في كثير من الثقافات القديمة استخدمت الشعوب بذور الكمون ضمن خلطات عشبية، وذلك لتحفيز عملية إجهاض الجنين. مما أثار الكثير من التساؤلات حول مخاطر تناول الكمون أثناء الحمل، وأبرزها: هل الكمون يضر الحامل؟ هل هناك أطعمة أخرى ينبغي على الحامل اجتنابها؟ في مقالنا هذا سنقطع الشك باليقين. كما سنأتي على ذكر بعض النصائح الهامة ضمنًا في سياق المقال.

تحتوي بذور الكمون على كثير من العناصر الغذائية الضرورية للجسم. وتشهد له الكثير من الدراسات التي قام بها أخصائيو التغذية بأهميته الحيوية. وأيضًا الطبية، ففيه خواص علاجية، ومهدئة، ومسكنة للآلام. كما أنه فعال في الحفاظ على استتباب البيئة الداخلية للجسم، وتنظيم عملية الهضم، ومستويات سكر الدم، وغيرها من الفوائد التي سنرد على ذكرها لاحقًا في مقالنا.

أما عن السؤال الشائع: هل الكمون يضر الحامل؟ في الحقيقة لم تثمر الدراسات حول الكمون أية نتائج قطعية فيما إذا كان الكمون ذا ضرر على الحامل أو أنه لا خوف من تناوله خلال الحمل. رغم ذلك يجمع الأطباء على بعض النصائح التي تتعلق بتناول الكمون أثناء فترة الحمل، بالإضافة إلى بعض الأطعمة الأخرى، والتي يحذرون من تناولها أيضًا. تجنبًا لأية مضاعفات أو آثار جانبية قد تضر بصحة الجنين أو أمه.

هل الكمون يضر الحامل

الكمون للحامل في الشهور الأولى: يحذر كثير من الأطباء، وأخصائيو التغذية السيداتِ الحواملَ من الإكثار من تناول الكمون. خاصةً خلال الأشهر الأولى من الحمل، ولغاية منتصفه. أما التعليل العلمي الذي جاءت كثير من الدراسات على ذكره، فهو أن الكميات الكبيرة من الكمون خلال هذه الفترة من شأنها أن تؤدي إلى الولادة المبكرة أو إلى تشنجات قوية قد تنتهي بالإجهاض، وذلك في بعض الحالات. كما يخفض الكمون مستوى السكر في دم الحامل، بالإضافة إلى أنه قد يسبب بطئًا في تخثر الدم. الأمر الذي يؤدي إلى نزيف، وهذا ما تخشاه كثير من الحوامل.

الكمون للحامل في الشهر الثامن: في هذه المرحلة من الحمل أي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة منه ينصح بتناول الكمون بكميات قليلة. بهدف التخفيف من التشنجات في آخر الحمل، وتسهيل الحيض أيضًا.

الكمون في الشهر التاسع: يساعد الكمون في نهاية الحمل في التخفيف من شدة التقلصات العضلية. كما يحرض الغدد اللبنية على إفراز الحليب، وتهيئة الثدي للإرضاع، وعليه ينصح أخصائيو التغذية بتناوله خلال الشهر التاسع، وذلك نظرًا لدوره في تسهيل الولادة.

منقوع الكمون خلال الحمل

هل هناك أضرار لمنقوع الكمون أثناء الحمل؟

منقوع الكمون مشروب شائع عند الكثيرين، فهو يعتبر ذا خواص علاجية إلى جانب كونه مشروبًا لذيذًا، لكن إذا رغبت سيدتي في تضمين منقوع الكمون ضمن نظامك الغذائي أثناء الحمل، فلا بد من التفكير مرتين قبل الإقدام على ذلك.

يحذر الأطباء من شرب منقوع الكمون بكثرة خلال الحمل، فمن المحتمل أن يؤدي إلى آثار جانبية. مثل حرقة المعدة، وارتفاع حرارة الجسم. أما شربه باعتدال فهو آمن، وصحي تمامًا. تشمل الآثار الجانبية للإفراط في تناول منقوع الكمون خلال الحمل ما يلي:

  • حرقة المعدة. خاصةً عند الأشخاص الذين يعانون من الارتجاع المريئي.
  • ارتفاع حرارة جسم الحامل مما يؤثر على صحة الطفل.
  • التجشؤ المستمر.
  • قد يسبب طفحًا جلديًا لدى النساء اللاتي يعانين من الحساسية تجاه هذا النوع من التوابل.

كما يجدر بنا أن نذكر أن لمنقوع الكمون فوائد كثيرة بعد الولادة.

معلومات مهمة عن الكمون

نبات الكمون هو نبات مورق يزرع بوفرة في بلاد الصين، والهند، والشرق الأوسط، وأيضًا منطقة البحر الأبيض المتوسط، ويشتهر في جميع أصقاع العالم كأحد أهم أنواع التوابل. كما أنه أصبح مؤخرًا موضوعًا للبحث الطبي، سيما بعد اكتشاف الكثير من الفوائد الصحية، والخواص العلاجية التي يعتمد عليها الطب البديل في علاج ثلة من الأمراض، والاضطرابات سواء الهضمية منها، أو العصبية أو المناعية.

ما هي أبرز فوائد الكمون الصحية

  • يحوي على مواد كيميائية طبيعية تعمل كمضادات للأكسدة. من خلال مهاجمة الجذور الحرة، وحماية خلايا الجسم السليمة منها.
  • إنقاص الوزن، ومحاربة شيخوخة البشرة، وتحفيز الذاكرة.
  • للكمون خصائص مضادة لعدة أنواع من السرطانات، إضافةً إلى خاصيته المضادة للالتهابات.
  • يساعد في علاج الاضطرابات الهضمية، كالإسهال. كما أنه مفيد لمن يعانون من متلازمة القولون العصبي.
  • التحكم بنسبة السكر في الدم، وضبطها ضمن الحدود الطبيعية، بالإضافة إلى خفض نسبة الكوليسترول.
  • يعتبر زيت بذور الكمون مبيدًا فعالًا للبكتيريا الضارة، والطفيليات التي تهاجم الجهاز المناعي.

الآثار الجانبية للكمون ومخاطره

على الرغم من كون الكمون آمنًا للغاية، ولا يسبب استخدامه أي تسمم بشكل عام، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية التي يجب أن تكونوا على دراية كاملة بها عند استخدامه لأي غرض كان.

يشير الباحثون إلى أن الجرعة المثالية من الكمون عند استخدامه كـ مكمل عشبي هي 300-600 ميليغرام في اليوم. كما وجدوا أن الكمون قد يثبط مستويات هرمون التستوستيرون عند الإفراط في تناوله. الأمر الذي يسبب ضعف الخصوبة عند الرجال.

توابل أخرى يجب تجنبها أثناء الحمل

بذور الحلبة: يمكن أن تؤثر بذور الحلبة على الجهاز الهضمي، وتسبب الغازات، وانتفاخ البطن. كما أظهرت الدراسات أن لها تأثيرًا منشطًا لعضلات الرحم، لذا لا ينصح بها الأطباء خلال الحمل.

الثوم: يسبب الثوم الحموضة المعدية، والمعوية عند تناوله بكميات كبيرة، وعلى ذاك، ينصح بالإقلال منه أثناء الحمل.

الحلتيت: يحتوي الحلتيت على مواد كيميائية تعمل ك: موانع للحمل، فيمكن أن يسبب الإجهاض عند تناوله بكميات كبيرة، لذا حاولي الابتعاد عنه قدر الإمكان خلال فترة حملك.

شاي النعناع: من المتعارف عليه أن شاي النعناع يريح عضلات الرحم، لكن الإكثار منه قد يؤدي في بعض الحالات إلى الإجهاض. كما يجب أن تحرصي سيدتي على عدم استخدام زيت النعناع موضعيًا خلال الحمل. لأنه قد يؤدي إلى بداية الدورة الشهرية، فمن الجيد أن تقرئي مكونات الكريمات التي تفكرين باستخدامها أثناء حملك، لتتأكدي من خلوها من زيت النعناع.

 

عند كثير من الشعوب يحتل الكمون الصدارة في قائمة التوابل. كما في الهند، والصين. إذ قلما تخلو وصفة طعام منه، ولعلك أيضًا سيدتي ممن يحبون النكهة السحرية للكمون في طعامهن، لكن بعد قراءتك لمقالنا، ومعرفة فيما إذا كان الكمون يضر الحامل، لا شك أنك ستضعين صحة طفلك أولى اهتماماتك.

قصارى القول، إن الاعتدال ضروري أثناء الحمل، وفي كل الأحوال أيضًا. من منصة كيف نتمنى لك سيدتي دوام الصحة، والعافية لك، ولجنينك.