هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة بعد الولادة سواء كانت الولادة طبيعية أو بعملية قيصرية. وتعود أغلب هذه الأسباب إلى عدم وجود الرعاية الطبية المناسبة للمرأة أثناء الحمل أو عند الولادة. كما تنشغل معظم الأمهات برعاية أطفالهن بعد الولادة. وقد لا تولين الكثير من الاهتمام إلى صحتهن. حيث قد تتجاهلن الكثير من المشاكل الصحية التي قد تكون مؤشرًا على حدوث مشكلة. ومن المهم أن تعرف الأم بوجود العديد من المخاطر التي تهدد حياتها والتي من الممكن أن تحدث خلال الأسابيع والأشهر القليلة التي تلي عملية الولادة. وبغض النظر عن طريقة الولادة التي اختارتها المرأة، فإن المخاطر تبقى موجودة لفترة قد تصل لأشهر بعد الولادة. إن أكثر من نصف الوفيات المرتبطة بمرحلة الحمل تحدث بعد الولادة، ومن المهم أن تنتبه الأم إلى العلامات التحذيرية التي تدل على وجود مشكلة أو عارض صحي، ويجب عدم إهمالها وطلب المشورة الطبية بأسرع وقت، كي لا تتطور إلى خطر يهدد حياتها. سنتعرف من خلال هذا المقال على أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى الوفاة بعد الولادة، والطرق الصحيحة لتجنبها وتجاوز هذه المرحلة بصحة وسلامة.

أسباب الوفاة بعد الولادة

هناك العديد من الأسباب التي تهدد حياة المرأة بعد الولادة، وقد تؤدي في حال إهمالها إلى الوفاة، لذلك  من المهم الانتباه إلى الأعراض التحذيرية وعدم إهمالها. من أهم أسباب الوفاة بعد الولادة:

  • النزوف بأنواعها: وبالأخص النزوف التي من الصعب التحكم بها. هناك أسباب كثيرة لهذه النزوف سنبينها في الفقرات التالية.
  • حمى النفاس: نوع من أنواع الحمى التي تصيب الأمهات بعد الولادة، والتي قد تؤدي إلى الوفاة.
  • جلطة السائل الأمنيوسي: من الأسباب النادرة الحدوث، ولكنها تؤدي إلى الموت في حال حدوثها.
  • الجلطات الدموية: تحدث بسبب تخثر الدم في الأوعية الدموية، وهي من الأسباب التي تعرض المرأة لخطر الموت. وتحدث غالبًا هذه الجلطات في الساق، ويتم علاجها بإعطاء مميعات للدم وأدوية خاصة. من المهم اكتشافها بوقت مبكر قبل وصولها إلى الرئتين.
  • ارتفاع ضغط الدم: تتعرض النساء اللواتي أصبن خلال الحمل بتسمم حملي إلى ارتفاع في ضغط الدم. وفي حال لم يتم علاجهن بطريقة مناسبة، فهن معرضات للكثير من المشاكل والمضاعفات بعد الولادة، والتي قد تتطور لتسبب الوفاة.
  • إصابة الأم بحالة تحسسية بسبب أحد أنواع الأدوية التي أُعطيت لها أثناء عملية الولادة، بغض النظر عن نوع الولادة طبيعة أو قيصرية

النزوف بأنواعها من أسباب الوفاة بعد الولادة

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث نزوفات بعد الولادة، وبعض هذه النزوفات قد يكون غير قابل للتحكم به، مما قد يودي بحياة الأم. ومن أسباب النزوف بعد الولادة:

  • وجود مشاكل في المشيمة، مثل مشكلة في مكان توضعها داخل الرحم أو انفصالها المبكر عن جدار الرحم أو التصاقها وصعوبة إخراجها بعد خروج الجنين.
  • وجود حالة الرحم المقلوب.
  • حدوث تمزق في الرحم أثناء الولادة الطبيعية. ويحدث هذا التمزق في حال خضوع الأم لعمليات جراحية سابقة في الرحم مثل عملية قيصرية أو إزالة أورام ليفية. حيث تؤدي انقباضات الرحم القوية أثناء الولادة الطبيعية أو كبر حجم الجنين إلى حدوث هذه التمزقات. كما تحدث بسبب وضعية الجنين بشكل مقلوب أو طول مدة المخاض والولادة.

حمى النفاس من أهم أسباب الوفاة بعد الولادة

حمى النفاس هي ارتفاع كبير في حرارة جسم الأم بعد الولادة، وذلك بسبب تعرضها لالتهاب في المسالك التناسلية. تزيد احتمالية حدوث حمى النفاس في الولادة الطبيعية بشكل أكبر من الولادة القيصرية. وتحدث هذه الحمى خلال يومين وحتى 5 أيام بعد الولادة. وأسباب الإصابة بحمى النفاس:

  • الولادة في مكان غير نظيف أو غير معقم، أو استخدام أدوات جراحية غير معقمة.
  • إهمال النظافة الشخصية وعدم الاهتمام بتنظيف المنطقة التناسلية وتعقيمها بعد الولادة.
  • وجود أي نوع من أنواع الالتهابات في الجسم مثل التهاب المسالك البولية، أو التهاب الرحم أو المهبل.
  • التعرض للجراثيم والميكروبات أثناء الفحص المهبلي خلال مرحلة المخاض.
  • بقاء أجزاء من المشيمة عالقة داخل الرحم، وعدم تنظيف الرحم بشكل جيد بعد الولادة الطبيعية.
  • وجود مشاكل وضعف في مناعة الأم.
  • عدم تناول الطعام غير الصحي وعدم شرب كميات كافية من الماء.

جلطة السائل الأمنيوسي تسبب الوفاة بعد الولادة

السائل الأمنيوسي هو سائل يحيط بالجنين أثناء وجوده داخل الرحم، وتحدث جلطة السائل الأمنيوسي عندما يدخل القليل منه إلى داخل الأوعية الدموية للأم، مما يؤدي إلى الوفاة. تحدث هذه الجلطة غالبًا أثناء الولادات الطبيعية، ولكن سُجلت بعض الحالات المرافقة للولادات القيصرية، وحتى بعد الولادة.

 أعراض جلطة السائل الأمنيوسي

  • ضيق التنفس المفاجئ.
  • تجمع السوائل في الرئتين.
  • انخفاض ضغط الدم المفاجئ.
  • فشل مفاجئ في قدرة القلب على ضخ الدم.
  • مشاكل في تخثر الدم، مما قد يؤدي إلى جلطات دموية.
  • نزيف مهبلي شديد.
  • القشعريرة والسرعة في نبضات القلب.
  • الإغماء.

كيفية تجنب الوفاة بعد الولادة

  • المتابعة الطبية والصحية للأم أثناء الحمل من أجل التأكد من عدم وجود أي مشاكل قد تسبب مضاعفات أثناء أو بعد الولادة من شأنها إنهاء حياة الأم.
  • الحرص على اختيار المكان المناسب للولادة، والذي يجب أن يكون معقمًا ونظيفًا، كما يجب أن يكون قادرًا على تأمين الدم لها في حال حدوث نزيف.
  • متابعة الأم لحالتها الصحية بعد الولادة لدى الطبيب المختص، والانتباه لأي أعراض قد تظهر لديها، مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم أو الإصابة بطفح جلدي.
  • الحركة الجيدة للأم بعد الولادة كي لا تتعرض لأي جلطة دموية.
  • الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة لها في أوقاتها.
  • الحرص على تعقيم مكان جرح الولادة بشكل جيد وباستمرار.
  • التأكد من عدم إصابة الأم بأي نوع من أنواع الالتهابات قبل الولادة وبالأخص التهابات المسالك البولية.
  • الحرص على ارتداء القفازات الطبية قبل إجراء الفحص المهبلي، والتقليل منه قدر الإمكان في فترة المخاض.
  • الحرص على إزالة كل بقايا المشيمة من الرحم بعد الولادة.
  • تناول الطعام الصحي خلال الحمل وبعد الولادة، وشرب كميات كافية من الماء.

على الرغم من التقدم الطبي الكبير الذي حدث مؤخرًا، والذي قلل من أعداد الوفيات للأمهات بعد الولادة، إلا أنه لا زالت هناك العديد من الأمهات اللواتي يتعرضن لهذه المأساة.