ما هو هرمون البروجسترون؟ سؤالٌ يتردد في بال الكثيرين الذين لا يعرفون أية معلوماتٍ عن الهرمونات الموجودة في جسم الإنسان. تلك العائلة التي تلعب أكثر من دورٍ هامٍ في الجسم، فهي تعمل كساعي البريد في نقل الرسائل بين الأعضاء من جهة. كما تمثل شرطة المرور المنظمة لسير عمل أغلب أجزاء الجسم من جهةٍ اخرى.

ففي الواقع الهرمونات هي موادٌ كيميائيةٌ تنطلق من الغدد الموجودة عند الإنسان وتكون مسؤولةً عن كثيرٍ من الوظائف المطلوبة منه. وخاصةً المعقدة منها كعملية التكاثر، وصولًا للتحكم بالمشاعر. ومن الضروري معرفة أن الهرمونات لا تشترك جميعها في تأدية المهام، بينما ينفرد كل هرمونٍ منها بوظيفته التي وجد من أجلها.

ومع تطور الأبحاث والعلوم الطبية اخترع الأطباء بعض الهرمونات الصناعية المكافئة في عملها للهرمونات الحقيقية الموجودة في الجسم. وسميت بأسماءٍ قريبةٍ للاسم الحقيقي من أجل للتمييز بينها أيضًا، ومن أشهرها  البروجسترون. ذلك الهرمون الأنثوي المسؤول عن بعض الأمور الخاصة بجهاز التكاثر لدى الأنثى، حيث سمي الاسم الصناعي له بالبروجستين. المستخدم كدواء في بعض الحالات الطبية، ولمعرفة المزيد عن ما هو هرمون البروجسترون تابعوا معنا هذا المقال.

معلومات تعريفية عن هرمون البروجسترون

يطلق مصطلح هرمون البروجسترون على المادة الكيميائية التي تنطلق من الجسم الأصفر ذلك الجزء الموجود في المبيض عند الانثى. والذي تتلخص أدواره فيما يتعلق بالدورة الشهرية والمراحل الأولية من الحمل. فبعد مرور 14 يومًا على بدء الدورة الشهرية أي في مرحلة خروج البويضة من المبيض (مرحلة الإباضة). سيظهر الجسم الأصفر الناتج عن بقايا الجريب المتوضع حول البويضة المنطلقة، وهو من يفرز هرمون البروجسترون. وذلك من أجل حماية البويضة الملقحة عند حدوث التخصيب والحمل. ولكن عند عدم وجود التلقيح يزول الجسم الأصفر وبالتالي تقل كميات هرمون البروجسترون معلنةً عن زوال بطانة الرحم وحصول النزيف المؤدي لبداية دورةٍ ثانية. وليس فقط الجزء الأصفر هو من يفرز هرمون البروجسترون في الجسم بل ينتج أيضًا من المبايض وبكمياتٍ قليلةٍ من الغدة الكظرية.

وفي حالة الحمل تفرز المشيمة هذا الهرمون من اجل الحفاظ على مستوى مرتفع منه أثناء شهور الحمل وخاصةً الأشهر الأولى. حيث يهتم البروجسترون بتحفيز عملية نمو الاوعية الدموية المغذية للبطانة الداخلية للرحم. كما أن له دورًا في تحفيز غدد الرحم المسؤولة عن طرح المواد الغذائية المغذية للجنين في مراحل تكوينه الأولى. إضافةً إلى العمل على تقوية العضلات الموجودة في جدار الحوض من أجل الاستعداد للولادة.

الوظائف الهامة لهرمون البروجسترون

تتمثل وظائف هرمون البروجسترون المتعددة بما يلي:

  • تشارك العمل مع هرمون الاستروجين خلال فترة الإباضة من خلال طرح البويضة.
  • تجهيز بطانة الرحم من أجل وصول البويضة الملحقة إليه.
  • حماية بطانة الرحم من الأضرار خلال أشهر الحمل.
  • زيادة التحفيز لنمو الأوعية الدموية التي تغذي بطانة الرحم.
  • السيطرة على عملية التبويض من خلال منع انطلاق أية بويضة جديدة أثناء الحمل.
  • ضمان تخصيب بويضة واحدة فقط خلال عملية الإلقاح.
  • المساهمة في عملية نمو الجنين بكافة مراحله.
  • الوصول إلى الثديين لتحفيز الأنسجة المكونة لهما على إفراز الحليب.
  • زيادة قوة العضلات المكونة للحوض من أجل الاستعداد للولادة.
  • العمل على توقف التقلص العضلي الحاصل في قناة فالوب بعد مرور البويضة الملقحة منه.

أعراض ارتفاع مستوى هرمون البروجسترون

يجب الحفاظ على مستوى هذا الهرمون بشكلٍ معتدلٍ في الجسم، ويعرف معدله من خلال تحليل الدم. ومن الطبيعي أن يرتفع مستواه خلال الحمل ويزداد ارتفاعًا في حالة الحمل بتوأم. ولعملية الارتفاع هذه بعض الأعراض المتمثلة بالآتي:

  • ازدياد الرغبة بتناول الطعام مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
  • الإحساس الدائم بالنعاس.
  • الإصابة بالاكتئاب.
  • احتباس السوائل في الجسم وتورم القدمين.
  • الشعور بعدم الرغبة في ممارسة الجنس.
  • عدم انتظام في الدورة الشهرية خارج حالات الحمل.

انخفاض مستوى هرمون البروجسترون وأعراضه

ينخفض مستوى هذا الهرمون لدى المرأة بشكلٍ عام سواءً كانت حاملًا أم لا، وينتج عن ذلك الانخفاض عدة أعراض أهمها:

  • عند الحامل
      • تليف الرحم.
      • حدوث تلقب في المزاج وضعف في الرغبة الجنسية.
      • الشعور بآلام شديدة في الثدي.
      • تشنجات وتقلصات في الرحم.
      • نزيف مهبلي بسيط على شكل نقط.
  • لدى غير الحامل 
      • ضعف فرص حدوث الحمل.
      • الإصابة بآلام الرأس.
      • تقلب المزاج.
      • الشعور بالحزن والاكتئاب.
      • القلق بشكلٍ دائم.
      • تغيير مواعيد الدورة الشهرية نتيجة عدم انتظامها.

طرق تحفز إنتاج هرمون البروجسترون

  • عن طريق التغذية: تملك الطبيعة أغذيةً عديدةً مهمتها زيادة تحفيز هرمون البروجسترون في الجسم، ومنها:
      • بعض الخضروات الورقية الخضراء كالسبانخ والبروكلي والقرنبيط.
      • المواد الحاوية على كميات كبيرة من فيتامين B6 الذي يساهم في تشكيل الجسم الأصفر في بطانة الرحم، مثل: الحمص ولحم سمك التونا والبطاطا والموز.
      • الأغذية الغنية بعنصر الزنك، فهو المساعد الأول في تشكيل هرمون TSH المحفز لعملية الإباضة. ومن تلك الأغذية الكاجو واللوز والفاصولياء.
  • عن طريق اتباع العادات الصحية: توجد بعض العادات التي قد تؤثر على مستوى الهرمون في الجسم مثل:
      • ممارسة بعض التمارين الرياضية وخاصةً اليوغا التي تساهم في تقليل مستوى التوتر في الجسم.
      • النوم لمدةٍ كافيةٍ في الليل تتراوح ما بين الـ 7 و 9 ساعات.
      • المحافظة على وزن الجسم المثالي.

وأخيرًا لا بد من التنويه إلى أهمية المحافظة على عمل الهرمونات بشكلٍ عامٍ وهرمون البروجسترون بشكلٍ خاص. لما لها من تأثيرات كبيرةٍ على أعضاء الجسم ، وذلك من خلال اتباع الأمور الصحية سواءً الغذاء أو غيره. بالإضافة إلى مراجعة الطبيب بشكلٍ فوريٍّ عند الاحساس بوجود أي خلل في الجسد.