كيفية التعامل مع الأم المصابة باكتئاب ما بعد الولادة، هي من الأمور الصعبة جدًا والحساسة. حيث أن الأم المصابة باكتئاب الولادة تشعر بمشاعر متناقضة، وتعاني من انفعالات عاطفية، ونوبات بكاء وحزن، وتوتر وقلق وصعوبات النوم.
وإن هذا المشاعر المتناقضة تؤثر على علاقاتها الاجتماعية، فهي تشعر الخجل من بعض تصرفاتها وانفعالاتها المبالغ بها، فتميل أحيانًا إلى الوحدة والانعزال. وذلك ليس أمرًا إراديًا مقصودًا بل هو ناتج عن احساسها باللامبالاة وقلة أهميتها للآخرين. وهنا يأتي دور الأهل والأقرباء والعائلة، فهي مرحلة حساسة جدًا، ويجب على الأشخاص المقربين للأم، وفي مقدمتهم الزوج، بأن يتعاونوا معًا لتقديم الدعم النفسي والعاطفي والاجتماعي لها.

فإذا كنت ممن يرغبون بتقديم الدعم والعون للمرأة المصابة باكتئاب ما بعد الولادة، نقدم إليك هذا المقال الذي سوف نشرح فيه كيفية التعامل مع الأم المصابة باكتئاب ما بعد الولادة. فتابع معنا القراءة.

اكتئاب ما بعد الولادة وكآبة المرحلة النفاسية

تعاني أغلب النساء بعد الولادة من اضطرابات نفسية بعد الولادة مباشرة تسمى أعراض كآبة النفاس. ناتجة عن التغيير المفاجئ في الهرمونات بعد الولادة مصحوبًا بالتوتر والعزلة والإرهاق والحرمان من النوم. وقد تشعر المرأة بمزيد من مشاعر الضعف العاطفي والحزن والحاجة للبكاء، وتبدأ هذه الأعراض بعد يومين من الولادة وتبلغ ذروتها بعد أسبوع من الولادة، ولكنها تزول بمجرد الوصول للأسبوع الثاني بعد الولادة.
وإن كآبة المرحلة النفاسية أمر طبيعي جدًا، ولكن إذا لم تزول الأعراض بعد عدة أسابيع، أو أصبحت أكثر سوءًا. عندها يمكننا القول بأن الأم تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة.

أسباب اكتئاب الأمومة

  • التغيرات الهرمونية: يساهم الانخفاض الكبير في هرمون الأستروجين وهرمون البروجسترون في حدوث تقلبات مزاجية، وانفعالات عاطفية، وصعوبات في النوم. كما يساهم انخفاض هرمونات الغدة الدرقية في شعور المرأة بالكسل والتعب والخمول. قد تؤدي هذه التغيرات بالإضافة لتغيرات ضغط الدم، وعمل الجهاز المناعي، لحدوث الاكتئاب.
  • تغيرات نفسية وجسدية: مثل الاضطرابات المتعلقة بمسؤوليات الأمومة، والشعور بضعف القدرة على رعاية المولود، وعدم تعاون الزوج أو العائلة معها. أو الشعور بقلة الثقة بالنفس نتيجة زيادة الوزن أثناء الحمل وعدم القدرة على فقدانه يرافقه إحساس المرأة بانعدام جاذبيتها.

أعراض وعلامات اكتئاب ما بعد الولادة

كما تكلمنا فإن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة هي طبيعية وتزول بمرور الوقت، ولكن هذه الأعراض قد تتطور وتعيق المرأة عن القيام بواجباتها، وتتطور بعد مرور أسابيع بعد الولادة أو أشهر، وتتفاقم الحالة وتزيد سوءًا إذا لم تعالج. وإليك أهم الإشارات التي تدل على أن الأم مصابة باكتئاب ما بعد الولادة:

  • الشعور بالحزن والرغبة بالبكاء دون وجود سبب واضح.
  • تشعر المرأة بالإرهاق ولا يمكنها النوم، ومن الممكن أن تميل المرأة للنوم كثيرًا.
  • اضطرابات الشهية مثل قلة الأكل أو المبالغة به.
  • الشعور بالألم والمرض دائمًا.
  • تشعر بالقلق والغضب والتوتر دون وجود سبب واضح.
  • تقلبات الحالة المزاجية بشكل مفاجئ.
  • صعوبة التركيز والتذكر واتخاذ قرارات بسيطة.
  • لامبالاة تجاه الأمور المحببة لديها.
  • عدم الشعور بالحب تجاه الرضيع.
  • تشعر المرأة باليأس، وأنها عديمة القيمة، وغالبًا ما تشعر بالذنب.
  • تفضل الوحدة والانعزال.

كيفية التعامل مع الأم المصابة باكتئاب الولادة

يجب على أقرباء الأم التي تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة تقديم الدعم لها عن طريق:

  • مساعدتها في الأعمال المنزلية.
  • إعطاء الأم فترة لتأخذ قسطًا من الراحة والاعتناء بالطفل بدلًا عنها.
  • استمع إلى مشاكلها وانزعاجها ولا تحاول تسخيف الأمور وتصغيرها.
  • التحدث إليها عن تجارب الأمهات الأخريات.
  • مدحها بعبارات تزيد ثقتها بنفسها وأنها أم جيدة.

كيف يمكن للزوج مساعدة زوجته المصابة باكتئاب الولادة

  • اجلس مع زوجتك يوميًا لمدة ساعة على الأقل بدون أي تشتت، تكلّما وشجعها على الحديث عن مشاعرها.
  • استمع لها دون الحكم عليها، ولا تحاول تقديم الحلول، بل كن معها دومًا لتلجأ لك.
  • قدم لها المساعدة في الأعمال المنزلية، وفي مهام رعاية الطفل، ولا تنتظر منها أن تطلب منك ذلك.
  • تأكد من أنها تأخذ وقتًا لنفسها، لأن الراحة والاسترخاء ضروريان جدًا.
  • ساعدها بأخذ قسط من الراحة، وشجعها على جلب امرأة لمساعدتها في الجلوس مع الطفل.
  • تحلى بالصبر إن لم تكن مستعدة لممارسة الجنس، لأن الاكتئاب يؤثر جدًا على الرغبة الجنسية، لذلك تودد لها عاطفيًا وجسديًا ولكن لا تضغط عليها لممارسة الجنس.
  • مارسا الرياضة معًا، وشجعها على جعل ممارسة الرياضة روتينًا يوميًا لكما، لأن الرياضة تساعد كثيرًا على علاج الاكتئاب.

التعامل مع اكتئاب ما بعد الولادة

اصنعي رابطًا جيدًا مع طفلك

إن عملية الترابط العاطفي بين الأم ورضيعها هي أهم مرحلة من مراحل الطفولة، حيث أن نجاح هذه العلاقة، يمكن الطفل من الشعور بالأمان، ويؤثر على كيفية تفاعله مع الآخرين طوال حياته. وتنشأ العلاقة الآمنة، عندما تستجيب الأم مع حاجات رضيعها الجسدية والعاطفية، وتعاني الأم المصابة باكتئاب الولادة من مشكلة بالتفاعل مع رضيعها والاستجابة لاحتياجاته. وبشكل عام فإن بناء الرابط القوي بين الأم وابنها، يساعد على إطلاق الأندروفين من جسد المرأة ويجعلها تشعر بسعادة أكبر.

اعتمدي على الآخرين لتقديم المساعدة والدعم

يخفف التواصل الاجتماعي من التوتر لدى الأمهات من خلال:

  • الحفاظ على الروابط الاجتماعية، حتى لو كنت ترغبين بالبقاء لوحدك.
  • تحدثي دومًا عن مشاعرك للمقربين.
  • تحدثي مع الأمهات عن تجارب الأمومة.

اعتني جيدًا بنفسك

  • تخطي الأعمال المنزلية وإعطاء الأولوية لنفسك ولطفلك.
  • المشي لمدة ثلاثين دقيقًا يوميًا يساعدك في التخلص من الاكتئاب مثل الأدوية، ويفضل أن تتعرضي يوميًا لأشعة الشمس لأن أشعة الشمس تساعد بالتخلص من الاكتئاب.
  • اعطي وقتًا لنفسك للنوم والاسترخاء والعناية بجمالك.
  • اقضي وقتًا ممتعًا مع زوجك، اخرجا معًا وحافظي على علاقة جيدة مع زوجك.