تعد أمراض القلب والأوعية الدموية المسبب الأكثر شيوعاً للوفيات في العصر الحالي حيث وفر التقدم الحالي على كافة الأصعدة بما فيها تحسن مستوى المعيشة وتوفر وسائل النقل والانتشار المتصاعد للوجبات السريعة بيئة ملائمة لارتفاع كولسترول الدم وحدوث أمراض القلب والأوعية الدموية وذلك بسبب انخفاض النشاط البدني المبذول وزيادة الوارد الغذائي مع نقص صرف الطاقة، سنتناول في هذه المقال معلومات عن الكولسترول وعلاقته بأمراض القلب وكيفية الحفاظ على مستوى كولسترول دم طبيعي وتجنب الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب.

ما هو الكولسترول؟

مادة تتواجد في الجسم من فصيلة الستيرول يتم تصنيعها في الكبد وينتقل في الدم محمولاً على بروتينات خاصة، الكوليسترول يدخل في تركيب الأملاح الصفراوية كما يدخل في تركيب الأغشية الخلوية في جميع أنحاء الجسم، إضافة إلى دوره في تصنيع الكثير من هرمونات الجسم منها الهرمونات الجنسية كالتستسترون والبروجسترون والاستروجين كما يدخل في تركيب الألدوسترون والكورتيزون، كما أنه يدخل في تركيب فيتامين د.

أنواع الكولسترول:

1. الكولسترول المنخفض الكثافة (LDL): هو النوع الضار أو غير الجيد المسؤول عن حدوث الأمراض القلبية الوعائية كتصلب الشرايين فهو المسؤول عن ترسب الكولسترول على جدران الأوعية الدموية محدثا تضيقاً وصلابةً فيها مما يوفر بيئة مؤهبة لحدوث الخثرات والداء القلبي الإكليلي وبالتالي معدل وفيات مرتفع.
2. الكولسترول المرتفع الكثافة (HDL): وهو النوع الجيد أو الحميد حيث يعد مسؤولاً عن التقاط الكولسترول المترسب على بطانة الجدر الوعائية وإعادته إلى الكبد وبالتالي يعد عامل حماية من الإصابة بداء القلب والأوعية الدموية.
يعد كولسترول الدم مرتفعاً إذا تجاوز كولسترول الدم الكلي 200 ملغ\دل وكولسترول الدم المنخفض الكثافة 130 ملغ\دل.

عوامل الخطورة لحدوث ارتفاع كولسترول الدم:

1. السمنة والزيادة المفرطة في الوزن: يعد وجود مشعر كتلة جسم أعلى من 30 أو معادلاً له عامل خطورة لحدوث ارتفاع كولسترول الدم وتصلب الشرايين.
2. التدخين: ينقص من مستوى الكولسترول الحميد مرتفع الكثافة كما يؤثر سلباً على جدر الأوعية الدموية ويجعلها مؤهبةً لتراكم الكولسترول عليها.
3. الحمية الغذائية السيئة: إن تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسمنة والوجبات السريعة وكذلك الدهون غير المشبعة والأغذية الغنية بالكولسترول كمشتقات اللحوم والألبان والأجبان يرفع من مستوى كولسترول الدم بشكل كبير جداً.
4. العمر: إن التقدم بالعمر ينقص من فعالية الكبد في التخلص من الكولسترول وتنقص مرونة الشرايين مما يؤهب لارتفاع كولسترول الدم والإصابة بتصلب الشرايين.
5. الداء السكري: عامل خطورة لارتفاع كولسترول الدم لأنه يرفع مستوى الكولسترول المنخفض الكثافة في الدم.

الأعراض الناجمة عن ارتفاع كولسترول الدم:

إن ترسب بلورات الكولسترول ضمن جدران الأوعية الدموية يؤدي لتشكل لويحة عصيدية تسبب تضيقاً في جدار الوعاء الدموي مما يحد من تدفق الدم إلى العضو الذي تتم ترويته بهذا الشريان كما تغير بنية الوعاء الدموي ويفقد مرونته وقدرته على التمدد وهذا أيضاً يفاقم نقص التروية، هذه التغيرات توفر للصفيحات وسطاً ملائماً لتترسب على الجدار وبالتالي تشكل خثرة دموية تسد الشريان وتسبب انقطاعاً في التروية الدموية عن العضو الهدف.

داء الشرايين الإكليلية:

يقصد بالشرايين الإكليلية الشرايين التي تغذي العضلة القلبية بالتالي في حال حدوث خلل في أحد هذه الشرايين فإن ذلك سيؤدي إلى خلل في وصول المغذيات إلى العضلة القلبية، نعرف داء الشرايين الإكليلية بأنه تضيق أو حدوث انسداد في أحد الشرايين الإكليلية والذي يحدث بسبب تشكل عصيدة في أحد هذه الشرايين مسببة تضيقاً تدريجياً في الشريان مما ينقص تروية العضلة يتفاقم خلال الجهد ويخف بالراحة ويتحسن بتناول موسعات الأوعية ويستمر بالترقي حتى حدوث انسداد تام مما يعرضنا لخطر الاحتشاء في العضلة القلبية والتي تتطلب تداخلاً إسعافياً عاجلاً.

السكتة الدماغية:

يؤدي تراكم بلورات الكولسترول في الشريان السباتي إلى تشكل عصيدة شريانية تسبب انسداداً مترقياً في الشريان ويؤهب لحدوث نقص تروية دماغية تسبب تموتاً دماغياً يتظاهر بالشعور بصداع شديد جداً دون سابق إنذار مع اضطراب رؤية في أحد العينين أو كلاهما إضافة إلى ضعف القدرة على تحريك الأطراف في أحد جانبي الجسم.

الوقاية من ارتفاع كولسترول الدم والإصابة بالأمراض القلبية:

كلنا يعلم درهم وقاية خير من قنطار علاج لذلك لنقي نفسنا من الإصابة بالأمراض الناجمة عن ارتفاع الكولسترول يجب علينا أن:
• التمتع بنظام غذائي صحي متوازن منخفض الملح.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
• الابتعاد عن الدهون المشبعة واللجوء إلى الدهون منخفضة اللا إشباع كتناول الأسماك.
• التوقف عن التدخين.
• الاعتماد على تناول الخضراوات والفواكه.
• التكيف مع الضغوط التي يتعرض لها المرء خلال حياته اليومية.
وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقالتنا أتمنى أن نكون قدمنا لكم المعلومات التي قد تلزمكم.