تعتبر اضطرابات الكلى عمومًا من أكثر الأمراض المرهقة التي تذيق صاحبها أنواعًا مختلفة من العذاب والألم وتحرمه من عيش حياة طبيعية سليمة، وبناءً على ذلك فإن لمرضى الكلى وضعًا خاصًا في شهر رمضان المبارك أيضًا، ويخضع الشخص الراغب في صيام أيام الشهر الفضيل والذي يملك بنفس الوقت كليةً متأذيةً أو اثنتين لبعض الضوابط والقواعد، وستجد في هذا المقال أهم نصائح لمرضى الكلى أثناء صوم شهر رمضان، بالإضافة إلى ذكر أهمية الكلى في جسم الإنسان والتطرق إلى بعض أمراضها.

أهمية الكلى لجسم الإنسان

تعتبر الكليتين بمثابة مصفاة للدم؛ حيث ترشح الفضلات والسموم والسوائل الزائدة من الدم ثم تفرزها في البول، فتحافظ بذلك على حجم الدم وسلامته ونقائه، بالإضافة إلى دور الكليتين في ضبط ضغط الدم عبر تحكمهما في حجمه وإفرازهما لبعض المواد التي تساهم في تضيق الأوعية الدموية، ولا يمكن نسيان دورهما في الوظيفة الاستقلابية في الجسم.

بعض أمراض الكلى

تتعدد أمراض الكلى حسب العامل المسبب والأعراض وفترة الإصابة؛ فمنها الوراثية ومنها المكتسبة الناتجة عن الإنتانات أو تناول بعض أنواع الأدوية أو السموم أو ممارسة العادات الصحية الخاطئة أو التعرض لحوادث معينة أو كنتيجة للإصابة بأمراض أخرى، وسأخبرك فيما يلي عن أشهر اضطرابين في عمل الكلى:

  • القصور أو الفشل الكلوي المزمن: يحدث هذا الاضطراب عندما يؤثر مرض محدد على عمل الكليتين ويضعفهما؛ كما يحدث عند الإصابة بالداء السكري أو ارتفاع ضغط الدم الشرياني أو الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو أمراض الكلى الالتهابية المتعددة أو انسداد المسالك البولية المطول أو المتكرر الناجم عن حصى أو أورام، وفي الواقع يفضل ألا يصوم مريض الكلى المزمن؛ لأن شرب كميات كبيرة من الماء النقي هو جزء أساسي من الخطة العلاجية للمريض.
  • القصور أو الفشل الكلوي الحاد: وهو يحدث عندما تعجز الكليتين بشكل مفاجئ عن القيام بوظيفتهما، وتظهر الأعراض خلال أيام قليلة، ويحدث بعد التعرض لحادث معين قد ألحق الأذى المباشر بالكليتين أو عندما ينسد الحالبان ويتعذر تصريف البول والفضلات أو عند الإصابة بمرض يسبب إبطاء تدفق الدم مثل الأمراض القلبية والفشل الكبدي والحروق الشديدة وغيرها.

أهم النصائح لمرضى الكلى أثناء صوم شهر رمضان

عليك بدايةً استشارة طبيبك المتابع لحالتك الصحية حول إمكانية قيامك بالصيام أو لا؛ لأن الطبيب وحده من يحدد درجة القصور الكلوي وخطورة قيامك بالصيام، بالإضافة إلى أنه المعني بإعادة تنظيم مواعيد تناول الدواء لديك، وبعد موافقة الطبيب على الصيام يتوجب عليك التقيد بالنصائح التالية:

  • يجب ألا تنسَ وجبة السحور؛ لأنها ضرورية لتجنب الشعور بالتعب أثناء الصيام.
  • يفضل أن تتبع نظام غذائي متوازن على وجبتي الفطور والسحور، يشمل جميع العناصر الغذائية الضرورية للمريض.
  • تجنب تناول الأطعمة الحاوية على نسبة عالية من الصوديوم والمواد الدهنية.
  • يفضل تقليل تناول الحلويات والابتعاد عن الأطعمة الجاهزة.
  • يجب على مرضى القصور الكلوي الإكثار من شرب الماء بين وجبتي الفطور والسحور، ولكن يفضل تقليل الكمية المتناولة من الماء عند مرضى غسيل الكلى والمرضى الذين يتعذر لديهم إخراج البول بصورة طبيعية.
  • يفضل أن يتناول مرضى غسيل الكلى البروتين الطبيعي بشكل يومي ضمن وجبتي الفطور والسحور؛ لتعويض المفقود خلال الغسيل.
  • من الجيد أن تتناول الأطعمة المسلوقة أو المشوية أو المخبوزة أو حتى النيئة والابتعاد عن تناول الأطعمة المقلية.
  • لا تستغرب إن قلت لك أن تتجنب الإفراط في تناول التمر؛ وذلك لأنه غني بالبوتاسيوم الذي يعتبر من الشوارد المفيدة ولكن المرهقة للكلية.
  • توجه لتناول الأطعمة الغنية بالألياف المفيدة والتي يستغرق الجهاز الهضمي وقتًا طويلًا لهضمها؛ لرفع القدرة على تحمل الصيام.
  • ابتعد عن البهارات القوية والأطعمة الحارة.
  • يفضل ألا تنام بعد تناول الطعام مباشرةً؛ لأن هذا الفعل سيتسبب في حدوث الإمساك والغازات وكلاهما عرضان سيئان لمرضى الكلى.
  • أجِّل ممارسة الرياضة إلى ما بعد الإفطار بساعتين أو ما قبل الإفطار بساعة، وتجنب إرهاق الجسد بالرياضة.

فئات المرضى الذين يفضل أن يمتنعوا عن الصيام

يوجد بعض مرضى الكلى الذين يفضل ألا يصوموا بسبب نظامهم الدوائي الدقيق والطويل وحالتهم الصحية الحساسة؛ مثل:

  • المرضى المصابين بالفشل الكلوي الحاد أو المزمن والشديد الصيام.
  • المصابين الذين يترافق لديهم مرض الكلى مع داء السكري.
  • المرضى الذين خضعوا لزرع الكلى.

وفي النهاية نتذكر لطف الله عز وجل في قوله في كتابه العزيز: ﴿فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أُخر﴾؛ ويأتي في تفسيره أن الله تعالى أجاز للمريض ألا يصوم إذا كان مريضًا أو غير قادر، لذا يوجد أمام الإنسان المؤمن المصاب بمرض كلوي خيارين اثنين وهما: إما ألا يصوم أو أن يصوم الشهر الفضيل متبعًا نصائحنا السابقة.