حياتنا قصيرة وأجسادنا أمانة في أعناقنا، فقد خلقنا الله بصحةٍ جيدة وأوصانا بالمحافظة عليها. ومن واجب كل إنسان على هذه الأرض ألا يهمل أي مشكلة صحية، وأن يتعامل معها بمنتهى الحذر والحكمة. وتعتبر أمراض الكلى من أكثر الاضطرابات شيوعًا وخطورة في وقتنا الحالي. تابعوا معنا مقالنا التالي للتعرف على أهم أمراض الكلى وأعراضها وطرق علاجها.

مرض حصى الكلى

تتكون حصى الكلى من أملاح ومعادن تتبلور لتشكل حصيات يختلف حجمها من حصيات صغيرة على شكل حبات رمل إلى حصيات كبيرة. هذه الحصيات قد تبقى داخل الكلية، وقد تتحرك عبر المسالك البولية، مؤديّةً إلى أعراضٍ تختلف شدتّها حسب منطقة تواجدها.

وعندما تكون الحصى داخل الكلية قد لا تتظاهر بأي أعراض. ولكن عند خروجها من الكلية باتجاه المثانة نجد الأعراض التالية:

  • آلام حادة في الخاصرة أو الناحية الأربية.
  • كذلك قد يتغير لون البول إلى الأحمر.
  • كما ينتاب المريض الشعور بالغثيان.

أسباب تشكل حصى الكلى

ولتشكل الحصى مجموعة من الأسباب نذكر منها:

  •  اضطراب تراكيز السوائل والأملاح في البول.
  • عدم تناول كميات كافية من السوائل.
  • والأهم من ذلك العوامل الوراثية: وهذا يفسر إصابة بعض الأشخاص دون غيرهم.

تشخيص وجود حصى بالكلى

حتى نشخص الحصى علينا بفحص المريض سريريًّا. وطرح بعض الأسئلة عن شكل الألم، ونمط الحياة، ووجود إصابة أخرى عند أحد أفراد العائلة. كذلك نطلب من المريض إجراء الصور الشعاعية، وبعض التحاليل الدموية التي تفيد في التشخيص.

علاج حصى الكلى

في معظم الحالات وعندما تكون الحصاة صغيرة تتم المعالجة ضمن المنزل. وذلك بإعطاء مسكنات الألم وخاصة الإيبوبروفين لتقليل الألم الخفيف المصاحب لذلك، وشرب كميات مناسبة من السوائل بشكل تدريجي للحفاظ على جريان البول وبالتالي المساعدة على نزول الحصاة. كذلك إعطاء الأدوية التي من شأنها توسيع المسالك البولية (عن طريق إرخاء العضلات الموجودة في الحالب)، مما يسهل طرح الحصاة بسرعة ويخفف الألم، ومن أمثلة هذا الصنف دواء فلوماكس.

ولكن عندما تكون الحصاة كبيرة (لا تتمكن من العبور ضمن المسالك البولية) يفضل تفتيتها بالأمواج الصادمة، وذلك لتحويلها إلى قطع صغيرة تخرج بسهولة ويستغرق هذا الإجراء من 45 إلى 50 دقيقة ويمكن أن يسبب ذلك بعض الألم لذلك ينصح بالتخدير الخفيف للحد منه. ومن جهة أخرى قد نضطر لإجراء الجراحة، واستخراج الحصاة كبيرة الحجم للغاية، حيث يتم استخراجها جراحيًا عن طريق تلسكوبات، يتم إدخالها من فتحة في الظهر وذلك تحت التخدير العام.

كما يجب البقاء في المشفى وعلاج المضاعفات حتى تتعافى الكلى تمامًا، فعلى سبيل المثال العمل على توازن كمية السوائل في الدم إذا كان السبب هو نقص السوائل. كذلك الحفاظ على مستويات الكالسيوم والبوتاسيوم طبيعية في الدم وفي حال انخفاضها نعطي مركبات الكالسيوم. وأيضًا الحفاظ على كمية البوتاسيوم ضمن الحدود الطبيعية في الدم، ومنع ارتفاعها لأن تواجدها بكميات عالية يؤدي لاضطراب ضربات القلب وضعف العضلات. وقد نضطر إلى إجراء غسيل الكلى لتنقية الدم من السموم.

الوقاية من تشكل حصى الكلى

  • شرب كميات كبيرة من السوائل من 8 إلى 4 كؤوس وذلك تدريجيًّا.
  • العمل على تغيير النظام الغذائي، حيث يرتبط تشكل الحصى بالنظام الغذائي.
  • التقليل من تناول الأطعمة المحفوظة.
  • كذلك عدم شرب المياه الغازية.
  • تناول كميات كافية من الماء.
  • التقليل من تناول الملح.
  • كذلك عدم الإفراط باستعمال مسكنات الألم.
  • النوم العميق قد يخفف من احتمال الإصابة.
  • عدم الإسراف بتناول البروتينات.
  • وتناول الخضروات بكمية كافية.

القصور الكلوي المزمن

هو غياب تدريجي لقدرة الكلية على تصفية الدم من الفضلات. وقد يرتبط بالتقدم في العمر، أو يكون ناجمًا عن مجموعة من الأسباب:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بالسكري.
  • البدانة قد تؤدي إلى القصور.
  • إن التهاب المسالك البولية، وإهمال علاج السبب المؤدي له.
  • التهاب الكبد الفيروسي.
  • تضخم البروستات.
  • حصيات الكلية.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.

إن مريض القصور الكلوي قد يعاني من عدة أعراض، ولكن في المراحل الأولى قد لا يشكو المريض من أية أعراض، ويكشف عن طريق الصدفة وفي الحالات المتقدمة نجد الأعراض التالية:

  • إرهاق واضطرابات بالنوم.
  • غثيان واضطراب شهية.
  • اضطراب بكمية البول.
  • تورم بالقدميين.
  • انخفاض الحدة العقلية.
  • حكة متواصلة.

العلاج والوقاية من القصور الكلوي المزمن

  • تجنب الاستخدام العشوائي لمسكنات الألم.
  • المحافظة على وزن صحي عن طريق اتباع النشاط البدني.
  • الامتناع عن التدخين.

أما بالنسبة للعلاج فنقوم بمعالجة المضاعفات الحاصلة مثل:

  • علاج ارتفاع الضغط الناتج عن القصور.
  • كذلك نقوم بعلاج ففقر الدم الناتج.
  • وأيضًا علاج التورم والوزمة بالمدرات البولية.
  • بالإضافة إلى حمية قليلة البروتين.

وفيما يخص العلاج النهائي فيكون بغسل الكلى، وذلك للعمل على التخلص من الفضلات صناعيًّا. كما من الممكن أن يحتاج المريض إلى زرع كلية سليمة جراحيًّا من متبرع، وهنا لا بد من تناول الأدوية مدى الحياة تفاديًا لرفض الجسم للكلية المزروعة.

القصور الكلوي الحاد وأسبابه

يحدث الفشل الكلوي الحاد في حال عجز الكلى بشكل مفاجئ عن تنقية الفضلات من الدم. إذ تفقد الكليتان وظيفتهما المتمثلة بعملية التنقية، مما يسبب تزايد مستويات الفضلات الخطرة، الذي يؤدي بدوره إلى إحداث خلل بالتركيب الكيميائي للدم. ومن أسباب هذا المرض، نذكر ما يلي:

  • الإصابة بالأمراض التي تعيق تدفق الدم إلى الكليتين مثل ارتفاع الضغط والنوبات القلبية.
  • انسداد المسالك البولية التي تعيق تصريف الفضلات مثل الحصاة، وسرطان المثانة.
  • الأمراض التي تصيب الكلية، وتؤدي إلى الإضرار بالكلية مثل الجلطات الدموية، وترسب الكولسترول على جدران أوعية الكلية.

وهكذا نكون قد تحدثنا عن أشيع أمراض الكلى وأهم أسبابها وأعراضها، وطرق علاجها، وفي الختام نتمنى منك عزيزي القارئ مراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض من هذه الأعراض.