جميعنا يعلم أن القلب هو المضخة التي تقوم بضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم إلا أن هذه المضخة قد تصاب بخلل ما مما يعيقها عن أداء وظيفتها مثل إصابة الشرايين الإكليلية المغذية للعضلة القلبية في إطار إصابتها بالتصلب العصيدي أو اضطراب في عمل الهيئة الناظمة لضربات القلب والمسؤولة عن توليد ضربات القلب والحفاظ على نظم ثابت، من الممكن أن يولد الشخص بآفة قلبية خلقية تسبب اضطراباً في قيام القلب بوظيفته، إضافة إلى إصابة الصمامات القلبية واعتلالات العضلة القلبية، سنتناول في هذه المقالة الأسباب التي تؤدي إلى خلل في عمل العضلة القلبية إضافة إلى الآلية التي يمكن اتباعها في سبيل الوقاية من الإصابة بها.

أسباب أمراض القلب غير القابلة للإصلاح:

• التقدم في السن: تزداد خطورة الإصابة بأمراض القلب في حال تجاوز الرجل سن الخامسة والأربعين عاماً وتجاوز المرأة لسن الخامسة والخمسين.
• القصة العائلية: إن وجود القصة العائلية يرفع من خطورة الإصابة بأمراض القلب لذلك يجب البحث في القصة العائلية للمريض واتباع الإجراءات اللازمة للوقاية من أمراض القلب الخلقية.
هذه الأسباب تزيد خطورة الإصابة لكنها ليست حتمية حيث تناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة تخفف من خطورة تطور مرض قلبي.

أسباب أمراض القلب القابلة للإصلاح:

• السمنة الزائدة: إن تراكم الدهون يزيد من خطورة الإصابة بأمراض القلب وذلك بسبب تراكم الدهون والكولسترول وتصلب الشريانين الإكليلية التي تؤثر على تروية العضلة القلبية.
• ارتفاع تراكيز الدهون في الدم: تراكم الكولسترول منخفض الكثافة والإصابة بتصلب الشرايين.
• التدخين: يفاقم تراكم الكولسترول منخفض الكثافة كما يؤثر سلباً على بنية الوعاء الدموي مما يؤهب لحدوث الأمراض القلبية.
• التوتر والشدة: إن عيش نمط حياة قائم على الضغط والتوتر النفسي يزيد من خطورة الإصابة بالأمراض القلبية.
• فرط ضغط الدم: إن ارتفاع ضغط الدم يمارس تأثيره السلبي على الأوعية الدموية فيجعلها أقل قدرة على التكيف وهذا يزيد من خطورة تطور مرض قلبي مستديم.

كيفية الوقاية من الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية:

اتباع نظام غذائي صحي متوازن: إن اتباع نظام غذائي صحي متوازن هو العامل الأهم الذي يجب الاعتماد عليه للحصول على حياة صحية وبالتالي تجنب الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، وذلك بأن يحتوي نظامنا الغذائي على الخضراوات والفواكه والأسماك الأطعمة الغنية بالألياف ومنتجات الحليب ناقصة الدسم، في نفس الوقت يجب تجنب تناول اللحوم والمعجنات والدهون المشبعة والبطاطا والخبز والحلويات والنشويات.
ممارسة التمارين الرياضية: تعد ممارسة الرياضة بانتظام عاملاً وقائياً هاماً من الإصابة بالكثير من الأمراض القلبية لذلك ينصح باللجوء إلى استخدام السلالم بدلاً من المصعد إضافة إلى قضاء بعض الحاجات سيراً على الأقدام بدلاً من اللجوء إلى وسائل النقل.
الامتناع عن التدخين: في حال كنت مدخناً يجب أن تدرك المخاطر التي يسببها التدخين على صحة الإنسان حيث يزيد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية وأمراض الرئة والأمراض السرطانية وكذلك السكتة الدماغية وخلل الانتصاب والشيخوخة المبكرة وغيرها الكثير، في حال كنت تشعر أن الأوان قد فات للتمتع بحياة صحية فقد أثبتت الدراسات أن التوقف عن التدخين يعيد نسبة خطورة تطور الأمراض إلى المستوى الطبيعي لغير المدخن وذلك في حال التوقف عن التدخين في غضون خمس سنوات.
الكحول: يرفع مستوى الغليسريدات في الدم ويمارس تأثيره الضار على الأوعية الدموية.
التوتر والضغط: هو العدو الأساسي للإنسان حيث يجب التمتع بحياة هادئة بعيدة عن الضغط وبذل الجهد لتجنب كل ما يجعلنا في بيئة عدائية غير مريحة، يمكن اللجوء إلى النوم وممارسة اليوغا والتأمل، اجعل نفسك محاطاً ببيئة داعمة من الأهل والأصدقاء والتي تمنحك السكينة والسلام الداخلي.

الأدوية الوقائية:

في حال كنت تملك عوامل الخطورة المتمثلة بالمتلازمة الاستقلابية وغيرها من عمر وجنس والتمتع بحياة يتخللها التوتر والضغط ،من المهم تناول دواء الأسبرين المضاد لتخثر الدم وذلك عند جميع المرضى الذين في سوابقهم قصة احتشاء عضلة قلبية أو حادث وعائي حيث أن تناول هذا الدواء ينقص من خطورة تكرر حدوث الاحتشاء أو الحادث الوعائي الدماغي كما يعد عامل حماية لدى المرضى الذين ليس في سوابقهم احتشاء أو حادث وعائي وذلك عندما يؤخذ بجرعة منخفضة 75 ملغ يومياً، إلا أن استخدام الأسبرين قد يرفع خطر حدوث نزف في المعدة لكن الجرعات المنخفضة تنقص من خطورة حدوث ذلك، لا تلجأ إلى تناول هذا الدواء عشوائياً وقم بزيارة الطبيب للحصول على استشارة وذلك في حال كنت من ذوي الخطورة العالية للإصابة بمرض قلبي.