تدخل الغدد التناسلية في صنف الغدد الصماء لجسم الإنسان. فالغدد الصماء هي من أهم الأجهزة التي تحقق التوازن في وظائف الجسم مثل: التكاثر والنمو والحركة وعمليات الأيض. وقد يكون قصور الغدد التناسلية عند المريض خلقيًا. كما أن جميع الغدد هي متشابهة عند الرجل والمرأة، عدا الغدد التناسلية. حيث تتمثل في الخصيتين عند الذكور، وفي المبايض عند الإناث.

كما تتمثل وظيفة الغدة التناسلية بإنتاج الأمشاج، أي عضو التكاثر لدى الذكر والأنثى الذي يشمل الخلايا الجنسية، فالأمشاج هي عبارة عن خلايا أحادية المادة الوراثية، تتألف من 23 كروموسوم، كما تعتبر من أهم الخلايا في عملية التكاثر، ذلك أن عمل الغدة التناسلية يقوم به هرمونان هما: هرمون ملوتن والهرمون المنبه للجريب، حيث يتم فرزهما من خلال الغدة النخامية الأمامية. إلى ذلك فإن القصور في الغدد التناسلية، يعني نقص أو عدم إفراز الهرمونات الجنسية في الخصيتين عند الرجل والمبيضين عند الإناث، ومن الممكن أن يكون المريض مصابًا به منذ ولادته، أو يصاب به بعد عدوى. وسنتحدث خلال مقالنا بشكل مفصل عن قصور الغدد وأنواعه وأعراضه.

أسباب القصور

هناك أسباب أولية وأخرى ثانوية لقصور الغدد التناسلية، سنتناول أولًا الأسباب الأولية، ومن أهمها:

  • اضطرابات المناعة الذاتية، كداء أديسون، وقصور الغدد جارات الدرق.
  • كذلك الاضطرابات الوراثية، كمتلازمة كلاينفيلتر، ومتلازمة تورنر.
  • بالإضافة إلى أمراض الكلى والكبد.
  • أيضًا العدوى والالتهابات الشديدة، مثل النكاف الذي يصيب الخصيتين.
  • كما أن الخصية المهاجرة هي أحد أهم الأسباب.
  • الإصابة بداء ترسب الأصبغة الدموية، الذي يعني امتصاص الجسم لنسبة عالية من الحديد وتخزينه في أجزاء أخرى للجسم.
  • التعرض للإشعاع.
  • خضوع الأعضاء التناسلية لعمليات جراحية.

أما الأسباب الثانوية لقصور الغدد التناسلية يكون في مايلي

  • الاضطرابات الوراثية: كمتلازمة كالمان” أي نمو منطقة الوطاء بشكل شاذ، يؤدي لنقص الوظيفة الجنسية، بالإضافة لفقدان حاسة الشم”.
  • كذلك العدوى والالتهابات، كالإصابة بفيروس العوز المناعي البشري”الإيدز”.
  • الأمراض الالتهابية، كالسل، والساركويد.
  • بالإضافة إلى اضطرابات الغدة النخامية.
  • انخفاض الوزن بشكل سريع.
  • البدانة.
  • العوز الغذائي.
  • تناول الستيروئيدات أو المركبات الأفيونية.
  • إجراء جراحة الدماغ.
  • التعرض للإشعاع.
  • تشكل ورم في الغدة النخامية أو حولها.

أعراض قصور الغدد التناسلية

تختلف أعراض القصور عند الذكور والإناث، حيث تشمل أعراض القصور عند الإناث على مايلي:

  • ضعف الحيض.
  • نمو الأثداء ببطء، أو عدم نموه.
  • الهبات الساخنة.
  • قلة الرغبة الجنسية أو فقدانها.
  • غياب شعر الجسم.
  • خروج سائل حليبي من الأثداء.

أما عند الذكور، فتتضمن الأعراض التالية:

  • ضعف في عضلات الجسم.
  • غياب شعر الجسم.
  • نمو الأثداء بشكل غير طبيعي.
  • ضعف نمو القضيب والخصيتين.
  • مشاكل الانتصاب.
  • الإصابة بهشاشة العظام.
  • قلة الرغبة الجنسية أو انعدامها.
  • العقم.
  • الإجهاد والتعب.
  • الهبات الساخنة.
  • عدم القدرة على التركيز.
  • الصوت الناعم في سن المراهقة.

علاج قصور الغدد التناسلية

  • عند الإناث يشمل العلاج تناول كميات من الهرمونات الجنسية الأنثوية، ففي حالات المرأة التي استأصلت رحمها، تكون عن طريق إعطاء هرمون الإستروجين، من خلال اللصاقات الجلدية الحاوية على الهرمون، أو عبر حبوب منع الحمل.
  • أما المرأة التي لم تستأصل الرحم، يتم إعطائها هرموني الإستروجين والبروجسترون، الذي يقلل الأخير من فرص الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
  • كما يمكن إعطاء المرأة في حال عدم انتظام دورتها الحيضية وتعاني من قلة فرص حدوث الحمل، حقنًا من الهرمون المحرض للغدد التناسلية المشيمائية، أو من الممكن وصف حبوب تشتمل على الهرمون المنبه للجريبات لتحريض الإباضةFSH.

أما عند الذكور يتم إعطاء كميات من الهرمون الذكري التستوستيرونن حيث يمكن إعطائها من خلال الطرق الآتية:

  • اللصاقات الجلدية الحاوية على الهرمون.
  • أو من خلال الحقن.
  • عن طريق المواد الهلامية.
  • أو من خلال أقراص قابلة للمص.

تشخيص قصور الغدد التناسلية

يجب الخضوع للفحص السريري لدى الطبيب، للتحقق من نمو الجهاز الجنسي بما يتناسب والعمر، بالإضافة إلى ذلك يتطلب التشخيص إجراءات أخرى من أهمها:

  • الاختبارات والفحوصات الهرمونية.
  • عند شك الطبيب بوجود قصور في الغدد التناسلية، فإنه سيلجأ لفحص نسبة الهرمون المنبه للجريبات FSH  والهرمون الملوتن LH  في الدم .
  • كما سيفحص نسبة هرمون الإستروجين لدى الإناث وهرمون التستوستيرون عند الذكور.
  • يفضل إجراء هذه الاختبارات عند الصباح الباكر، حيث تكون نسبة الهرمونات عالية جدًا.
  • بالإضافة إلى ذلك من الممكن أن يطلب الطبيب من الذكور تحليلًا للسائل المنوي، للتأكد من تعداد الحيوانات المنوية، لأن نقص الغدد التناسلية يسبب نقص في عددها.
  • كما يمكن لنسبة الحديد العالية في الدم أن تحدث تأثيرًا على الهرمونات الجنسية، لذلك يطلب الطبيب فحص نسبة الحديد.
  • كذلك يجب التحقق من نسبة هرمون البرولاكتين في الدم، كما يتوجب فحص نسبة الغدة الدرقية التي تتشابه أعراضها مع أعراض قصور الغدد التناسلية.
  • الاختبارات والفحوصات التصويرية.
  • يفيد استخدام التصوير بالأمواج فوق الصوتية “الإيكو” في فحص المبايض عند الإناث، للتحقق من عدم وجود مشاكل، بالإضافة إلى ذلك من الممكن أن يطلب الطبيب إجراء رنين مغناطيسي أو طبقي محوري للتأكد من عدم وجود أورام في الغدة النخامية.

الوقاية من قصور الغدد التناسلية

يمكن تفادي الإصابة بقصور الغدد التناسلية، عن طريق اتباع مجموعة من الإرشادات:

  • المواظبة على تناول الفيتامينات والمتتمات الغذائية، تجنبًا للإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام.
  • إجراء فحص روتيني كل 6 أشهر أو كل سنة، لتلقي العلاج المبكر في حال وجود قصور في الغدد التناسلية.
  • المحافظة على الوزن من خلال نظام غذائي صحي.
  • القيام بالتمارين الرياضية بشكل منتظم.

قصور الغدد التناسلية هي من الحالات المزمنة، التي تتطلب معالجة دائمة، وفي حالات إهمال العلاج سنعكس ذلك سلبًا على حياة المريض. لذا تابع الفحص الدوري الذي قد يقي من قصور الغدد التناسلية، واستشر طبيبك في أي طارئ.