شهر الخير والرحمة. يغسل الذنوب ويمحيها. إنه شهر رمضان الكريم. إذا اتبعت الوسائل الصحيحة فيه للتقرب إلى الله لطالما تحمي نفسك من كل سوء قد يصيبك في الدنيا أو الآخرة. فلنتعرف معاً على أهم الطرائق للتقرب إلى ربنا العظيم في رمضان.

مساعدة الفقراء في رمضان

صدقتك تدفع عنك الأذى وتعتقك من النار في رمضان. ونستنتج من ذلك أن الله يضاعف لك أجر الصدقة في رمضان. فأنت من خلالها أقرب إلى الله في هذا الشهر الكريم. والحكمة من ذلك تتجلى في دعوة ديننا لبناء المجتمع ونشر القيم الإنسانية والأخلاقية. وكذلك تهذيب النفس وتعويدها على الإيثار.

لذلك فإذا دفعت زكاة الفطر مثلاً لفقيرٍ في رمضان يجود عليك الله ويرحمك كما رحمت الفقراء. فلتعلم أن الجمع بين الصيام والصدقة يجعلك على مقربة من الله. ودليلك على ذلك الحديث الشريف التالي: قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنّ في الجنّة غرفاً يُرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها)، قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: (لمن طيَّب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلّى بالليل والناس نيام). فجمعك بين الصدقة والصيام وإيثارك للغير وتذكرك للفقراء والمساكين دليل واضح أنك تود التقرب من الله. ونستنتج من ذلك أنك مدرك للحقيقة بكيفية التقرب إلى الله بعقلك وإرادتك. وإذا كنت قريب من الله فأنت أقرب للجنة.

ولعل المسافة بينك وبين ربك تكون أقرب ما يمكن عندما تعطي صدقتك وأنت صائم، ثم تبقيها في سرك وحدك.

 

صلة الرحم في رمضان

تقرُبك من أهلك وأقربائك يجعلك إلى الله أقرب. فصلة الرحم في رمضان سببٌ في مضاعفة الثواب. وكذلك الصدقة للأقارب مضاعف ثوابها. حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان، صدقة وصلة) رواه النسائي والترمذي وابن ماجة.

التوبة الصادقة في رمضان

عليك أن تستثمر هذا الشهر بأكمله لتكون أكثر قرباً من الله. وإذا أردت منزلة مقرَبة من الله فعليك أن تتوب توبة نصوحة. وأن تستبدل سيئاتك بأعمالك الصالحة وبالإيمان الحقيقي الذي يتنافى مع أي نوع من أنواع المعاصي، كظلم الناس أو إيذائهم أو تكفيرهم. وعليك الابتعاد عن الغيبة والنميمة وغيرها من الآثام المحرمة في الأديان السماوية كافة.

قراءة القرآن في رمضان

هل تحافظ على قراءة أجزاءٍ من القرآن في كل يوم من أيام رمضان؟ كيف تقوم بذلك؟

تعد مدارسة القرآن الطريقة المثلى لفهم وحفظ القرآن الكريم. وكذلك فإن مدارسة القرآن في هذا الشهر الكريم تقربك من الله أكثر. فكل سورة قرآنية أنزلها الله لحكمة وموعظة. ولطالما تنطوي معانٍ عظيمة وعليك معرفتها بالتعمق في قراءة القرآن وفهمه جيداً. وهنا تقرب المسافات بينك وبين الله عز وجل.

ذكر الله وعبادته في رمضان

إذا أردت منزلةً أقرب إلى الله فعليك أن تعبد الله في كل لحظة، وفي كل عمل، وفي كل عبادة تؤديها. وأن تكون صادقاً بذلك في يقين نفسك وبعقلك وروحك. إخلاصاً كاملاً لا يشوبه شيء. وكثير من الناس يحافظون على أذكار وأوردة تجعلهم يتذكرون دائماً الله في كل أعمالهم. وكم من أناس مقربين إلى الله لدرجة أنهم يشعرون وكأن الله مرافقهم في كل وقت وحين.

وقد تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك).

المحافظة على الصلاة في رمضان

صلاتك على وقتها تكسبك رضا الله وتقربك منه. فالصلاة على وقتها أحب الأعمال إلى الله. وصلاتك للفرائض والنوافل في شهر رمضان الكريم تقرب منزلتك من الله عز وجل. وكذلك صلاة التراويح وهي صلاة قيام الليل في رمضان، لما لها تواب عظيم. فكي تصل إلى هدف صيامك على أتم وجه وأحسنه، عليك أداء صلاة التراويح مع الجماعة عند مقدرتك. فذلك له الفضل في شحذ الهمم في طاعة الله. حيث تحيي صلاة التراويح القلوب، وتقربك إلى الله سبحانه وتعالى.

ودليلك على ذلك الحديث النبوي التالي: عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله “إن الله فرض لكم صيام رمضان وسننت لكم قيامه، فمن صامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.

والجدير بالذكر أن الله لا يحده مكان أو زمان. لذا فالقرب من الله لا يعني أبداً قرب المكان، بل قرب العمل الصالح والعبادة الحقيقة الخالصة لوجه الله. ويبقى السبَاقون في العمل الصالح والصدقات والعبادات هم الأكثر قرباً من الله. ودليلك على ذلك قوله تعالى في سورة الواقعة: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ).