التهاب المفاصل الروماتيدي هو مرض التهابي مزمن مجهول السبب، يتميز بالتهاب مفاصل متعدد محيطي متناظر. هو أكثر أنواع التهاب المفاصل المزمنة شيوعاً غالباً ما يسبب ضرراً بالمفاصل وضعفاً في المقدرة الفيزيائية. ولكونه مرضاً جهازياً يرافق التهاب المفاصل أعراض متنوعة خارج مفصلية كالتعب، وأعراض رئوية، وعقيدات تحت الجلد، والتهاب تامور، واعتلال أعصاب محيطية، والتهاب أوعية دموية واضطرابات دموية. سيعاني الأشخاص المصابون بالتهاب المفاصل الرثياني الآلام مفصلية متعددة، وتعب، وتورم واحمرار يصيب عدة مفاصل (التهاب مفاصل متعدد)، وتشكل عقيدات تحت الجلد، وأعراض بنيوية أخرى.
سنتحدث في هذه المقالة عن أهم أسباب التهاب المفاصل الروماتيدي وطرق الوقاية والعلاج المتبعة.

أسباب التهاب المفاصل الروماتيدي

لم يحدد حتى يومنا هذا سبب واضح لحدوث التهاب المفاصل الروماتيدي، ولكن استطاعت العديد من الدراسات العلمية من تحديد مجموعة من عوامل الخطر التي تزيد من احتمال الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيدي، تضم هذه العوامل كلًا مما يلي:
1-يملك الإناث خطراً أعلى للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيدي أكثر من الرجال.
2-يزداد احتمال الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيدي بوجود سوابق إصابة ضمن العائلة (عوامل وراثية).
3-التعرض لبعض أنواع البكتيريا وخاصة التي تصيب اللثة.
4-سوابق الإصابة الفيروسية بفيروس إيبشتاين بار.
5-التدخين.
6-الإصابات المفصلية الرضية كالكسر وتمزق الأربطة والخلع المفصلي.

الوقاية من التهاب المفاصل المفاصل الروماتيدي

ينصح جميع الأطباء المرضى المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيدي بالقيام بمجموعة من الإجراءات التي تساهم في الوقاية من الإصابة بهذا المرض، تشمل أهم هذه الإجراءات:
• تجنب التدخين بشكل كامل، فهو يعتبر من أهم العوامل البيئية التي تساهم ببدء الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيدي.
• القيام بالتمارين الرياضية المنتظمة والمعتدلة، وتجنب الرياضات العنيفة المؤذية للمفصل.
• اتباع نظام حياة صحي والالتزام بقواعد النظافة العامة لتجنب الإصابة بالعدوى الفيروسية.
• اتباع نظام غذائي غني بالمواد المضادة للالتهاب مثل الأحماض الدهنية غير المشبعة الموجودة في سمك السلمون والتونا، والإكثار من الخضروات والفواكه الغنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة.
• تجنب الضغوط النفسية الشديدة أو العمل لساعات طويلة.

معالجة التهاب المفاصل الروماتيدي

لا يوجد علاج شافي للالتهاب المفاصل الرثياني، ولكن هناك العديد من الإجراءات والأدوية التي تساعد في ضبط المرض وعلاج الأعراض المزعجة والوقاية من حدوث المضاعفات الخطيرة، يجب أن يتم علاج التهاب المفاصل الروماتيدي تحت إشراف طبي، حيث يقوم الطبيب باتباع نهج واستراتيجية علاجية محددة ويتابع تتطور الحالة مع المريض ليقوم بالتعديلات على المناسبة على الخطة العلاجية في حال استمر ظهور الأعراض المزعجة.
تتضمن أهم استراتيجيات العلاج المتبعة:
1- البدء بعلاج المرحلة الحادة مع تقييم شهري لفعالية العلاج المتبع.
2-تغيير الدواء أو إضافة أدوية أخرى في حال عدم تحسن الأعراض واستمرار الحالة المرضية.
3-اللجوء إلى استخدام نظام علاجي متكامل يشمل إضافةً إلى الأدوية، على نظام غذائي وتمارين محددة ونظام حياة مريح وصحي.
4-العلاج الفيزيائي والأجهزة المساعدة.

مضاعفات التهاب المفاصل الروماتيدي

يمكن حدوث العديد من المضاعفات الخطيرة والمزمنة في حال الإصابة الشديدة بالتهاب المفاصل الروماتيدي، وتشمل أهم هذه المضاعفات:
• تخلخل العظام: يمكن أن يؤدي التهاب المفاصل الروماتيدي أو الأدوية المستخدمة في علاجه كالستيروئيدت القشرية إلى زيادة خطر تخلخل العظام وإصابتها بالكسور.
• متلازمة جوغرن (جفاف العين والفم): تحدث هذه المتلازمة بشكل شائع عند مرضى التهاب المفاصل الروماتيدي.
• أمراض الرئة وزيادة خطر الإصابة بذات الرئة الخلالية.
• فقر الدم المرافق للأمراض المزمنة.
• متلازمة النفق الرسغي: تحدث هذه المتلازمة نتيجة ضغط المفصل الملتهب على العصب الناصف مسبباً ألم وضعف بحركة اليد.
• اللمفوما: يزيد التهاب المفاصل الروماتيدي من خطر الإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية.
• العقيدات: غالبًا ما تتشكل هذه العقيدات على السطوح المفصلية الكثر تعرضًا للضغط كالمرفقين، لكن يمكن أن تتشكل في أي مكان بالجسم كالرئتين والقلب.
• الأمراض القلبية: وخاصة الإصابات الصمامية.
يمكن الوقاية من حدوث هذه المضاعفات بالالتزام بالخطة العلاجية حسب إرشادات الطبيب