يصيب مرض الجدري الكبار والصغار، ويجب أن تعرف الأمهات كيفية علاج الجدري لدى إصابة الأطفال الرضع به. الجدري من الأمراض الشديدة العدوى التي يتسبب بها فيروس “Varicella Zoster”. ينتقل المرض من شخص لآخر عن طريق الجهاز التنفسي عند السعال أو العطاس، وعن طريق اللمس، أو استخدام أدوات الشخص المصاب بالجدري. تظهر أعراض الجدري على هيئة طفح جلدي مترافق بحكة شديدة، بالإضافة إلى التعب الشديد والوهن. تتراوح فترة حضانة الجدري من 14 وحتى 16 يوم، ويستمر المرض بعد ظهور أعراضه لفترة تتراوح بين 4 وحتى 7 أيام. حيث تستمر إمكانية نقل العدوى إلى الآخرين خلال هذه الفترة. وغالبًا ما يصيب الأطفال ما بين عمر 3 أشهر و10 سنوات. ويصبح من الأمراض الخطيرة عند إصابة الطفل الرضيع به قبل الحصول على اللقاح المضاد للفيروس. وذلك لأنه قد يتطور ليسبب التهابًا رئويًا أو التهابًا في أنسجة الدماغ. يصيب الجدري طفلًا واحدًا من بين 4000 طفل. سنتعرف في سطور هذا المقال على كيفية علاج مرض الجدري لدى الرضع، وما هي أعراض ومضاعفات هذا المرض أيضا، ومتى قد تصبح أعراضه خطيرة وتستوجب التدخل الطبي العاجل.

كيفية علاج مرض الجدري لدى الأطفال الرضع

لا يوجد حتى اليوم أدوية لعلاج مرض الجدري، ولكن من الممكن علاج الأعراض المرافقة للمرض. فعند إصابة الرضيع بمرض الجدري يجب اتباع الإجراءات التالية:

  • الاستمرار بعملية الإرضاع الطبيعي، وذلك لتقوية جهاز المناعة لدى الرضيع. كما أنها تساعد في التعويض عن السوائل التي يفقدها الرضيع أثناء المرض.
  • الحرص على تقديم الماء للرضيع بشكل مستمر.
  • يجب استخدام المضادات الحيوية التي قد يصفها الطبيب في حال ترافق المرض بالتهابات مختلفة.
  • استخدام ماء بارد في الصيف وفاتر في الشتاء عند الاستحمام، للتخفيف من الحرارة المرافقة للمرض.
  • إضافة صودا الخبز (بيكربونات الصوديوم) وأسيتات الألمنيوم إلى ماء الاستحمام للتخفيف من الشعور بالحكة.
  • استخدام سائل استحمام لطيف وخالي من المواد الكيميائية التي قد تزيد من تهيج الجلد.
  • استخدام خافضات الحرارة التي يصفها الطبيب، وبالجرعات التي يحددها بالاعتماد على وزن وعمر الرضيع.
  • الحرص على تقليم أظافر الرضيع دائمًا، لمنعه من حك البثور وخدشها. مما يتسبب بترك علامات دائمة على جلده.
  • من الممكن وضع قفازات في أيدي الرضيع لمنعه من حك البثور.
  • استخدم مضادات الهيستامين لعلاج الحكة. وذلك بعد استشارة الطبيب.
  • استخدام المراهم والمستحضرات التي تساعد على التخفيف من الشعور بالحكة، مثل الكالامين.
  • الحرص على إلباس الرضيع الملابس القطنية الفضفاضة. والابتعاد عن الملابس التي تدخل الخيوط الصناعية في تركيبتها، لأنها تزيد من الحكة والانزعاج.

أعراض مرض الجدري لدى الرضع

بعد إصابة الرضيع بالفيروس المسبب لمرض الجدري بعدة أيام تبدأ بعض الأعراض بالظهور ومنها:

  • فقدان الشهية مما يؤدي إلى هزال الرضيع.
  • الحمى الشديدة والتي تعاود الظهور تكرارًا.
  • التقيؤ والإسهال.
  • ظهور علامات التعب لدى الرضيع.
  • تبدأ بقع حمراء بالظهور على وجه الرضيع ويديه وتنتشر بعد ذلك إلى الساعدين.
  • تتحول هذه البقع بعد ذلك إلى بثور صغيرة مملوءة بسائل شفاف. وتتحول هذه البثور لاحقًا إلى تقيحات.

مضاعفات مرض الجدري لدى الرضع

هناك العديد من المضاعفات الخطيرة التي قد يؤدي إليها مرض الجدري لدى الرضع، أهم هذه المضاعفات:

  • الإصابة بالجفاف نتيجة فقدان سوائل الجسم.
  • في حال إصابة العين بالبثور فإنها ستتسبب بتقرح القرنية وقد تؤدي إلى العمى.
  • التهابات في المفاصل.
  • التهاب عظام الجسم ونقي العظام.
  • التعرض لمتلازمة الصدمة السمية.
  • الإصابة بالالتهاب الرئوي القصبي.
  • الإصابة بالتهابات في نسيج الدماغ.
  • العدوى والالتهابات في أنسجة الجلد.
  • كما يؤدي خدش البثور إلى ظهور ندبات الوجه والتي تشوه من مظهر الرضيع، ويستمر هذا التشوه مدى الحياة.

كيفية الوقاية من مرض الجدري لدى الرضع

إن أفضل طريقة لحماية الرضيع من الإصابة بالجدري خلال عامه الأول هو إبقاؤه بعيدًا عن الأشخاص المصابين بالمرض. وما إن يبلغ الرضيع عمر السنة فيجب المسارعة إلى إعطائه الجرعة الأولى من لقاح الجدري، ومتابعة إعطائه الجرعات الأخرى من اللقاح خلال طفولته. يحتوي لقاح مرض الجدري على فيروس جدري البقر، وهو يشبه في تركيبته فيروس مرض الجدري لكنه أكثر أمانًا على الإنسان.

تشخيص مرض الجدري

يصعب في بداية المرض التأكد من أنه مرض الجدري، وذلك بسبب تشابه أعراضه مع أعراض الإنفلونزا، مثل ارتفاع الحرارة والتعب. وسيطلب الطبيب في هذه المرحلة إجراء فحص مخبري لعينة من دم الرضيع، من أجل تأكيد الإصابة بالفيروس أو لا.  لكن عند بدء ظهور الطفح الجلدي فإن الطبيب يستطيع تشخيص الإصابة بالجدري بمجرد رؤيته لشكل الطفح الجلدي. وإذا كانت لديه بعض الشكوك في التشخيص فإنه سيطلب أخذ عينة من البثور المنتشرة على سطح الجلد، وإجراء الفحص المخبري المناسب لها.

أعراض الجدري لدى الرضع والتي تستدعي التدخل الطبي

يجب مراقبة أعراض الجدري لدى الرضيع بدقة، ومتابعة الحالة المرضية وتطوراتها بشكل يومي مع الطبيب المشرف على العلاج. ويجب التوجه إلى عيادة الطبيب مباشرة عند ظهور أعراض جديدة، لأن بعض الأعراض تدل على وجود مضاعفات خطيرة تستدعي التدخل الطبي السريع. ومن هذه الأعراض:

  • استمرار الحمى لمدة تتجاوز 4 أيام.
  • في حال زيادة احمرار الطفح الجلدي مع ارتفاع حرارة البثور أو في حال خروج القيح من البثور.
  • ملاحظة أي تغير في الحالة العقلية للجنين مثل عدم استجابته للمنبهات الخارجية أو النوم المفرط.
  • وجود أي مشاكل في حركة الرضيع، مثل صعوبة تحريك اليدين أو القدمين.
  • ملاحظة تصلب في حركة الرقبة.
  • وجود صعوبة في عملية التنفس.
  • تعرض الرضيع لنوبات من السعال بشكل متكرر.
  • التقيؤ المستمر.

لا بد من التأكيد في النهاية على ضرورة عزل الرضيع المصاب بالجدري لأنه ينقل المرض بشكل كبير لمن حوله، والحرص على تعقيم أدواته وتبديل أغطيته وملابسه بشكل دائم.