خلق الله تعالى جسد الإنسان وأعطاه كل ما يلزمه ويحميه ليواجه مصاعب الحياة، فأعطاه القلب الذي يضخ الدم حياةً في الشرايين.كما منحه الأطراف الأربعة التي تساعده ليتحرك بكل حرية وقوة، ووهبه الرئتين لتعجّان بالهواء الذي يحيي كل جزء من هذا الجسد.

تعتبر الكلى واحدةً من أعظم نعم الله تعالى التي مد بها هذا الجسد لتقوم بتنقية الدم والحفاظ على استقراره.سنتعرف في مقالنا هذا على أسباب تكلس الكلى وطرق علاجه كي نفهم سويةً كيف نحافظ على صحة وعمل هذا العضو المهم بأحسن صورة.

أسباب تكلس الكلى

يعد تكلس الكلى من أكثر المشاكل الشائعة التي تصيب أعدادًا كبيرةً من الأشخاص من مختلف الأعراق والأجناس. تعزى هذه المشكلة لعدة أسباب وأهمها فرط كالسيوم البول الذي يمكن أن يكون مجهول السبب أو يكون ثانويًا لأمراض أخرى.

يمكن أن يلاحظ فرط كالسيوم البول عند وجود فرط كالسيوم الدم أو حتى بوجود مستويات طبيعية للكالسيوم في الدم. من أهم الأمراض التي تسبب فرط كالسيوم البول:

  • فرط نشاط الغدة الدرقية.
  • فرط نشاط جارات الدرق.
  • ارتفاع فيتامين د في الدم.
  • بعض الأورام السرطانية.
  • بعض المعالجات الدوائية كالمدرات.
  • تنخرات دهنية تحت الجلد.
  • الإصابة بالسل.
  • أسباب متعلقة بنمط الحياة كقلة النشاط البدني وقلة شرب المياه.

تكلس الكلى وطرق علاجه

يعرف تكلس الكلى بأنه ترسب أملاح الكالسيوم على شكل حصيات موضعة ضمن أي جزء في الكلى كما يمكن أن تكون منتشرة في كل أجزاء الكلى. تختلف طرق العلاج باختلاف مسببات الحالة ودرجتها، حيث يلجأ الأطباء في الحالات الخفيفة إلى العلاجات غير الدوائية، كتعديل نمط الحياة الكسول.

وذلك بتشجيع المريض على ممارسة الرياضة وخاصةً المشي بالإضافة إلى أهمية شرب المياه بكميات مناسبة وينصح بالمياه المفلترة للتقليل من تجمع الكالسيوم في الكلى. كما ينصح بعض الأطباء باتباع حمية غذائية مناسبة كالحميات منخفضة الملح وينصح بعض أخصائيو التغذية بحمية منخفضة البروتين الحيواني.

في الحالات المتوسطة والشديدة يلجأ الأطباء للمعالجة الدوائية وفي بعض الأحيان يكون التدخل الجراحي ضروريًا. وذلك في حال تشكل الحصيات كبيرة الحجم نسبيًّا وتستخدم في هذه الحالة تقنية المنظار في أغلب الأحيان. كما تستخدم المدرات من فئة التيازيد كخيار علاجي في حالات تكلس الكلى بسبب أثرها الخافض للكالسيوم في البول.

تشخيص تكلس الكلى

تستخدم عدة تقنيات لتشخيص تكلس الكلى وذلك بعد أخد القصة المرضية بشكل مناسب والسؤال عن الأعراض التي تحدث مع المريض.تستخدم تقنية التصوير بالأمواج فوق الصوتية (المعروفة بالايكو)

لتحري ترسبات الكالسيوم في الكلية وتحديد مدى الضرر وطريقة العلاج الأنسب. كما يمكن استخدام تقنية التصوير المقطعي المحوسب للكشف عن ترسبات الكالسيوم في الكلى.

مخاطر تكلس الكلى

على الرغم من كون مشكلة تكلس الكلى مشكلة صحية شائعة وبسيطة إلّا أن إهمالها قد يؤدي إلى نتائج سلبية على صحة المريض كما يمكن أن تؤثر في نوعية حياة المريض.يمكن لترسبات الكالسيوم في الكلى أن تشكل حصيات كلوية

والتي بدورها قد تحمل خطرًا على صحة وعمل الكلى الطبيعيين بالإضافة إلى أنها يمكن أن تسبب ألماً حادًّا للمريض كنتيجة لتحرك هذه الحصيات والأثر المخرش المحدث بهذه الحركة.

نوبة القولنج الكلوي

تعرف نوبة القولنج الكلوي شعبيًا بنوبة الحصى والتي تكون حالة من الألم الحاد تصيب المريض في الجهاز البولى من الكلى إلى الحالب. حيث يحاول الجسم التخلص من الحصيات المتشكلة بدفعها إلى الخارج عن طريق البول وهذا ما يسبب الشعور بالألم الحاد نتيجة تقلص عضلات الجهاز البولي.

يمكن أن تتشكل الحصيات في الكلية نتيجة ترسبات الكالسيوم كما ذكرنا ويمكن أن تتشكل لأسباب أخرى، وتكون هذه الحصيات حبيبات صغيرة في البداية وتتطور مع الوقت لتصبح كبيرة الحجم ويمكن أن تسبب أذيات كلوية خطيرة.

يمكن وصف أعراض نوبة القولنج الكلوي كالتالي:

  • ألم حاد في أسفل الظهر وينتشر إلى الجانبين عند الكلى.
  • صعوبة بالتبول مع شعور بالألم والحرقة.
  • يمكن أن ترتفع حرارة الجسم في حال وجود عدوى مرافقة.
  • وجود دم في البول وقد لا يرى بالعين المجردة.
  • الغثيان والإقياء ولكن بشكل نادر.

تستخدم عادة لتدبير نوبة القولنج الكلوي مسكنات الألم كمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (الايبوبروفن والديكلوفيناك) كما تستخدم مضادات التشنج بشكل شائع وذلك لتخفيف حدة الألم.

يمنع المريض خلال النوبة من الحركة وتناول الطعام والشراب ويجب أن يلتزم بالراحة مع الأدوية الموصوفة لإيقاف النوبة، أما في حالات الحصيات خارج النوبة يجب على المريض ممارسة الرياضة والإكثار من شرب المياه

لمساعدة الجسم على التخلص من الحصيات كما يمكن في بعض الأحيان اللجوء إلى تفتييت الحصيات طبيًا وذلك باستخدام الأمواج فوق الصوتية أو وسائل أخرى.

يمكن للجميع الحفاظ على صحتهم بما فيها صحة الكلى من خلال الاعتماد على أساليب الحياة الصحية التي تدعم وظائف الجسم الطبيعية وتقلل من عوامل الخطورة لجميع الأمراض، بالإضافة

إلى ضرورة طلب المساعدة الطبية باكرًا في حال ظهور أي أعراض مرضية وذلك لان الكشف المبكر عن الأمراض يساعد على الشفاء وبالتالي حماية الجسم من الأذى.