صلاة قيام الليل هي صلاة نافلة (أي زائدة) وغير مفروضة ويتم صلاتها طواعية. ولكنها محببة ويصليها المسلم بنية التقرب من الله عز وجل وزيادة الأجر والثواب.

يمكن قيام الصلاة في الفترة الزمنية ما بين بعد صلاة العشاء وقبل صلاة الفجر. وتعتبر من أفضل الصلوات بعد الصلوات الخمس المفروضة وذلك لقول الرسول (ص): (َأفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ. وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ).

يعتبر قيام الليل فضيلة وعمل عظيم، وفي ذلك قال الرسول ﷺ:(عليكُم بقيامِ اللَّيلِ، فإنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحينَ قبلَكُم، وقربةٌ إلى اللهِ تعالى ومَنهاةٌ عن الإثمِ وتَكفيرٌ للسِّيِّئاتِ، ومَطردةٌ للدَّاءِ عن الجسَدِ)

عدد ركعات صلاة قيام الليل

لا يوجد أي حديث يحدد عدد ركعات صلاة قيام الليل بشكل مباشر وبالتالي لا يوجد قيد على عدد الركعات، واستناداً لقول رسول الله ﷺ: (صلاةُ الليلِ مَثْنَى مثنَى، فإذا خشِيَ أحدُكم الصبحَ صلَّى ركعةً واحدةً، تُوتِر له ما قدْ صلَّى) فقد اتفق عموم المسلمين على أن صلاة قيام الليل تصلى ركعتين ركعتين وبعد كل ركعتين يتم التسليم كي لا تكون كصلاة المغرب أو العصر أو العشاء في حال كانت أربع ركعات ومن ثم تختم الصلاة بركعة وتر واحدة أو ثلاث ركعات وتر أو خمس.

ولكن في الأمور التي لم تحدد بشكل مباشر يتجه المسلمين إلى التشبه بما كان يقوم به رسول الله ﷺ وهو ما يسمى بسنة النبي ﷺ

سنة الرسول في عدد ركعات قيام الليل

اختلف العلماء في عدد الركعات التي كان يصليها الرسول ﷺ فمنهم من قال أنه كان يصلي قيام الليل ثلاثة عشر ركعة وذلك لقول ابن عبّاس -رضي الله عنه- عن صلاة النبي عليه الصلاة والسلام: (كَانَتْ صَلَاةُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَعْنِي باللَّيْلِ).

ومنهم من قال أن الرسول ﷺ كان يصلي قيام الليل أحد عشر ركعة واستندوا على ذلك بقول عائشة رضي الله عنها: (ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا) واعتبروا أن أول ركعتين هما ركعتان خفيفتان كان يصليهما الرسول وذلك أيضا استناداً لقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ( كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إِذا قام مِنَ اللَّيلِ ليُصلِّي، افْتَتح صلاتَه بركعتينِ خَفيفتينِ)، أي أن صلاة الرسول كانت ركعتان خفيفتان يفتتح صلاته بهما ثم ثماني ركعات لصلاة قيام الليل ويختمها بثلاث ركعات وتر.

وبالرغم من ذلك وبإجماع الفقهاء يستطيع المسلم أن يصلي صلاة قيام الليل بعدد ركعات أكثر أو أقل من سنة الرسول باعتبار أنه لم يُذكر عدد محدد لركعات صلاة قيام الليل ولكن كلما أكثر في عدد الركعات كان لذلك أجراً أعظم وذلك لقول الرسول ﷺ: (عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً).

أقل عدد لركعات صلاة قيام الليل

إن أقل عدد لركعات صلاة قيام الليل هو ركعتين خفيفتين وذلك لقول أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ).

ومن ثم يمكن للمسلم أن يختمهما بركعة وتر واحدة وذلك لحديث الرسول ﷺ: (الوِترُ حقٌّ، فمن أحبَّ أنْ يوترَ بخَمسِ ركعاتٍ، فليفعلْ، ومن أحبَّ أنْ يوترَ بثلاثٍ، فليفعلْ ومن أحبَّ أنْ يوترَ بواحدةٍ، فليفعلْ).

أفضل وقت لأداء صلاة قيام الليل

إن أفضل وقت لقيام الليل هو الثلث الأخير من الليل ويتم حسابه من خلال تقسيم المدة الزمنية ما بين صلاة العشاء وصلاة الفجر الى ثلاثة أقسام ومن ثم أدائها في الثلث الأخير.
ومن لم يستطع ذلك يمكنه قيام الليل قبل النوم أو بعد صلاة العشاء مباشرة ولكن قيام الليل في الثلث الأخير من الليل يعتبر أعظم أجراً وذلك لقول الرسول ﷺ: (أقربُ ما يكونُ الربُّ من العبدِ في جوفِ الليلِ الآخرِ فإِنِ استطعْتَ أن تكونَ ممن يذكرُ اللهَ في تلْكَ الساعَةِ فكُنْ).

حيث في الثلث الأخير من الليل تفتح أبواب السماء ويُستجاب الدعاء.

وفي الختام الصلاة هي النور الذي يضيء قلب المسلم ويقرب الإنسان من خالقه، وهي العماد الذي يقوم عليه الدين، وأول الأعمال التي يُسأل عنها المسلم يوم الحساب.