ما أسباب مرض الهربس التناسلي وما هي أعراضه وما هي طرق علاجه جميعها تساؤلات سنجيب عليها من خلال هذا المقال.
يصنف مرض الهربس التناسلي من الأمراض التناسلية المنقولة جنسيًا. وهو فيروسي المنشأ العامل الفيروسي المسبب له هو فيروس الهربس البسيط  البشري أو ما يسمى بفيروس الحلأ (HSV) والذي ينتمي إلى عائلة فيروسات الهربس المتميزة باستجابتها لبعض أنواع  المضادات الفيروسية. كما أن لها تاريخ مكون من مرحلتين: مرحلة أولية تحدث عند إصابة الجسم بها لأول مرة. وبعد ذلك يبقى الفيروس كامنًا داخل الجسم إلى أن يعاود نشاطه بعد فترة الحضانة مسببًا المرحلة الثانية.
لم يكن هذا المرض معروفًا حتى بداية اكتشاف البنسلين أي بدء الحديث عنه في منتصف القرن العشرين. وذلك بعد القضاء على جميع الأمراض التناسلية غير الفيروسية كالزهري والسيلان. لتتصدر الأمراض القيروسية هو والإيدز المشهد بالنسبة للأمراض المنقولة جنسيًا.

أنواع مرض الهربس التناسلي

  • فيروس الهربس البسيط البشري من النمط الأول HSV-1 الذي يصيب الوجه وبخاصة الشفتين وينتشر من خلال الجنس الفموي. ويتسبب النوع (HSV-1) بـ 80% من الإصابات بهذا المرض.
  • فيروس الهربس البسيط البشري من النمط الثاني HSV-2 الذي يصيب الأعضاء التناسلية وينتشر من خلال الجنس المهبلي والشرجي. ويتسبب النوع (HSV-2) بـ 20% من الإصابات بهذا المرض.

يتشابه النوعان بالتركيب الجزيئي لكنهما لا يتطابقان ولا تحمي الأجسام المضادة التي يفرزها الجسم ضد أحدهما من الإصابة بالآخر. ولكن بالمقابل تنتقل العدوى في كلا النوعين عن طريق الأجسام الفيروسية. والتي يطرحها جسم حامل الفيروس سواءً كانت الإصابة ظاهرةً على جلد المصاب أو غبر ظاهرة. والأهم من ذلك كله إن الفيروس يدخل من خلال قروح أو جروح بالجلد أو الغشاء المخاطي للأغضاء التناسلية. ومن ثم يعبر إلى العقد العصبية عن طريق الأعصاب الحسية ويبقى فيها طول العمر.

العوامل المساعدة على انتشار الهربس التناسلي.

  • الحياة الجنسية غير الشرعية من تعدد بالشركاء أو المثلية بالجنس.
  • عدم استخدام الواقي الذكري عند تعدد الشركاء.
  • مخالفة قواعد النظافة العامة وعدم الاستحمام قبل وبعد النشاط الجنسي.
  • انخفاض المناعة الناتج عن بعض الأمراض أو نتيجة سوء بالتغذية أو الإجهاد بالعمل أو اضطرابات بالنوم.

أعراض مرض الهربس

تختلف الأعراض حسب المرحلة وحسب نوع فيروس الهربس.

المرحلة الأولى

تمر دون أعراض في 90% من الأشخاص. بينما تسبب أعراضًا خفيفةً في 9%. كما تظهر الصورة الكاملة له قي 1% فقط. وذلك بعد فترة حضانة تستمر من 3 إلى 7 أيام. وتشمل الأعراض ما يلي:

  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • طفحًا مكونًا من فقاعات صغيرة سرعان ما تتحول إلى قروح مؤلمة.
  • ظهور طفح جلدي على الغشاء المخاطي للفم والحلق والعين وذلك في حال الإصابة بالنمط HSV-1. أما عند الإصابة بالنمط HVS-2 يظهر الطفح على الأعضاء التناسلية.
  • تضخمًا وألمًا بالعقد اللمفاوية المتوضعة في الرقية أو الفخذ حسب مكان الطفح.

المرحلة الثانية أو مرحلة الهربس البسيط المتكرر

جاء اسم متكرر بسبب ظهور الأعراض على فترات تتراوح بين عدة أسابيع إلى عدة أشهر وقد لا تظهر أبدًا. وذلك كلما تعرض المصاب لأحد الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض بالمناعة.
حيث يسبق ظهور الطفح بساعات قليلة الشعور بلسعة خفيفة أو حكة بسيطة وذلك في الموضع الذي سيظهر الطفح فيه. ويتكون الطفح من بقعة وردية اللون قطرها من 1-2 سم، تغطيها حويصلات صغيرة 1-2 مم تحتوي سائلًا شفافًا يتحول خلال يوم واحد إلى سائل أصفر غامق.
وبعد ذلك تجف هذه الحويصلات مخلفةً قشرةً صمغيةً تنفصل دون ترك ندبة. وتستغرق هذه العملية حوالي الأسبوع. كما أنه لا يرافق الطفح المتكرر في هذه المرحلة إي التهاب بالغدد اللمفاوية أو ارتفاع بدرجة الحرارة. كما أنه يتجمع في مكان واحد وذلك عكس المرحلة الأولى.
تظهر إصابات فيروس الهربس من النمط HSV-1 حول الفم والأنف. بينما تتوضع إصابات فيروس الهربس من النمط HSV-2 حول الشفرين، والمهبل، وعنق الرحم، وفتحة الشرج عند الإناث. أما بالنسبة للذكور تتوضع عند العانة، والقضيب، وكيس الصفن، وفتحة الشرج.

الأسباب المهيجة للهربس المتكرر

  • عقب الإصابة ببعض الأمراض كالأنفلونزا ونزلات البرد.
  • الحمى.
  • التعرض الطويل لأشعة الشمس.
  • التعرض للجو البارد.
  • الحيض.
  • الإفراط في الجنس.
  • الإجهاد بالعمل.

مضاعفات الهربس التناسلي

مضاعفاته نادرة على الرغم من انتشاره الكبير. وتصيب أصحاب المناعة الضعيفة كمرضى الإيدز وسرطان الدم ومرضى العلاج الكيماوي والأطفال حديثي الولادة. وأعراضه هي:

  • انتشار الطفح في أماكن عديدة من الجلد.
  • امتداد المرض إلى الأعضاء الداخلية مثل الرئتين والكبد والغدة الكظرية.
  • التهاب المخ والذي يؤدي إلى الوفاة بنسبة 70%.
  • تقرح بقرنية العين وما يتبعها من مضاعفات قد تصل إلى فقدان البصر.

علاج مرض الهربس التناسلي

انضمت مضادات فيروسات الهربس إلى ترسانة الأدوية في أوائل ثمانينيات القرن العشرين. حيث بدأ بعقار (أسيكلوفير) ثم تلاه (فامسيكلوفير) ثم (فالسيكلوفير). وتستخدم هذه العقاقير للحد من شراسة المرض واختصار مدة أعراضه وتخفيف الألم. ولكنها لا تخلص الجسم نهائيًا من الفيروس لعدم إمكانها التأثير على الفيروس في طور الكمون.
يستخدم أسيكلوفير كأقراص بالفم وحقن بالوريد ومرهم موضعي 5%. ويوجد فامسيكلوفير، وفالسيكلوفير بصورة أقراص. يوصى باستعمال مرهم أسيكلوفير في الهربس المتكرر. وتكون فاعليته أكبر عند استحدم الحقن الوريدي والأقراص في الحالات الحرجة والشديدة كالطور الأول، ومضاعفات الهربس. ويشكو بعض المصابين بالهربس التناسلي بكثرة الاننكاسات مما يؤثر سلبًا على نفسيتهم وهنا نستخدم مضادات فيروسيةً بجرعة مخففة يوميًا وبشكل مستمر.

وفي نهاية المطاف لا بد من التذكير بضرورة تصويب العلاقات الجنسية والامتثال للشراع السماوية التي نظمت هذه الأمور. والأهم من ذلك الابتعاد عن الشذوذ الجنسي والمثلية بالعلاقات الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة انتشار الأمراض التناسلية المنقولة جنسيًا.