خلق الله الإنسان في أحسن تقويم وجعله مكونًا من لحم وعظم وأوجد في عروقه دمًا وكساه جلدًا ليكون الدرع الذي يمكّنه من التكيف مع البيئات التي يعيش فيها ويحميه من المخاطر الخارجية كالحشرات الضارة وأشعة الشمس غير المرئية وجعله أيضا مرآةً تدلّ على أعراض الأمراض التي تصيبه.

فهل تساءلت يومًا عن الأمراض الجلدية الأكثر شيوعًا وما علاقتها مع الطقس؟ وهل راودك الفضول للمعرفة عن الأمراض الجلدية الأكثر شيوعًا في الصيف؟

إليكم في هذه المقال أجوبةً شافيةً على هذه الأسئلة ومعلومات مقتضبة ومفيدة قد تحميكم من الكثير من المخلوقات الضارة المخفية.

ما هي الأمراض الجلدية الأكثر شيوعًا في الصيف

تختلف الأمراض التي تصيب الجلد في الصيف بحسب مكان العيش ودرجة حرارته وطبيعة الجسم ولونه وقدراته المناعية ومنها:

الطفح الجلدي

تسببه الزيادة في درجات الحرارة والتعرق في الثنايا الجلدية كالإبطين وهو رد فعل مناعي يظهره الجسم على شكل تقبّب بلون أحمر ذو سماكة صغيرة لعزل الأنسجة المجاورة من الإصابة، ويمكن أن يحدث بسبب انسداد قنوات الغدد المفرزة للعرق فلا يخرج العرق من الجسم ويتسبب في التهاب النسج المجاورة لمكان خروجه، وهنا يجب عليكم اتباع ما يلي:

  • تجفيف أماكن ظهور الطفح الجلدي جيدًا بعد غسلها بالماء الدافئ وتجنب فركها، واستخدام المستحضرات الدوائية التي تقضي عليها.
  • ارتداء الملابس القطنية الواسعة التي تخفف الاحتكاك مع الجلد كي يتمكن من عملية التبادل الحراري مع الجو الخارجي.
  • الاعتناء بالنظافة الشخصية وتجنب المناطق ذات الحرارة المرتفعة.
  • الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بفيتامين سي الذي يسهم في تقليل إفراز الهيستامين في الجسم ويقضي على العوامل المؤكسدة.

الإصابة بحمو النيل

يملك هذا المرض نفس الأسباب التي تسبب الطفح الجلدي وهو نوع من أنواعه ولكن يظهر بشكل حبوب صغيرة ذات لون أحمر وقد تحدث فيه حكة ليلية أحيانًا، فلا يجب عليك إهمال هذا المرض لأنه قد يتحول إلى التهاب جلدي وعليك الالتزام بالتالي:

  • ارتداء الملابس الفضفاضة والمريحة التي تخفف من التعرق، كذلك الابتعاد عن المناطق ذات درجات الحرارة المرتفعة.
  • المواظبة على الاستحمام بالماء البارد من أجل ترطيب الجلد وتهوية المنزل جيدًا.
  • الالتزام بتوصيات الطبيب وما يصفه من كريمات ومضادات حيوية قبل أو بعد تحول المرض إلى التهاب جلدي.

الإصابة بالعدوى الجرثومية

تكثر فرص إصابة الجلد بالعدوى الجرثومية صيفًا بسبب الازدحام في المناطق السياحية والوسط الملائم الذي تؤمنه الرطوبة والتعرق الزائد في الجلد، وللوقاية من ذلك ينبغي معاكسة الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الخمج الجلدي مثل استخدام الأدوات الشخصية النظيفة والاعتناء بالنظافة العامة، وأيضًا الالتزام بتناول المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب في حال حدوث الخمج الجلدي.

الإصابة بالعدوى الفطرية

تعد التينيا الملونة من أشيع الفطور التي تصيب الجلد صيفًا، وتكثر الإصابة بها في المناطق التي تزداد فيها درجات الحرارة بشدة نتيجة التعرق الشديد، وتكون الإصابة على شكل بقع يختلف لونها بين الأبيض أو الوردي أو البني الفاتح، وهنا ينصح بارتداء الملابس القطنية التي تمتصّ العرق والاستحمام بعد الخروج من المسابح لتجنب الإصابة بالتينيا الفخذية التي تكثر في مياه المسابح المعقمة بالكلور.

الإصابة بالدمامل العرقية

لا يشكّل التعرق والطقس الصيفي خطرًا على الجلد وحسب، وإنّما قد يطال الخطر ملحقات الجلد كإصابة بصيلات الشعر وما حولها بالتهابات حادّة بسبب استغلال البكتيريا البيئة الملائمة لنموها وغزوها هذه النسج مشكّلةً ما يسمّى بالدمامل العرقية.

تصبغ البشرة وحروق الجلد

يعتبر التعرض المستمر لأشعة الشمس صيفًا من المسببات الرئيسية لتصبغ الجلد وحروقه، فهو يؤدي إلى الحروق الجلدية التي يمكنك تجنب الإصابة بها وفق نصائح التالية:

  • اللجوء إلى الأماكن المظللة خلال النهار بين السعة العاشرة صباحًا إلى الساعة الرابعة بعد الظهر، حيث تكون أشعة الشمس خلال هذه الفترة ضارّةً للغاية.
  • تطبيق الواقي الشمسي على البشرة كل 4 ساعات وفق الدرجة التي تناسب لون البشرة وذلك بحسب تعليمات الطبيب المختص.

الكلف والنمش

لا بدّ أن أكثر ما يقلق النساء صيفًا هما هذان المرضان لأنّهنّ أكثر الفئات التي تصاب به، فالكلف هو تصبغ جلدي قاتم ينتشر في المناطق المعرضة للشمس كالوجه، أما النمش فهو بقع من تصبغ الجلد التي تنتشر بأشكال وأحجام مختلفة وخاصّةً عند ذوي البشرة الفاتحة. بالرغم من اعتباره من العلامات الجمالية عند البعض إليك توصيات الوقاية منه وعلاجه:

  • تطبيق الواقي الشمسي قبل التعرض لأشعة الشمس بنصف ساعة تقريبًا.
  • تجنّب أشعة الشمس في أوقات الذروة.
  • تطبيق الكريمات الموصوفة من قبل الطبي المختص التي تساعد في علاجها.

وبهذا نجد أن الوقاية من الأمراض الجلدية باتباع العادات الصحية هي الوسيلة الذهبية لتجنب الإصابة بالأمراض الجلدية فكما يقال: “الوقاية خير من قنطار علاج”.