الأمراض الجلدية عديدة ومتنوعة الأشكال والأسباب، وأحد هذه الأمراض هو مرض النخالة أو النخالية الوردية. فما سبب هذا المرض وكيف يمكن علاجه. سنتعرف معًا في مقال اليوم على أجوبة هذه الأسئلة. ولنفهم كل ما يتعلق بمرض النخالية الوردية، سنتعرف أولًا على عدة تفاصيل تتعلق بالجلد باعتبار النخالية الوردية مرض جلدي يبحث الكثير من الناس عن أسبابه وطرق علاجه.

ما هو الجلد

الجلد أكبر أعضاء الجسم، وهو خط الدفاع الأول الذي يحمي الجسم من البيئة المحيطة والعوامل الخارجية. لذلك من المهم جدًا الحفاظ على صحة الجلد والعناية بها، سواءً من خلال الغذاء المتوازن أو الترطيب الكافي. أو بالابتعاد عن جميع العوامل الممرضة التي يمكن أن تكون جراثيم أو فيروسات أو فطريات. أو حتى عوامل محسسة تثير رد فعل عنيف من قبل جهاز المناعة ويظهر رد الفعل هذا على الجلد في كثير من الأحيان على هيئة طفح جلدي.

يتألف الجلد من ثلاث طبقات وهي البشرة والأدمة والطبقة الدهنية والتي تسمى الطبقة تحت الجلد. وتختلف هذه الطبقات في تركيبها ووظائفها لتؤدي مجتمعةً وظائف الجلد المتنوعة وأهم هذه الوظائف:

  • حماية الجسم من الوسط الخارجي وكل ما يمكن أن يتعرض له من إصابات.
  • الحفاظ على توازن الماء والشوارد في الجسم.
  • تنظيم درجة حرارة الجسم.
  • يشارك الجلد في تركيب مادة مهمة للجسم وهي فيتامين د.
  • للجلد دور إطراحي حيث يخلص الجسم من بعض الفضلات من خلال التعرق.

ما هو مرض النخالية الوردية وما أسبابه

النخالية الوردية أو pityriasis rosea وهي أحد اضطرابات الجلد التقشريّة والتي تؤدي إلى ظهور بعض الأعراض. ويتجلى ذلك ببقع جلدية تتقشر وتكون بلون وردي أو مسمر وتسبب هذه البقع الحكة. لم يتم تحديد سبب الإصابة بهذا المرض إلى يومنا هذا بشكل دقيق. ولكن يفسر معظم الأطباء ظهور المرض بوجود عدوى فيروسية. ومع ذلك لم يتبين أن المريض يمكن أن ينقل العدوى هذه لأشخاص آخرين مسببًا لهم الإصابة بالنخالية الوردية.

يتهم فيروس الهربس البشري Human herpesvirus النوع السادس والسابع كجزء من مسببات المرض. يشيع ظهور المرض عند الإناث بين سنّي العاشرة والخامسة والثلاثين. وتتعرض النساء الحوامل اللواتي يصبن بالنخالية الوردية إلى خطر ولادة جنين ميت أو خديج. ويترفع ذلك الخطر في حال وقعت الإصابة خلال أول 15 أسبوع من الحمل بشكل خاص. تختفي هذه الحالة بشكل تلقائي بعد عدة أسابيع، في حين أنها يمكن أن تستمر لعدة أشهر أحيانًا.

كيف يظهر المرض وما هي أعراضه

يتميز مرض النخالية الوردية بظهور بقعة دائرية أو بيضاوية على الجلد وتكون وردية اللون أو بلون داكن، ولا يكون هذا التلون واضحًا عند ذوي البشرة الداكنة. تكون أبعاد هذه البقعة بين 2 و10 سنتيمتر وعادةً ما تظهر على الجذع. ويطلق عليها  عدة أسماء طبية منها البقعة الأم أو اللطخة النذيرة أو بقعة الطليعة herald patch.

يمكن أن يكون ظهور هذه البقعة غير مسبق بأي أعراض مرضية، ولكن قد يترافق بشعور إنهاك وتوعّك غير واضح عند المريض أو قد يحدث فقدان شهية وصداع غير ملحوظين، وفي بعض الحالات قد يحصل ألم في المفاصل وتعب قبل ظهور البقعة عند المريض.

تكون بقعة الطليعة مرتفعة وحرشفية، ويلي ظهورها بعدة أيام أو أسبوع ظهور بقع صغيرة حرشفية في المنطقة المحيطة بها، لتأخذ هذه البقع شكل شجرة صنوبر متفرعة على الجذع. يشيع ظهور هذه البقع على امتداد العمود الفقري، أما بالنسبة للأطفال فغالبًا ما تبدأ هذه البقع بالظهور في المنطقة الأربية أو الإبطين وتنتشر نحو الخارج. تكون هذه البقع مسببة للحكة عند غالبية المرضى، ويمكن أن تصبح هذه الحكة شديدة عند البعض.

التشخيص والمعالجة

يعتمد غالبية الأطباء على ظهور بقع الطليعة في التشخيص، ويساعد مظهر الطفح وتتالي ظهوره في ذلك. لا يحتاج الطفح عادةً إلى أي معالجة نوعية كونه يختفي من تلقاء نفسه خلال عدة أسابيع في معظم الأحيان. أما بالنسبة للحكة فتوصف مضادات الهيستامين الفموية والموضعية لتخفيفها، كما يساعد التعرض لضوء الشمس الطبيعي كان أو الاصطناعي على التخلص من الحكة.

تستخدم الستيروئيدات القشرية الموضعية كشوط علاجي قصير لتخفيف الحكة الشديدة، وفي حالات نادرة تستخدم الستيروئيدات القشرية الجهازية الفموية، وذلك لتخفيف الحكة الشديدة جدًا. يوصف الأسيكلوفير للمريضات الحوامل في حالات معينة، ولكن قد لا يساعد ذلك في تخفيف مخاطر ولادة جنين خديج أو ميت.

هل النخالية الوردية والنخالية المبرقشة نفس المرض

يظن البعض أن النخالية الوردية والنخالية المبرقشة هما اسمان لمرض واحد، وهو اعتقاد خاطئ حيث أنهما مرضان جلديان مختلفان. حيث تنجم النخالية الوردية عن عدوى فيروسية تسبب ظهور بقع حرشفية على الجذع كما ذكرنا سابقًا. في حين ينجم مرض النخالية المبرقشة أو السعفة المبرقشة والذي يدعى tinea versicolor عن عدوى فطرية تصيب الطبقة العليا من الجلد مما يسبب ظهور بقع تكون متغيرة اللون وقد تظهر على الجذع أو العنق أو على الوجه في بعض الأحيان، وتكون هذه البقع متقشرة بينة أو سمراء أو بيضاء بحسب لون بشرة المريض، كما يمكن أن تندمج هذه البقع سويةً لتشكل بقعة واحدة كبيرة.

وكما يختلف مسبب وأعراض النخالية المبرقشة يختلف تشخيصها وعلاجها عن النخالية الوردية، حيث يعتمد التشخيص بالإضافة إلى مظهر الطفح على الكشاطة الجلدية أو التشخيص باستخدام ضوء وود في بعض الحالات. بينما يعتمد العلاج على مضادات الفطريات الموضعية أو الفموية بالإضافة إلى علاجات موضعية أخرى كاستخدام الشامبو الطبي الحاوي على سلفيد السلينيوم أو سلفور الصفصاف. يجب الانتباه إلى الوقاية من انتشار العدوى باعتبار النخالية المبرقشة حالة مرضية معدية.

في حال ظهور أي بقع أو بثور أو أي مظهر غريب على الجلد يجب المسارعة إلى استشارة الطبيب المختص وعدم إهمال أي حالة مرضية، لأن التشخيص الصحيح والمبكر لأي حالة سيوفر عليك العديد من المشاكل المستقبلية، كما يرفع فرصة الشفاء.