطع أيضًا على علاج شلل المعدة من خلال مضغ العلكة؟

في الوقت الذي يحفز فيه مضغ العلكة عملية الهضم مما يحمي المرضى من شلل الأمعاء الخطير، ويخفف من انتفاخ البطن ويساعد على ضبط عملية التغوط، الأمر الذي يشعر المريض بالراحة، بالمقابل ثمة القليل من التقارير العلمية عن العلاقة بين العلكة ووظائف الجهاز الهضمي. إلا أنه هناك دراسة يابانية أظهرت أن استخدام العلكة يعد وسيلة فعالة للسيطرة على أعراض الجهاز الهضمي.

حيث كان الهدف من هذه الدراسة هو تحديد العلاقة بين مضغ العلكة وإفراغ المعدة باستخدام اختبار التنفس المستمر خلال وقت مدروس بمشاركة عشرة متطوعين. وتمت الدراسة بعد صوم الأشخاص طوال الليل ومن ثم اختبار مضغهم للعلكة بمعدل (2-3 قرص / 1) لمدة ساعة بعد تناول وجبة اختبار (200 كيلو كالوري / 200 مل). وتمت مراقبة إفراغ المعدة لمدة 4 ساعات بعد تناول وجبة الاختبار عن طريق اختبار التنفس بحمض الخلي.

لم تظهر الدراسة تأثير مضغ العلكة على معدل إفراغ المعدة بشكل مباشر. لكنها خففت من أعراض الجهاز الهضمي من خلال آليات أخرى، مثل اللعاب والجهاز العصبي اللاإرادي.

بينما أظهرت دراسات أخرى أن مضغ العلكة باستمرار يزيد من درجة الحموضة في المريء والبلعوم عن طريق إفراز حمض المعدة واسترخاء العضلة العاصرة للمريء. وبالتالي باعتبار أن مضغ العلكة قد يزيد من نشاط المضغ، وإنتاج اللعاب، وحركة المعدة، بالتالي فإنه يسرع من معدل إفراغ المعدة.

المخاطر المرتبطة بخزل المعدة

 

تنطوي المشاكل والمخاطر الناتجة عن شلل المعدة بشكل رئيسي لتراكم كميات من الطعام في المعدة لفترة طويلة مما يسبب:

  • تخمر الغذاء وتكاثر البكتيريا في المعدة.
  • تحول الطعام المتراكم لكتل صلبة مما يمنع من حركة الطعام باتجاه الأمعاء.
  • الجفاف وسوء الامتصاص وانخفاض الوزن الشديد، فهناك حالات قد ينخفض فيها وزن المريض عشرين كيلو غرام خلال أشهر. وكثيرًا ما يسبب خزل المعدة إلى تغير كبير في نمط الحياة الصحية والاجتماعية للمصابين، مما يمنعهم من تناول الوجبات مع أسرتهم.
  • ارتفاع نسبة السكر في الدم وخاصة بعد تحرك الطعام المتراكم باتجاه الأمعاء.

تشخيص خزل المعدة

يمكن استخدام العديد من الأساليب الطبية للكشف عن الإصابة بشلل المعدة، وأهمها:

  • التصوير الومضاني لاختبار القدرة على إفراغ المعدة من خلال تتبع حركة طعام يتناوله المريض ويحتوي على مادة مشعة باستخدام ماسح ضوئي يوضع فوق بطن المريض.
  • اختبارات التنفس لاختبار قدرة إفراغ المعدة والهضم من خلال أنفاس المريض.
  • التنظير الداخلي للقسم العلوي من القناة المعدية المعوية، ويتضمن التنظير المريء والمعدة وبداية الأمعاء الدقيقة.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية (الألتراساوند).

علاج شلل المعدة

كثيرًا ما يتمكن الأطباء من ترويض خزل المعدة ريثما يتم الشفاء. ولكن ماذا لو لم يكن شلل المعدة قابلًا للشفاء؟ بالتأكيد سوف يتطلب الأمر بعض الجهد. وعلى الرغم من ذلك يتطلب العلاج التزامًا بتغييرات في نمط الحياة وقد يشمل الأدوية أو الجراحة للسيطرة على المرض.

كما يتضمن البروتوكول العلاجي لشلل المعدة (خزل المعدة) الكثير من الإجراءات وأهمها:

  • يعد التحكم في سكر الدم من أهم البروتوكولات العلاجية لمرضى السكري المصابين بشلل المعدة.
  • تغيير النظام الغذائي من خلال تناول أطعمة تحوي العناصر الغذائية المفيدة وسهلة الهضم. مع الحرص على تصغير الوجبة الغذائية والاعتماد على تناول الحساء واللبن والعصائر. والابتعاد عن تناول الخضار والفواكه المحتوية على الألياف. بالإضافة إلى الحرص على ممارسة رياضة المشي بعد الطعام لتسهيل عملية الهضم.
  • الأدوية، وتشمل الأدوية التي تنشط عضلات المعدة، والأدوية المخففة لأعراض القيء والغثيان.
  • العمل الجراحي عبر إدخال أنبوب إطعام يصل للأمعاء الدقيقة.

وختامًا في الوقت الذي يظهر فيه الطب البديل كالوخز الإبري الكهربي علاجًا محتملًا لخزل المعدة وبديلًا عن العلاجات الدوائية المرهقة والمستخدمة لتخفيف أعراض القيء والغثيان، فهل سيكون في المستقبل القريب علاجًا بديلًا آخر يشفي من شلل المعدة بشكل نهائي؟

لنترك الإجابة للأبحاث المستقبلية في هذا المجال.