تحتاج المرأة بعد الولادة إلى الاهتمام بصحتها، والانتباه لأي عارض صحي والبحث عن علاج، وبالأخص الالتهاب ما بعد الولادة. حيث تُعتبر فترة النفاس من الفترات التي يكون فيها جسم المرأة في منتهى الحساسية، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي يتعرض لها الجسم. وتمتد هذه الفترة لستة أسابيع بعد الولادة. وقد تتعرض المرأة للعديد من المشاكل في هذه الفترة مثل حمى النفاس والنزوفات والالتهابات النسائية أيضا. ويعتبر الالتهاب ما بعد الولادة من أكثر المشاكل شيوعًا في هذه الفترة.

ومن المهم جدًا عدم إهمال أي عارض من العوارض التي تدل على وجود أي نوع من أنواع الالتهابات. لأنها قد تؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة، قد تتطور إلى تلوث في الرحم. من المهم معرفة كيفية وأسباب حدوث هذه الالتهابات، وما هي الأعراض التي تدل على الإصابة بها. كما من المفيد التعرف على المضاعفات الخطيرة لإهمال علاج التهاب ما بعد الولادة، وخطوات العلاج في حال حدوث هذا الالتهاب. كل هذه التفاصيل عن علاج الالتهاب ما بعد الولادة وغيرها سنتعرف عليها من خلال فقرات هذا المقال.

أسباب الالتهاب ما بعد الولادة

تحدث الالتهابات المختلفة في فترة النفاس نتيجة لأي عدوى جرثومية قد تصيب الرحم أو المهبل أو جرح العملية القيصرية بعد الولادة مباشرة. حيث تؤدي مثل هذه الحالات إلى الشعور بآلام مختلفة، ويرافقها ارتفاع في الحرارة، وقد تترافق مع مفرزات كريهة الرائحة. وهناك العديد من العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بالالتهاب منها:

  • التغيرات الهرمونية التي تطرأ على جسم المرأة بعد الولادة، مما يؤثر على مناعة الجسم ضد البكتيريا بصفة عامة، وهذا يؤدي بدوره إلى الإصابة بالالتهابات بعد الولادة.
  • تناول الأدوية والمضادات الحيوية بعد عملية الولادة لفترات طويلة، مما يؤثر على مناعة الجسم.
  • استخدام السدادة القطنية بدل الفوط الصحية.
  • عدم الاهتمام بالغذاء الصحي والمتوازن، مما يؤدي إلى نقص في مناعة الجسم.
  • الإصابة بفقر الدم.
  • الفحوصات المهبلية المتعددة خلال مرحلة المخاض.
  • الفترة الطويلة التي تفصل بين تمزق الأغشية المحيطة بالجنين وعملية الولادة، والتي قد تصل إلى أكثر من 18 ساعة.
  • طول فترة المخاض.
  • الولادة القيصرية.
  • عدم الاهتمام بتعقيم وتنظيف جرح الولادة يؤدي إلى إصابته بالتلوث.
  • بقاء قطع من المشيمة عالقة داخل الرحم.
  • الإصابة بنزوف الخلاص بعد الولادة.
  • الولادة في عمر صغير.
  •  عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.

أنواع التهابات بعد الولادة

قد تتعرض المرأة لأنواع مختلفة من الالتهابات بعد الولادة. تتلخص أنواع التهاب ما بعد الولادة بما يلي:

  • الالتهابات التي تصيب جرح الولادة.
  • التهابات في المسالك البولية.
  • الالتهابات التي تصيب منطقة الثدي.
  • الإصابة بعدوى في الرحم، والتي تتضمن الأنواع التالية:
    • عدوى أو التهاب بطانة الرحم.
    • عدوى أو التهاب في عضلة الرحم.
    • التهاب المناطق المحيطة بالرحم أو ما يسمى عدوى مجاورات الرحم.

أعراض الالتهاب ما بعد الولادة

تشتمل أعراض الالتهاب ما بعد الولادة في أغلب الأحيان على ارتفاع في درجة الحرارة، والمترافق مع صداع، ومن الممكن الإصابة بالقشعريرة، والتعب، بالإضافة إلى شحوب اللون وفقدان الشهية على الطعام. وهناك أعراض تختلف باختلاف نوع الالتهاب.

 أعراض التهاب بطانة الرحم بعد الولادة

  • خروج إفرازات من المهبل برائحة كريهة.
  • الشعور بآلام في أسفل البطن.
  • الشعور بالوهن والتعب.
  • الإصابة بالنزيف المهبلي.

أعراض التهاب الثدي بعد الولادة

  • الشعور آلام في منطقة في الثدي.
  • صلابة في ملمس الثدي.
  • احمرار المنطقة المصابة بالالتهاب.
  • الشعور بحرارة في المنطقة المصابة بالالتهاب.

أعراض التهاب المسالك البولية بعد الولادة

  • صعوبة في التبول والشعور بحرقة وألم أثناء التبول.
  • الحاجة الملحة إلى التبول وبشكل متكرر، ولكن بكميات بول قليلة.
  • خروج دم مع البول، أو بول معكر.

أعراض التهاب جرح الولادة

  • ألم واحمرار وانتفاخ في مكان الجرح.
  • خروج إفرازات أو قيح أو دم من الجرح.

علاج التهاب ما بعد الولادة

تختلف طريقة علاج التهاب ما بعد الولادة باختلاف نوع الالتهاب الحاصل.

علاج التهاب جرح الولادة

  • يجب عدم لمس أو حك منطقة الجرح.
  • استخدام الغسول الطبي المخصص لتخفيف الحكة.

علاج التهابات الرحم بعد الولادة

يحتاج علاج التهابات الرحم بأنواعها بعد الولادة إلى استشارة الطبيب الاختصاصي، وعدم إهمال الأعراض. وغالبُا ما يلجأ الطبيب إلى إعطاء المريضة المضادات الحيوية عن طريق الوريد.

علاج التهاب الثدي بعد الولادة

  • من الممكن التخفيف من التهاب الثدي عن طريق وضع كمادات باردة بعد انتهاء كل عملية رضاعة، كما أنها تساعد على التخفيف من الألم المصاحب.
  • تناول المسكنات من أجل تخفيف الشعور بالألم.
  • يجب عدم ارتداء ملابس ضيقة.

علاج التهاب المسالك البولية بعد الولادة

  • يجب استخدام المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب، والتي من الممكن الحصول عليها عن طريق الوريد، أو عن طريق الفم.
  • شرب الماء النقي والسوائل بكميات كبيرة.

مضاعفات التهاب ما بعد الولادة

يؤدي إهمال علاج التهاب ما بعد الولادة إلى مضاعفات شديدة تشمل على ما يلي:

  • التهاب الأغشية التي تبطن البطن، أو التهاب الصفاق.
  • الإصابة بجلطات دموية في أوردة الحوض، أو التهاب الوريد الخثاري الحوضي.
  • الإصابة بجلطة دموية قابلة للانتقال إلى الرئة، مما يؤدي إلى الإصابة بالإنصمام الرئوي.
  • ارتفاع نسبة المواد السامة في الدم، والتي يتم إفرازها من قبل الجراثيم والبكتيريا المسببة للالتهاب، مما قد يؤدي إلى حدوث إنتان أو حتى صدمة إنتانية.
  •  الإصابة بجيب أو خراج من القيح في منطقة الحوض.

يجب التأكيد في نهاية المقال على أهمية عدم إهمال أي عارض من عوارض الإصابة بالتهابات ما بعد الولادة، حيث يجب المسارعة إلى علاجها قبل حدوث المضاعفات الخطيرة، مثل الصدمة الإنتانية، والتي قد تؤدي إلى ضرر شديد في الكلى وحتى الوفاة.