الإسقربوط هو مرض نادر يظهر عند الأطفال بسبب نقص فيتامين C، أو يُسمى حمض الأسكوربيك “Ascorbic acid”. يلعب حمض الأسكوربيك دورًا أساسيًا في عملية إنتاج مركب برولين والهيدروكسي برولين، وهما الحمضان الأمينيان الأساسيان المكونان لنسيج الكولاجين. ويدخل الكولاجين في بناء خلايا الجسم كافة، ويؤدي الخلل في إنتاجه إلى العديد من المشاكل. كما أن فيتامين C من المركبات المضادة للأكسدة الهامة للجسم، حيث تحميه من تلف الخلايا والشيخوخة المبكرة. يحدث مرض الإسقربوط عندما لا يحصل الأطفال على الكمية الكافية والحاجة اليومية من فيتامين C.  لا يظهر مرض الإسقربوط عند الأطفال قبل عمر الستة أشهر، وذلك لأن الوليد يملك كمية كافية من فيتامين C في مخازن جسمه. إلا في حال وجود سوء التغذية لدى الأم أثناء مرحلة الحمل، أو أثناء الإرضاع الطبيعي. بعد عمر الستة أشهر يجب البدء بإطعام الطفل الفواكه والخضروات الغنية بفيتامين C، لضمان الوقاية من إصابتهم بمرض الإسقربوط. سنتعرف في هذا المقال على أسباب ظهور مرض الإسقربوط عند الأطفال، وأعراض الإصابة به، ومضاعفاته الخطيرة. كما سنستعرض كيفية الوقاية من المرض والعلاج.

أسباب الإصابة بمرض الإسقربوط عند الأطفال

تعود أسباب الإصابة بمرض الإسقربوط بشكل أساسي إلى نقص فيتامين C بشكل شديد. واستمرار التعرض لهذا النقص لفترة تتجاوز الثلاثة أشهر. يؤدي هذا النقص إلى سوء امتصاص الجسم للكالسيوم والفوسفور، وهي العناصر الأساسية التي تدخل في بناء وتقوية العظام. وعند توقف امتصاص هذه العناصر فإن الطفل سيعاني من تأخر في النمو، وضعف وليونة في العظام. ومن أسباب مرض الإسقربوط:

  • العوامل الوراثية، حيث تتسبب الوراثة بإصابة الأطفال بمرض الاسقربوط.
  • سوء التغذية، وعدم الاهتمام بتقديم الأغذية الحاوية على فيتامين C.
  • وجود مشكلة في الجهاز الهضمي تمنع امتصاص فيتامين C لدى الطفل، أو مشاكل في عملية التمثيل الغذائي.
  • عدم تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
  • الإصابة بمرض كرون أو التهاب القولون العصبي.
  • وجود حساسية لدى الطفل تجاه الأطعمة الغنية بفيتامين C .
  • الإصابة بإسهال مزمن.
  • الإصابة ببعض أنواع الأمراض المناعية.
  • فقدان الشهية واضطرابات الأكل لدى الطفل.
  • استخدام علاجات مرض السرطان، مثل العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.

أعراض مرض الإسقربوط عند الأطفال

يؤدي نقص فيتامين C المرافق لمرض الإسقربوط إلى توقف إنتاج الكولاجين في جميع أنسجة الجسم، فتظهر لدى الطفل مجموعة من الأعراض أهمها:

  • فقدان الشهية، وبكاء الرضيع بدون سبب.
  • تراجع في نمو الطفل، وقلة النوم.
  • التهابات دائمة باللثة مع ظهور احمرار شديد فيها.
  • الإصابة بنزيف في الأغشية المخاطية واللثة.
  • خروج الدم مع البول.
  • التعرض لنزيف الداخلي، مما يزيد حساسية الطفل لأي إصابة.
  • تأخر التئام الجروح.
  • تساقط الأسنان قبل الموعد الطبيعي.
  • ضعف وليونة في العظام، مما يزيد احتمالية تعرض الطفل للكسور.
  • فقر الدم وتساقط الشعر.
  • ظهور كدمات باللون الأحمر أو الأسود في منطقة القدمين.
  • الإصابة بتسوس الأسنان.
  • تورم وآلام في المفاصل.
  • ضيق التنفس وآلام في الصدر.
  • ضعف الرؤية وتشويشها، والحساسية المفرطة للضوء.

مضاعفات مرض الإسقربوط عند الأطفال

في حال إهمال علاج مرض الإسقربوط، فإن الطفل سيعاني من مضاعفات خطيرة للمرض، قد تهدد حياته وتؤدي إلى الموت، ومن أهم هذه المضاعفات:

  • اصفرار لون الجلد والعينين.
  • تورم وانتفاخ في جميع أنحاء الجسم، مع آلام شديدة.
  • انحلال شديد في الدم.
  • تساقط جميع الأسنان.
  • التعرض لنزيف داخلي قد يودي بحياة الطفل.
  • الإحساس بالخدر في الأطراف العلوية والسفلية.
  • الإصابة بالحمى والهذيان.
  • كما قد يدخل الطفل في غيبوبة.

تشخيص مرض الإسقربوط عند الأطفال

سيجري الطبيب فحصًا دقيقًا لجسم الطفل، وسيسأل عن الأعراض ومدى شدتها، وعن وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض. كما سيطلب إجراء فحوصات مخبرية لمعرفة مستويات فيتامين C في الدم، وعندما يكون مستوى فيتامين C في الدم أقل من 11 ميلي/لتر فإن الطفل قد يكون مصابًا بمرض الإسقربوط. وسيطلب أيضًا إجراء تصوير لأعضاء الجسم الداخلية، لتحديد مقدار الضرر الناتج عن المرض.

علاج مرض الإسقربوط عند الأطفال

إن علاج مرض الإسقربوط سهل وبسيط، ويتم من خلال الخطوات التالية:

  • سيطلب الطبيب من الأم التركيز على تقديم الأغذية الغنية بفيتامين C للطفل. ومن هذه الأغذية الحبوب الكاملة، والحمضيات، وعصير البرتقال، والفلفل الأخضر، والجوافة، والبروكلي والخضروات الخضراء، والطماطم والتوت.
  • تناول الطفل لخمس وجبات في اليوم، مع التركيز على التغذية الصحية.
  • كما قد يوصي الطبيب أيضًا بإعطاء مكملات فيتامين C للطفل للحصول على تحسن سريع.

سيبدأ الطفل بالشعور بالتحسن خلال يومين، وسيُشفى من المرض خلال أسابيع، أما في الحالات الشديدة فإن علاج الإسقربوط سيستمر من عدة أسابيع إلى عدة أشهر.

الوقاية من مرض الإسقربوط عند الأطفال

يمكن الوقاية من إصابة الأطفال بمرض الإسقربوط عن طريق الحرص على استهلاكهم لكميات كافية من فيتامين C، وحصولهم على الحاجة اليومية من هذا الفيتامين. ومن الممكن تحقيق ذلك عن طريق تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل الحبوب الكاملة والبرتقال والفلفل الأخضر. كما من الممكن إعطاء الطفل مكملات غذائية لفيتامين C، وذلك وفق الكميات اليومية التالية:

  • الرضيع في عمر الستة أشهر يجب إعطاؤه 40 ملغ من فيتامين C.
  • الرضيع من عمر 7 أشهر وحتى عمر السنة يجب إعطاؤه 50 ملغ من فيتامين C.
  • الطفل من عمر سنة وحتى ثلاث سنوات يجب إعطاؤه 15 ملغ من فيتامين C.
  • الطفل من عمر أربع سنوات وحتى 8 سنوات يجب إعطاؤه 25 ملغ من فيتامين C.
  • ومن عمر 9 حتى 13 عامًا يجب إعطاؤه 45 ملغ من فيتامين C.

على الرغم من أن مرض الإسقربوط من الأمراض الخطيرة على صحة الطفل ونموه، إلا أنه من السهل الوقاية منه وعلاجه.