العيون هي المرآة الصافية التي تعكس أحوالنا ومشاعرنا، فتلمع فرحًا عند رؤية من نحب وتذرف الدموع عندالألم . وقد كانت العيون موضعًا للغزل عند الشعراء العرب ولا تزال إلى يومنا هذا، وذلك لما لها من سحر خاص وتميز عند كل فرد فينا. نستيقظ كل صباح لنبدأ يومنا بنشاط ونواجه مسؤولياتنا ليغدو جسدنا درعًا في وجه مشاغلنا ويحقق لنا مهامنا الصعبة ولذلك من واجبنا حماية هذا الجسد والاعتناء به فهو من أعظم نعم الخالق علينا. يهتم الكثيرون بإطلالتهم وإشراقة وجههم لأنها تعكس ما في داخلهم من طاقة إيجابية تؤثر عليهم وعلى من حولهم ولذلك سنتعرف اليوم على أهم ما يمكن أن يفسد هذه الإشراقة ويخفف من طاقتها. سنتعلم في مقالنا هذا طرق التخلص من السواد تحت العينين باعتباره يشكل إزعاجًا للكثيرين لما له من أثر على نضارة الوجه وجمال العيون.

أسباب الهالات السوداء

يلعب اكتشاف أسباب أي حالة طبية دورًا مهمًّا في انتقاء العلاج المناسب لها والذي يبدي الفعالية الأفضل. مما ينعكس إيجابًا على هذه الحالة ويمنع تفاقهما. لذلك سنستعرض أهم أسباب السواد تحت العينين ( أو الهالات السوداء) حتى نتمكن من فهم هذه الحالة بشكل أدق مما يساعدنا على التخلص منها.

تعد الأسباب التالية أهم أسباب ظهور السواد تحت العينين:

  • عدم الحصول على الوقت الكافي والمناسب من النوم.
  • الحروق الشمسية بسبب التعرض بشكل مباشر ولفترات طويلة لأشعة الشمس دون استخدام الواقيات الشمسية.
  • البشرة الجافة والمتعبة.
  • بعض المواد الموجودة في المستحضرات التجميلية التي يمكن أن يكون لها تأثير مخرش للبشرة.

يجب التنويه إلى أن البشرة المحيطة بالعينين رقيقة بسبب افتقارها للطبقة الدهنية. وبذلك تكون حساسة بشدة وتمتص المواد المدهونة عليها بسرعة.

طرق التخلص من السواد تحت العينين

يمكن التخلص من السواد تحت العينين بمعاكسة السبب الذي يؤدي إلى ظهوره، وذلك باتباع عادات بسيطة تحافظ على صحة البشرة أهمها:

  • الحصول على الوقت الكافي من النوم ليلًا وعدم السهر لفترات طويلة.
  • العناية بترطيب البشرة باستخدام الكريمات المرطبة الليلية التي تغذي البشرة.
  • استخدام الكريمات الواقية الشمسية بطريقة مناسبة لحماية البشرة من الحروق الشمسية.
  • استخدام النظارات الشمسية عند الخروج من المنزل لتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس.
  • اختيار المستحضرات التجميلية التي تناسب نوع البشرة والابتعاد عن المستحضرات المغشوشة.
  • إزالة مستحضرات التجميل عن الوجه وخاصة عن منطقة حول العين بطريقة مناسبة.
  • استخدام كمادات الشاي حول العينين وذلك من خلال نقع ظرف شاي في الماء الساخن وتركه ليبرد. ثم وضع الظرف تحت العين لمدة 15 إلى 20 دقيقة ويغسل الوجه بعدها وذلك لتخفيف توسع الأوعية الدموية تحت العين.
  • شرب كمية مناسبة من الماء لا تقل عن ليتر ونصف يوميًا.
  • تتوفر بعض المستحضرات في الصيدليات مثل المستحضرات الحاوية على فيتامين سي كونه مضاد اكسدة فعال.
  • مستحضرات تقشير البشرة ككريمات الهيدروكينون ولكن يمكن أن تؤدي إلى تهيج وجفاف البشرة خاصة البشرة حول العين الحساسة.
  • حمض الهيالورونيك الذي يجدد خلايا البشرة ويساعد على إعادة نضارتها.

العلاج بالليزر

يعد الليزر حلًا فعالًا لإزالة السواد تحت العينين في حال لم تنفع العلاجات السابقة بذلك. تستخدم أجهزة الليزر آليتين للتخلص من السواد تحت العين وذلك إما بتدمير الطبقة التي يترسب بها الميلانين في البشرة أو تحفيز إعادة تشكل خلايا البشرة.

يحتاج استخدام أجهزة الليزر إلى خبرة ودقة ويستحسن استشارة طبيب قبل البدء بالمعالجة. تظهر بعض التأثيرات غير المرغوب فيها بعد العلاج بالليزر منها ما يكون مؤقت وعكوس كالاحمرار والحكة والتهيج، ومنها ما يكون أصعب كظهور التصبغات الجلدية (بقع غامقة على الجلد) أو اختلاف اللون بين مناطق البشرة وذلك بسبب التفتيح الزائد الذي يمكن أن يسببه الليزر.

كيفية الحفاظ على إشراقة الوجه

الحفاظ على إشراقة الوجه أمر بسيط على عكس ما يظنه أغلب الناس، لكنه يتطلب اكتساب عادات صحية وجعلها سلوكًا يوميًا، أهم هذه العادات هو النوم المناسب والتغذية المناسبة التي تتضمن الماء والطعام.

ينصح بالإكثار من تناول الفواكه والخضراوات لمحتواها العالي من المياه ومضادات الأكسدة مما يساعد في الحفاظ على صحة البشرة. كما أن العناية ببشرة الوجه لا تتطلب هدر الأموال لشراء كميات ضخمة من المستحضرات غالية الثمن، وإنما تتطلب انتقاء ما يناسب نوعية البشرة منها، والحرص على عدم تعريض البشرة للجهد والظروف القاسية.

أهمية العناية الشخصية

العناية الشخصية لا تتضمن فقط العناية بالمظهر وإنما العناية الشاملة بصحة الجسم، مما يعود على الشخص بكثير من الفوائد حاضرًا ومستقبلًا، فكلما اعتنينا بأنفسنا كلما واجهنا ظروف الحياة بسهولة أكثر وطاقة إيجابية أكبر، ووفرنا على أنفسنا عناء شيخوخة هذا الجسد وأرحناه من التعب والأمراض مما ينعكس معنويًا وماديًا علينا فلا نضطر لقضاء الوقت الطويل في دور الرعاية الصحية وصرف المزيد من الأموال.

الحياة الصحية وفوائدها للبشرة

اتباع سلوب حياة صحي يحافظ على مختلف وظائف الجسم الحيوية ومنها البشرة باعتبارها الطبقة الأولى من الجلد وبذلك هي الأكثر تعرضًا للعوامل الخارجية. سنذكر أهم العادات الصحية التي يجب اكتسابها للمحافظة على صحتنا:

  • النوم باكرًا لمدة 8 ساعات يوميًا وتجنب السهر قدر الإمكان.
  • ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا وينصح بممارسة الرياضة معتدلة الشدة أو المشي يوميًا.
  • الابتعاد عن التدخين والتقليل من الكحول والمنبهات الحاوية على الكافئين.
  • الحفاظ على غذاء متوازن وتجنب الأطعمة السريعة والمعلبة والمشروبات المحلاة.
  • التخلص من الوزن الزائد والمحافظة على الوزن المناسب.
  • الحرص على شرب المياه الصافية بكميات مناسبة يوميًا.
  • الابتعاد عن التوتر والإجهاد النفسي لما له من آثار سلبية على الصحة.

الحفاظ على حياة صحية يرسم لنا مستقبلًا مليئًا بالاستقرار والسعادة مما ينعكس إيجابًا على جمالنا الداخلي والخارجي، بالإضافة إلى أن جسدنا أمانة من الله تعالى وعلينا حفظه من كل ما يؤذيه، وكلما حافظنا على صحتنا كلما حافظنا على حياة سعيدة!