الكلية هي عضو هام في الجسم وتعتبر العضو المسؤول عن تصفية الدم من السموم و المواد الناتجة عن عمليات الإستقلاب. وكذلك التحكم في حجم سوائل الجسم، وأيضًا بتراكيز المعادن في الجسم. وإن اي خلل في وظيفة الكلية يؤدي إلى الإصابة بمشاكل مختلفة في الجسم عامةً وفي المسالك البولية خاصةً. وسنذكر في هذه المقالة إحدى هذه الشكايات وهي حصى المسالك البولية .فما هي حصى المسالك البولية، وما هي أعراضها، وعلاجها، تابعونا لتعرفوا المزيد.

حصى الكلى

هي ترسبات من الأملاح والمعادن التي تتشكل داخل الكلى،حيث تتبلور هذه الترسبات مشكلة حصيات. وهذه الحصيات تختلف أحجامها من صغيرة جدًا لا يمكن رؤيتها بالعين،إلى حصيات كبيرة تملئ الحويضة و الكؤوس وتسمى قرن الوعل. مع العلم  تختلف تسمية الحصيات حسب مكان توضعها، فإذا توضعت في الكلية تسمى حصيات الكلى،وإن توضعت في الحالب تسمى حصيات الحالب، كذلك إذا توضعت في المثانة تسمى حصيات المثانة.

أعراض حصى الطرق البولية

إذا كانت الحصى متوضعة ضمن الكلية فإنها لا تسبب أي أعراض. ولكن عندما تتحرك الحصى لتخرج عبر الطرق البولية إلى خارج الجسم. فإنها تسبب ألمًا شديدًا في جانبي الجسم بين الأضلاع والوركين. وقد تمتد إلى الأعضاء التناسلبة إذا كانت متوضعة في المثانة. وقد نجد البول تلون باللون الأحمر، وفي بعض الأحيان الشعور بالغثيان والتعرق والشعور بالحاجة الملحة للتبول. وعندما تكون الحصاة كبيرة تؤدي إلى انسداد المجاري البولية فوق مكان توضع الحصاة. وبالتالي احتباس البول والبكتيريا وحدوث الإنتانات. كذلك قد تؤدي إلى استسقاء الكلية.

أسباب تشكل حصى الكلى

تتشكل الحصى في الكليتين بسبب حدوث خلل في تراكيز السوائل، والأملاح، والمعادن، والمواد الأخرى في البول.
ويعد السبب الرئيسي لتشكل الحصى هو عدم تناول كميات كافية من الماء، والبعض يتهم العوامل الوراثية أنها السبب في تشكيل الحصى. ويعزون ذلك لإصابة بعض الأشخاص دون غيرهم. وخاصةًعند تكرر الإصابة في نفس العائلة. كذلك تتشكل الحصيات عند الأشخاص الذين خضعوا لعمل جراحي في حالات السمنة.

تشخيص حصى المسالك البولية

نتيجة للألم الشديد الذي تسببه حصيات المسالك البولية، يكون هدف الطبيب و المريض في البداية تسكين نوبة الألم الحادة، ومن ثم التوجه إلى باقي الإجراءات. التي من شأنها تأكيد التشخيص، ومن أهم هذه الإستقصاءات:
التحاليل المخبرية: وهنا نبحث عن تراكيز الكالسيوم وحمض البول في الدم، حيث أن ارتفاعها يدل على وجود مشاكل في وظائف الكلية. كما يطلب من المريض جمع بول 24 ساعة وذلك لنبحث عن وجود مستويات عالية للأملاح المكونة للحصيات.
التصوير بالأمواج فوق الصوتية.
كذلك يطلب من المريض جمع بول يوم كامل للتأكد من خروج كمية كافية من البول.
كما قد يطلب الطبيب من المريض جمع الحصيات التي تخرج مع البول، ليتم تحليلها ومعرفة تركيبها. وهذا له دور كبير في وضع خطة للوقاية من تكرار تشكلها، ووضع خطة للعلاج.

علاج حصيات السبيل البولي

يختلف علاج حصيات الكليةبحسب حجم الحصيات، وكذلك باختلاف نوعها، وسبب تشكلها.
تدبير الحصيات الصغيرة : إن علاجها لا يتطلب الوجود في المستشفى و يكون العلاج في المنزل بإشراف. حيث ينصح الطبيب يشرب كميات مناسبة من السوائل وخاصة الماء وذلك للحفاظ على إدرار بولي كافي وشفاف.

كذلك يصف الطبيب مسكنات الألم لتخفيف الألم المرافق لخروج الحصيات مثل الأيبو بروفين أو النابروكسين. كما يصف الطبيب أدوية تؤدي إلى استرخاء عضلات الحالب مما يؤدي إلى خروجها بوقتٍ أسرع وبألمٍ أقل فعلى سبيل المثال نعطي دواء فلوماكس.

تدبير الحصيات الكبيرة: إن حصى الكلية عندما يكون حجمها كبير. تؤدي إلى ألم شديد، وقد تسبب نزوف دموية، كما قد تؤدي إلى تلف الكلية في بعض الأحيان، ومن ناحيةٍ أخرى قد تؤدي إلى التهابات بولية. لذلك إن علاجها أكثر صعوبةً وهنا نتبع الإجراءات التالية:
تفتيت الحصى: يعتمد الطبيب بأخذ القرار بإجراء التفتيت بناءً على حجم الحصى وموقعها. وذلك باستخدام الأمواج الصوتبة التي تعطي اهتزازات قوية تؤدي إلى تجزئة الحصى إلى قطعٍ صغيرة يمكنها المرور عبر مجرى البول. إن هذا الإجراء يستغرق من 45 إلى 60 دقيقة.ولكن هذا الإجراء قد يؤدي

إلى الإختلاطات التالية:
ظهور دم في البول .
كما قد نجد كدمات في منطقة الظهر أو البطن.
بالإضافة إلى ألم شديد أثناء خروج الفتات عبر الطرق البولية.
في حال كانت الحصيات كبيرة جدًا أو لا تستجيب للتفتيت. هنا لا بد من إجراء عمل جراحي لإزالة هذه الحصى جراحيًا وتحت التخدير العام. ويتم ذلك باستخدام تليسكوب من خلال فتحة صغيرة في الظهر.
أحيانًا إذا كانت الحصى أصغر حجمًا وموجودة في الكلية أو الحالب. هنا يستخدم الطبيب منظارًا مزودًا بكاميرا، إذ يدخل المنظار عبر مجرى البول إلى الحالب عبر المثانة. وعند الوصول إلى الحصاة وتحديد مكانها يتم التقاطها بملقط خاص وسحبها إلى خارج الجسم. أو تفتيتها إلى قطعٍ صغيرة تخرج عبر الطرق البولية.
وفي بعض الحالات يلجأ الطبيب إلى معالجة السبب الذي أدى إلى تشكل الحصى. وبالأخص حصوات فوسفات الكالسيوم الناتجة عن فرط نشاط جارات الدرق، أو بسبب وجود ورم سليم في الغدد جارات الدرق، وهنا يقوم الطبيب باستئصال جارات الدرق جراحيًا لمنع تكرار تشكل الحصى.

الوقاية من تشكل حصى الكلى

تعتبر إجراءات الوقاية مكملة لإجراءات العلاج، فبعضها يعتمد على تطبيق بعض النصائح وبعصها يعتمد على الأدوية.
فيما يخص النصائح نعتمد ما يلي:

  • شرب الماء على مدار اليوم، وقد يطلب الطبيب قياس كمية البول خلال اليوم للتأكد من أن المريض يشرب كمية كافية من الماء.
  • وإذا كانت الحصيات من نوع الأوكزالات يجب تقليل كمية الطعام الغنية بالأكزالات. مثل البامية، والسبانخ، والسلق، والشاي، والمكسرات.
  • كذلك يجب تقليل كمية الملح والبروتين.
  • تناول غذاء غني بالكالسيوم ولكن يجب عدم تناول المكملات الغنية بالكالسيوم.

أما فيما يخص الأدوية فإن نوع الدواء يعتمد على نوع الحصى الموجودة:

      • عندما تكون الحصى كلسية فيتم وصف المدرات التيازيدية أو مستحضرات تحوي الفوسفات.
      • ولكن عندما تكون الحصى مكونة من حمض اليوريك. فتوصف مركبات الوبيورينول لتقليل تراكيزحمض اليوريك في الدم والبول.
      • أما في حال حصوات الستروفايت. فهنا يوصي الطبيب بخلو البول من البكتيريا، وشرب كميات مناسبة من الماء للحفاظ على تدفق البول بشكل جيد وبضرورة إفراغ المثانة.

وختامًا بعد أن تحدثت عن تشخيص حصى الكلى وطرق علاجها والوقاية من تشكل الحصى أرجو الإلتزام بالتعليمات الوقائية للحفاظ على صحة الكلى.لنعيش بسلام وبصحة جيدة.