تعتبر كيفية تقديم طلب الهجرة إلى هولندا عن طريق الإنترنت من الأمور التي يبحث عنها الكثير من الراغبين بالهجرة إلى هولندا. إذ تصنف هولندا بأنها من أكثر دول العالم تقدمًا، فهي تحتل المرتبة العاشرة عالميًا من حيث متوسط دخل الفرد. في حين يكون معدل الإنفاق فيها منخفضًا بالمقارنة مع باقي الدول. كما أن من يعيشون في هولندا يعملون وفق بيئةٍ نظيفةٍ متقدمةٍ على كافة الأصعدة، تحترم العامل وتضمن حقوقه. إضافةً إلى تمتعهم بمظلة الضمان الاجتماعي المتكاملة هناك. غير أن أكثر ما يميز هولندا هو طبيعتها الساحرة وطواحينها الهوائية التي طالما سلبت ألباب السياح حول العالم.

تقع هولندا شمال غرب قارة أوربا، وكلمة هولندا تعني الأراضي المنخفضة. حيث يقع نصف مساحتها البالغة واحدًا وأربعين ألفًا وخمسمائةٍ وثلاثةٍ وأربعين كيلو مترًا مربعًا تحت مستوى سطح البحر. بينما يقع النصف الآخر على ارتفاعٍ لا يتجاوز المتر فوق سطح البحر. وسواءً كنت عزيزي القارئ راغبًا بالسفر إلى هولندا بقصد السياحة أو العمل أو حتى تقديم طلبٍ للجوء، فستجد في مقالنا التالي معلوماتٍ دقيقةٍ عن إمكانية تقديم طلب الهجرة إلى هولندا عن طريق الإنترنت، إضافةً إلى معلوماتٍ عن اللجوء إلى هولندا باستخدام الأنترنت.

كيفية تقديم طلب الهجرة إلى هولندا عن طريق الإنترنت

يعتمد نظام الهجرة إلى هولندا على نظام الترشيح، وبعبارةٍ أدق على نظام عقود العمل. حيث لا تملك هولندا برامج هجرةٍ ونظام نقاطٍ مثل بعض الدول كأستراليا وكندا. أما عن تقديم طلب الهجرة إلى هولندا عن طريق الإنترنت، فهو غير ممكنٍ. إذ لا تتيح هولندا هذه الإمكانية في الوقت الحالي. لذا فإن كل ما تصادفه عزيزي القارئ عبر مواقع الإنترنت عن إمكانية الهجرة إلى هولندا بهذه الطريقة ما هو إلا نوع من أنواع الاحتيال يلجأ إليه المخادعون المتخصصون في هذا المجال متاجرين بمعاناة المهاجرين. كما يمكن أن يكون أحيانًا ناتجًا عن الفهم الخاطئ لطرق الهجرة إلى هولندا. حيث تتطلب بعض طرق الهجرة ضرورة التواصل مع جهة العمل في هولندا باستخدام شبكة الإنترنت للحصول على عملٍ هناك. كذلك فإن بعض طرق اللجوء تتضمن تسجيل الشخص في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR عبر الإنترنت بحيث يدرس يطلبه ويعاد توطينه.

هل يمكن تقديم طلب اللجوء إلى هولندا عن طريق الإنترنت

تتيح بعض الدول كالولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وكندا للراغبين بتقديم طلبات اللجوء إليهم إمكانية تقديم طلباتهم عن طريق الإنترنت. في حين لا ترى هولندا كمعظم دول الاتحاد الأوربي هذه الطريقة مناسبةً لقبول اللاجئين، وذلك حسب اتفاقية اللاجئين المقرة من قبل دول الاتحاد الأوروبي عام 1951. حيث تشترط هذه الاتفاقية ضرورة وجود طالب اللجوء ضمن حدود الدولة التي يطلب اللجوء إليها، ثم توجهه إلى أحد مكاتب اللجوء المتخصصة مصطحبًا معه مجموعةً من الأوراق والثبوتيات المطلوبة، بغض النظر عن نوع اللجوء إنسانيًا كان، أم سياسيًا. كما يمكن أن تقبل هولندا اللاجئين الذين ترشحهم لها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وتعمل على إعادة توطينهم في أراضيها وفق أنظمةٍ محددةٍ وبرامجٍ متفقٍ عليها مع الهيئة العامة للأمم المتحدة.

اللجوء إلى هولندا من خلال التسجيل في مفوضية اللاجئين عن طريق الأنترنت

أتاحت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة للراغبين بتقديم طلبات اللجوء عن طريقها إمكانية التواصل معها عبر البريد الإلكتروني [email protected]، إضافةً إلى الأرقام الهاتفية المتوافقة مع البلدان بحسب أماكن تواجد مقراتها. حيث تعمل المفوضية باستخدام وسائل التواصل هذه على أخذ بياناتك، ثم توجهها إلى اللجنة المختصة بدراسة طلبات اللجوء في أسرعٍ وقتٍ ممكنٍ. إلا أنه قد يكون هناك فترة انتظارٍ قبل أن ترسل إليك المفوضية الرد، والذي يكون إما عبر بريدك الإلكتروني، أو عن طريق رسالةٍ نصيةٍ إلى رقم جوالك. فإذا كان الرد إيجابيًا، فستحوي الرسالة على موعد إجراء مقابلة التسجيل. وفي الحالة الأخرى تبلغك المفوضية بأنه لا يمكن مساعدتك في الوقت الراهن.
تدرك المفوضية أن المعلومات المقدمة إليها من طالبي اللجوء هي معلومات حساسة للغاية، لذا فهي تتعامل معها بمنتهى السرية، ولا تشاركها مع أي طرفٍ أو جهةٍ حتى ولو كان واحدًا من أفراد العائلة بدون موافقةٍ مسبقةٍ من مقدم الطلب. كما لا بد من الانتباه إلى أن تزويد المفوضية بمعلوماتٍ خاطئةٍ عن الوضع القانوني والمعيشي سيؤثر سلبًا على الطلب، وقد يؤدي إلى إيقاف عملية التسجيل.

ومن الجدير بالذكر أنه لا يمكن لطالب اللجوء بهذه الطريقة اختيار بلد اللجوء، إنما تعمل المفوضية على توزيع اللاجئين على الدول بحسب حصصهم المتفق عليها. لذا فإن اللجوء إلى هولندا بهذه الطريقة قد يكون صعبًا للغاية.

أسهل طرق للهجرة إلى هولندا

يمكن لمن يرغب بالهجرة إلى هولندا اختيار الطريقة التي يراها مناسبةً له، إذ أن هناك العديد من طرق الهجرة إلى هولندا نذكر منها:

  • الهجرة من أجل العمل.
  • الهجرة من أجل الدراسة ومتابعة التحصيل العملي.
  • هجرة رجال الأعمال وأصحاب الاستثمارات.
  • هجرة بقصد السياحة.
  • هجرة عن طريق الزواج من شابٍ/امرأةٍ هولنديةٍ.

ويتوجب على الراغب بالهجرة إلى هولندا تحضير الثبوتيات والأوراق اللازمة، ثم تقديمها إلى السفارة الهولندية في بلده مع دفع رسوم التأشيرة. حيث ينتظر بعدها فترةً من الزمن لدراسة طلبه، ويأتي الرد إما بالموافقة والتوجيه لاستكمال الإجراءات، أو بالرفض مع بيان السبب.

إيجابيات وسلبيات الهجرة إلى هولندا

توفر هولندا لعمالها بيئة عمل تحترم القانون، وتضمن حقوقهم، ومن أهم المزايا التي يحصل عليها المهاجرين إلى هولندا:

  • توافر فرص عملٍ كثيرةٍ وخصوصًا لأصحاب المهارات.
  • نظام ضمانٍ اجتماعيٍ قويٍ ومميزٍ.
  • معدل الأجور مرتفع مقارنةً مع الإنفاق، وخصوصًا لمن يعمل بنظام دوامٍ كاملٍ.
  • إمكانية الدراسة في الجامعات الهولندية والتي تصنف من أفضل الجامعات على مستوى عالم.
  • تفوق هولندا في المجالات الطبية، حيث تملك أفضل المستشفيات المدعمة بأفضل الكوادر الطبية عالميًا.
  • توافر وسائل مواصلاتٍ حديثةٍ ومتطورةٍ، وبنيةٍ تحتيةٍ متقدمةٍ، مما يجعل الحياة في هولندا مميزةً جدًا.
  • التمتع بالطبيعة الساحرة والتعرف على الثقافة والتاريخ الهولندي العريق.
  • إمكانية التقدم بطلب للحصول على الجنسية الهولندية بعد الإقامة فيها لمدة خمس سنواتٍ. إذ يعتبر جواز السفر الهولندي من أقوى الجوازات في العالم.

أما عن سلبيات الهجرة إلى هولندا فيمكن تلخيصها بما يلي:

  • صعوبة اللغة الهولندية.
  • الضرائب المرتفعة.
  • صعوبة الحصول على شقةٍ للسكن.
  • الطقس غير المستقر.

وعلى الرغم من أن القانون الهولندي يحارب العنصرية، إلا أن المجتمع الهولندي للأسف ما زال يعاني بعض السمات العنصرية الخفية، والتي قد تلاحظها في مقابلات العمل، أو في المناقشات الشخصية.