العديد من الضغوطات التي تمر بنا من مشاكل وهموم يومية تجعلنا مهملين وبعيدين عن الاهتمام بصحتنا، وقد لا نشعر بتدهور وضعنا الصحي حتى لحظة انهيار وغياب كامل عن الوعي. في بعض الأحيان يرسل لنا جسدنا إشارات تشير لحدوث خطبٍ ما، كشعور بدوار بسيط أو بسرعة الشعور بالإرهاق، وغيرها من الأعراض التي ستجعلك قلقة، وتدفعك لزيارة طبيب أو سؤال مختص. في مقالنا لليوم سنتحدث عن الدوار الدهليزي أسبابه وعلاجه.

مراجعة عن أسباب الدوار

في البداية عليك معرفة أن الدوار هو الشعور بفقدان القدرة على التوازن. وإذا مررتي بنوبة دوار، فعندها ستشعر بنفسك تدور أو العالم من حولك يدور.

غالبًا ما ينتج الدوار عن خلل بعمل الأذن الداخلية وأهم أسبابه المعروفة:

  • دوار الوضعة الانتيابي السليم: يظهر عندما تزاح بلورات الكالسيوم صغيرة (قنوات الكالسيوم) من مكانها الطبيعي، وتجمعها داخل الأذن الداخلية في القنوات النصف دائرية في القريبة من الدهليز. إذ ترسل الأذن الداخلية إشارات للدماغ حول وضعية الرأس وحركة الجسم المرتبطة بالجاذبية. وهي تحافظ على توازن الجسم. يستمر شعور عدم التوازن حتى بزوال النوبة، كما يتحسن المريض بشكل تام خلال أشهر.
    لم يحدد سببه حتى الآن حيث يعتقد بأنه يرتبط بالعمر.
  • داء منيير: هو اضطراب بالأذن الداخلية ويعتقد بأنه مسبب بارتفاع تركيز وضغط السائل داخل الأذن. ينتج عنه حالة من الدوار والطنين في الأذن ونقص السمع. قد تستمر نوبة الدوار لعدة ساعات وتزول، لكن نقص السمع قد لا يعود للطبيعي بعدها بالإضافة للطنين. يصاحب نوبة الدوار الشعور بخفقان القلب، والإعياء مع تعرق وزيادة حركية الأمعاء.
  • التهاب العصب الدهليزي و التهاب التيه الغشائي: وهو أحد أمراض الأذن الداخلية المرتبطة بحدوث إنتان (غالبًا فيروسي) أو التهاب الأذن الوسطى أو الورم الكوليسترولي. وهو حالة محددة لنفسها (أي تشفى عفويًا).

ومن الجدير بالذكر يوجد حالات أقل شيوعًا تسبب الدوار، ومنها نذكر:

  • جراحة على العنق أو الرأس.
  • مشاكل في الدماغ مثل النشبات والأورام.
  • بعض الأدوية.
  • صداع الشقيقة.

الأعراض المرافقة للدوار الدهليزي

يثار الدوار بتغير في وضعية الرأس. يصف المرضى الشعور بالدوار نموذجيًا ك:

  • الدوخة.
  • الإمالة والانحناء.
  • تأرجح.
  • فقدان التوازن.
  • شد لجهة واحدة.

بالإضافة لأعراض أخرى مرتبطة بالدوار:

  • الشعور بالغثيان.
  • الإقياء.
  • حركات عين متأرجحة وغير طبيعية (رأرأة).
  • صداع.
  • تعرق.
  • طنين في الأذن وفقدان السمع.

تدوم الأعراض من عدة دقائق لعدة ساعات، وأكثر كما تتصف بتأرجحها فقد تظهر في حين وتختفي في أحيانٍ أخرى.

الطرق المساعدة في تشخيص الدوار الدهليزي

قد تحتاج لاستشارة طبيب أنف أذن حنجرة ليساعدك على تشخيص وعلاج الدوار الدهليزي. العديد من الحالات قد تسبب بالإصابة بالدوخة وخفة الرأس، كما يتضمن جزء من التشخيص استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى. بعد إلقاء النظر على قصتك المرضية، سيقوم مقدم الرعاية الصحية بالآتي:

  • اختبار سمع.
  • اختبار رؤية.
  • فحوص دموية.
  • صور شعاعية للرأس والدماغ.
  • اختبارات سريرية للتوازن.

سيراقب وضعية جسدك وحركتك باستخدام منظار ناظم يدعى تصوير وضعية الجسم.

نصائح وطرق لعلاج الدوار الدهليزي

يعتمد علاج الدوار على سببه. في العديد من الحالات يشفى الدوار من تلقاء نفسه، ويعود ذلك بسبب قدرة دماغنا على التكيف، على الأقل بشكل جزئي تبعًا لتغيرات الأذن الداخلية، وذلك اعتمادًا على آليات أخرى للتوازن.

لبعض الحالات يكون العلاج إلزامي ويتضمن:

  • تأهيل الدوار الدهليزي: يهدف هذا النمط من العلاج الفيزيائي على تقوية الجهاز الدهليزي. مع العلم أن وظيفة النظام الدهليزي تتجلى في إرسال إشارات للدماغ حول حركة الرأس والجسم تبعًا للجاذبية الأرضية.

ويوصى بإعادة تأهيل الدهليز إذا كنت تعاني من نوبات متكررة من الدوار، فهي تساعد الحواس على تعويض العمل المفقود في الدوار.

  • مناورات إعادة تموضع القنوات: يوصى أطباء عصبية من الأكاديمية الأمريكية بالقيام ببعض المناورات الحركية الفيزيائية للرأس والجسم لعلاج دوار الوضعة السليم.

تقوم حركات بلورات الكالسيوم بترسبه خارج القناة داخل الأذن الداخلية حتى يتم امتصاصها إلى الجسم. من المحتمل أن تصاب بالدوار عند حركة هذه الجزيئات.

  • الأدوية: في بعض الحالات، يوصف الطبيب دواءًا لإيقاف أعراض الدوار كالغثيان أو اضطراب الحركة المرتبط بالدوار. وفي حال كان الإنتان أو الالتهاب مسببين الدوار، فإن الصادات الحيوية أو الستيروئيدات يمكن أن تقلل التورم وتعالج الإنتان.
  • الجراحة: لحالات قليلة قد يكون لا بد من القيام بجراحة، وذلك في حال كان الدوار ينتج عن مشكلة أساسية أكثر خطورة، كالورم أو إصابة دماغية أو إصابة رقبة.

وبهكذا نكون وصلنا لنهاية مقالنا، حيث كان موضوعنا عن سبب الدوار الدهليزي وعلاجه. لقد جمعنا لك بما يوجد من مواقع طبية، وما عليك سوى استشارة طبيب.