تعتبر الرضاعة الطبيعية من أهم المراحل في حياة الطفل، كونها بدايةً للتواصل بين الأم والطفل بعد الولادة. وبالتالي يجب على الأم المرضع أن تهتم كثيرًا بهذه المرحلة، لتحقق أفضل تواصل مع طفلها.

تأتي أهمية الرضاعة الطبيعية من الفوائد الكبيرة التي يحتويها حليب الأم المرضع. فهو يضم جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل من أجل النمو وبناء العظام والأعضاء، كما أنّه سهل الهضم مقارنةً بالحليب التجاري. بالإضافة إلى ذلك يحتوي حليب المرضع على كميات من الأجسام المضادة التي تقوي وتدعم الجهاز المناعي لدى الرضيع. لذلك فإنّ الأم المرضع تفقد الكثير من وزنها بعد الولادة، وأثناء فترة الرضاعة الطبيعية.

من ناحية أخرى ينصح الأطباء الأم ببدء الرضاعة بعد أول ساعة من ولادة الطفل، وذلك ليستسيغ الطفل حليب الأم، ويعتاد عليه، ويحدد بنفسه وتيرة الرضاعة. بشكلٍ عام يتراوح وقت الرضاعة ما بين 10 وحتى 40 دقيقة، ويعتمد ذلك على عدة عوامل أهمّها عمر الطفل، ووقت الرضاعة، وحجم ثدي الأم وما يحتويه من حليب. لكن في بعض الأحيان تعاني الأمهات من بعض المشاكل أثناء الرضاعة.

فإذا كنتِ سيدتي أُمًّا مرضعة، أو أنّك في فترة الحمل وترغبين في معرفة معلومات أكثر حول الرضاعة الطبيعة ومشاكلها. تابعي معنا في هذا المقال لتتعرفي أكثر على أهم مشاكل الرضاعة الطبيعية.

أهم مشاكل الرضاعة الطبيعية

حددت منظمة الصحة العالمية مدة الرضاعة الطبيعية بستة أشهر كحد أدنى. تبدأ منذ الولادة، وقد تعاني الأم خلال هذه المدة من بعض المشاكل وهي:

  • تقرح وتشقق الحلمة: تحدث نتيجةً لوجود جرح في حلمة ثدي الأم ناتج عن شد ومسك الطفل لثدي أمه بطريقة خاطئة.
  • حساسية الحلمات: وتحدث في أولى أيام الرضاعة الطبيعية، حيث تشعر الأم بألم شديد عند مص الطفل لحلمة ثديها.
  • التهاب الثدي: تصاب به الإمرأة سواء أكانت مرضعة أو غير مرضعة.
  • الإصابة بالمبيضة: وهي عدوى فطرية، تسببها فطور موجودة طبيعيًّا في الأمعاء يطلق عليها اسم ” المبيضة البيضاء”. تصاب بها الأم بشكل شائع في فترة الرضاعة، لأن حليب الأم يشكل وسطًا ملائمًا لتكاثر هذه الفطريات، كونه حلوًا، وذو طبيعة دافئة ورطبة، وهذه العوامل تساعد كثيرًا في تكاثر الفطور. ويجب على الأم معالجته فورًا، وخصوصًا إذا كانت مصابة بتشقق وتقرح الحلمات.
  •  مشاكل أخرى:
  •  تقرحات الثدي: تصاب به المرضع بسبب تراكم الحليب داخل ثديها، نتيجة أن الرضيع لا يستطيع أن يمسك الثدي بطريقة صحيحة، مما يسبب تراكم الحليب في جزء من الثدي.
  • انسداد قنوات الحليب: تحدث بسبب وجود كتلة محتقنة في قناة الحليب الموجودة في الثدي، تؤدي إلى تأخر نزول الحليب، أو عدم نزوله، وتسبب آلامًا شديدة للأم.

والجدير بالذكر أنّه من الضروري علاج تقرحات الثدي والانسداد في قنوات الحليب لمنع تفاقمها وحدوث التهاب الثدي.

أبرز أعراض عدوى المبيضة البيضاء

  • يصبح لون الحلمة أحمر أو وردي وفي بعض الحالات أبيض.
  •  حكة مع حرقة شديدة أثناء الرضاعة.
  •  تشقق كبير للحلمة وعدم الشفاء.
  • ظهور تقرح على الحلمة بعد مرور مدة على الرضاعة وليس منذ اليوم الأول، مع ألم شديد أثناء الرضاعة ويستمر لمدة ساعة بعدها.

 

أعراض التهاب الثدي

  •  ارتفاع في حرارة جسم الأم المرضع.
  •  تعب شديد وألم غير محتمل في منطقة الثدي.
  •  احتقان الثدي واحمرار الحلمة، مع ألم شديد عند لمسها.

 

 

كيفية التعامل مع التهاب الثدي

  •  تأكدي من لمس رضيعك للثدي المصاب واستمري في إرضاعه منه، فذلك يؤدي إلى تسريع الشفاء.
  • استخدمي جهاز شفط للحليب، وذلك لإفراغ الحليب من الثدي المصاب، والتخفيف من وزنه.
  •  ضعي كمادات دافئة على المنطقة المصابة.
  •  كرري الاستحمام بماء دافئ.
  • شدي المنطقة المحتقنة بقوة باتجاه الحلمة، سيساعدك ذلك على إدرار الحليب.
  • تناولي مسكنات الألم مثل “الإيبوبروفين”.

 

أضرار الرضاعة الطبيعية

يوصي الأطباء بوقف الرضاعة الطبيعية في حال كانت الأم حامل، يعود ذلك إلى أنّ الرضاعة الطبيعية شأنها شأن الطمث، تؤدي إلى حصول الكثير من التقلصات والتشنجات في الرحم، ويسبب ذلك ضررًا وخطرًا على الجنين.

كما أنّ هرمونات الحمل تؤدي إلى تقليل القيم الغذائية وتخفف من جودة حليب الأم. من ناحية أخرى تسبب الرضاعة الطبيعة أحيانًا إصابة الأم المرضع بالحمى، وتسبب آلامًا شديدة في منطقة الظهر، نتيجة الانحناء للرضاعة.

بالإضافة إلى ذلك قد تسبب الرضاعة الطبيعية الغثيان للأم، وتحدث هذه الظاهرة تحت تأثير هومون” الأوكسيتوسين”، وهو الهرمون الذي يفرزه جسم المرضع عند احتضان الأم للرضيع وبدء عملية الرضاعة، حيث يعمل على تحفيز القناة الهضمية لطرح إفرازات المعدة، يؤدي ذلك في النهاية إلى الشعور بالغثيان.

بالإضافة إلى ما سبق تسبب الرضاعة الطبيعية للأم هشاشةً في العظام، باعتبار أنّ الرضيع يشارك الأم في غذائها، حيث أن حليب الأم يحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم والفوسفور. ويزداد خطر إصابة الأم بهشاشة العظام كلما زاد الإنجاب، وفي حال كانت تعاني مسبقًا من نقص في مستويات الكالسيوم والفوسفور.

وأخيرًا إن الرضاعة الطبيعية تؤدي إلى حدوث جفاف وهبوط في الدورة الدموية لدى الأم المرضع. الجفاف بسبب قلة شرب الماء نتيجة الانشغال طوال اليوم، أما هبوط الدورة الدموية، يحصل بسبب قلة ساعات النوم، وقلة الطعام الذي تتناوله الأم، ما يعرضها للدوخة، كون الرضاعة بشكلٍ عام تسبب هبوطًا في ضغط الدم.

لذا ننصحك سيدتي بشرب كميات وفيرة من المياه، والانتباه إلى غذائك أثناء فترة الرضاعة، واستشارة طبيب مختص لتناول أنواع من الفيتامينات والمتتمات الغذائية.

وختامًا، بعد الحمل والولادة، تتكون رابطة بين الأم وطفلها، تقويها فترة الرضاعة الطبيعية. فاهتمي بها سيدتي، لأنّ إحساس طفلك بنبضات قلبكِ ودفء حضنك سيشعره بالأمان والاطمئنان بشكلٍ دائم.