هل سبق وسمعت عن مرض الزهري؟ ما سبب الإصابة به؟ وكيف نعالج مرض الزهري؟ تعتبر الحياة الزوجية الصحيحة التي تبنى على أساس التفاهم المشترك بين الشريكين من أهم العوامل التي تسهم في بناء مجتمعٍ سليمٍ. وما يزيد متانة هذه العلاقة هو الاتصال الجنسي السليم الذي يسوده التفاهم والطرق الصحية. لكن عند حدوث أي شذوذ عن  العادات الصحية والشرعية من قبل أحد الطرفين أو كليهما. فإن ذلك سيؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة جدًّا ومعدية. والأهم من هذا كله أنّ بعضًا من هذه الأمراض يمكن أن ينتقل إلى الأولاد عن طريق الأم، مثل داء الزهري. وفي هذا المقال سنتعرف على مرض الزهري، أعراضه، أسبابه، مراحله، أهم مضاعفاته، بالإضافة إلى طرق علاجه.

نظرة عامة عن مرض الزهري

مرض الزهري (السفلس)، هو عدوى جرثومية خطيرة جدًّا. سببها الاتصال الجنسي بين شخصين أحدهما مريض، ويشمل ذلك الاتصال الجنسي عن طريق الشرج، أو الاتصال الجنسي الفموي. بالإضافة إلى ذلك يمكن للمرض أن ينتقل عن طريق القبل وخصوصًا التي تستمر لفتراتٍ طويلةٍ. أو عند حدوث تلامس جسدي مباشر مع شخصٍ مريضٍ.
من ناحية أخرى في أغلب الأحيان قد لا يعلم الشخص المصاب بأنّه مريض. وبالتالي فإن العدوى سوف تنتقل في حال حدوث اتصال جنسي بينه وبين شخصٍ آخرٍ. فبعد العدوى الأولية، قد تبقى الجراثيم المسببة للمرض خاملةً في جسم المريض لعشرات السنين قبل أن تبدأ بالنشاط. المرأة الحامل المصابة تنقل العدوى لجنينها، وهذا ما يؤدي إلى تشوهات خلقية، أو قد يسبب موت الجنين. لكن لا تنتقل العدوى من خلال المراحيض، أو مقبض الباب، أو أحواض السباحة، وحتى الملابس أو أدوات الطعام.

كيف نعالج مرض الزهري

عندما يشخص المرض باكرًا يكون العلاج سهلًا. في جميع مراحل المرض يستخدم “البنسلين” كعلاج أساسي، فهو مضاد حيوي قوي وله قدرة على قتل البكتيريا المسببة للزهري. وفي حال كان المريض ممن لديهم حساسية تجاه البنسلين، قد يلجأ الطبيب إلى اختيار مضاد حيوي آخر. على سبيل المثال (التتراسيكلين أو دوكسيسيكلين)، أو علاج الحساسية تجاه البنسلين. إذا كان المريض مصابًا بداء الزهري الأولي أو الثانوي، يكون العلاج حقنةً واحدةً من البنسلين. أما في حال الإصابة بالمرض لمدة تتجاوز السنة، قد يحتاج المريض لجرعات إضافية.
بالنسبة للحوامل، العلاج الوحيد الموصى به لهن في حال الإصابة بالداء هو البنسلين. ويجب فحص الجنين بعد الولادة لمعرفة إذا كان مصابًا بداء الزهري الخلقي. وفي حال إصابته سيتلقى علاجًا بالمضادات الحيوية. في أول يوم من تلقي العلاج قد يصاب المريض بما يعرف (تفاعل ياريش هيكسهايمر)، ومن أعراضه:

  • حمى.
  • غثيان.
  • قشعريرة.
  • صداع.

لكن لا تستمر مضاعفات هذا التفاعل لأكثر من 24 ساعةً.

متابعة العلاج لداء الزهري

بعد تلقي علاج داء الزهري، سيتابع الطبيب حالة المريض وفق المراحل التالية:

  • سيطلب فحوصات دورية للدم، وذلك ليتأكد أنّ جرعة البنسلين المأخوذة كافية.
  • يجب أن يجري الشخص الذي اتّصل جنسيًّا مع المريض فحوصات، ويتلقى العلاج في حال إصابته.

  • يجب أن يجري المريض فحصًا للتأكد من عدم إصابته بفيروس نقص المناعة المكتسبة أو ( الإيدز).

أسباب مرض الزهري

سبب هذا المرض هو بكتيريا يطلق عليها اسم ” اللولبية الشاحبة”. عند إجراء علاقة جنسية مع شخص مصاب بقروح نتيجة البكتريا، تدخل الجراثيم إلى الجسم من خلال هذه القروح، أو عن طريق الأغشية المخاطية. وبعد علاج المرض لا يمكن للجرثوم أن يعاود الدخول إلى الجسم إلا في حال تكرار الاتصال الجنسي مع شخص مصاب، أو حتى عن طريق التلامس المباشر مع شخص مصاب (أثناء القبل مثلًا).

أعراض داء الزهري

يتطور داء الزهري على مراحل متعددة، وتختلف الأعراض وفقًا للمرحلة. وأحيانًا قد تتداخل الأعراض ولا تظهر بالترتيب نفسه. ويمكن أن يصاب الشخص بالمرض ولا تظهر أي أعراض إلاّ بعد مرور عدد من السنوات.

  • مرض الزهري الأولي: أول دليل على ظهور المرض هو حدوث قرحة صغيرة. تظهر القروح في مكان دخول الجراثيم إلى الجسم.  وتكون على شكل بقعة واحدة، أو قد تتطور لعدة بقع كبيرة.
    يبدأ ظهور القرحة بعد مرور حوالي 21 يومًا من دخول الجرثومة للجسم. وقد لا يلاحظها المريض لأنّها تكون غير مؤلمة. وبعدها تشفى دون معالجة بعد مرور من 3 إلى 6 أسابيع.

  • مرض الزهري الثانوي: بعد شفاء القرحة، يظهر طفح جلدي يبدأ في الجذع، ثم ينتشر ليغطي كامل الجسم وصولًا لباطن القدم. ولا ترافقه حكة، لكنّه يصطحب بقرحة تشبه (الثآليل الجلدية). قد يتعرض بعض الأشخاص لأعراض أخرى مثل تساقط الشعر، وألم في العضلات، وحمى، والتهاب الحلق، وتورم في العقد اللمفاوية. يمكن لهذه الأعراض أن تختفي بعد عدة أسابيع. ولكنها قد تتكرر لأكثر من مرة خلال العام.
  • زهري خاف: إذا لم يعالج المرض خلال مرحلته الثانوية، فإنّه يتطور إلى المرحلة المستترة، والتي قد تستمر لبضغ سنوات. بعد ذلك إما أن يختفي المرض أو يتطور إلى المرحلة الثالثة.
  • مرض الزهري الثالثي: مما يقارب الـ 15 إلى 30 بالمئة من الأشخاص المصابين بمرض الزهري والذين لم يتلقوا العلاج سيتطور معهم المرض للزهري المتأخر (الثالثي). أحيانًا قد يؤدي المرض إلى تلف الدماغ، والأعصاب، والعين، والأوعية الدموية وحتى القلب، بالإضافة إلى العظام والمفاصل. وتحدث هذه الإصابات بعد سنوات من الإصابة الأولى التي لم يعالجها المريض.
  • الزهري الخلقي: الأم المصابة بالزهري، تنقل الجرثوم لجنينها عبر المشيمة. تظهر الأعراض على شكل طفح جلدي على راحة اليد وباطن القدم. وقد تتطور إلى صمم وتشوهات بالأسنان وأنف سرجي (أي ظهور انخماص في جسر الأنف). والبعض منهم يموتون بعد الولادة أو قد يولدوا ميتين.

 

مضاعفات مرض الزهري

  • صداع.
  • سكتة دماغية.
  • التهاب سحايا.
  • قد يحصل فقدان سمع.
  • خرف.
  • قد يصل المريض لمرحلة عدم الشعور بالحرارة أو الألم.
  • سلس بولي.

وختامًا، إن الأمراض الناتجة عن ممارسة العلاقات الحميمية غير الشرعية أو غير الآمنة كثيرة ومتعددة، وما يزيد خطورتها أنها تنتقل إلى الأبناء في حال كانت المرأة المصابة حاملًا. لذا ينبغي الابتعاد عن ممارسة الجنس إلا مع الشريك الشرعي، وضمن الضوابط الصحية التي تحافظ على سلامتكما، وتضمن لكما حياةً زوجيةً سليمةً بعيدةً عن الأمراض والمخاطر.