ما أسباب عسرة الهضم عند النساء؟ سؤال يخطر في بال الكثير من النساء. هذا صحيح وبالأخص بعد وجبة غذاء دسمة، ولعل أول سبب من أسباب عسر الهضم عند النساء يراود الذهن هو الإفراط في تناول الطعام، لكن يبدو أنه من المهم البحث عن مسببات أخرى. لاسيما بعد ملاحظتنا أن عسرة الهضم قد تحدث بشكل مبكر بعد البدء بتناول الطعام، وقبل الوصول إلى مرحلة التخمة حتى. عمومًا، هناك العديد من العوامل التي تسبب عسرة الهضم، ولكن عند الحديث عن أسباب عسرة الهضم عند النساء، فهناك جوانب أخرى ينبغي الإضاءة عليها نظرًا لأهميتها.

وعلى سبيل المثال غالبًا ما تصاب النساء الحوامل بعسر الهضم. فهو شائع جدًا من 27 أسبوعًا فصاعدًا. يمكن أن يكون سببه التغيرات الهرمونية وضغط الطفل المتنامي على المعدة. لذلك يجب استشارة الطبيب المختص، وتقييم الحالة، ومعرفة أسباب عسرة الهضم بدقة.

 من أجل تلقي العلاج الصحيح. مما يؤمن الراحة البدنية، والنفسية الضرورية للحامل. بالمقابل، هناك حالات من اضطراب الهضم لا تتطلب زيارة الطبيب. كما يمكن الاستدلال عليها بمجموعة من الأعراض، والتي تقودنا بدورها إلى العلاج المناسب لعسرة الهضم.

أسباب عسرة الهضم عند النساء

عسرة الهضم” (Dyspepsai) أو “اضطراب المعدة“. كما هو معروف عند البعض هو مصطلح طبي يعبر عن حالة من عدم الراحة في منطقة المعدة، بالإضافة إلى الشعور بالامتلاء، وألم في البطن. على الرغم من أن عسرة الهضم لا تعتبر مرضًا، لكن هناك بعض الحالات التي تكون فيها عسرة الهضم عرضًا مرافقًا لمرض ما في الجهاز الهضمي. مثل التهاب المعدة، والقرحة الهضمية، والإمساك، وسرطان المعدة، والتهاب البنكرياس، بالإضافة إلى الإقفار المعوي، وغيرها.

كما يمكن أن تسبب مجموعة متنوعة من الأمراض العضوية عسرة الهضم (مصطلح الأمراض العضوية يعني الأمراض التي تصيب أحد أعضاء الجسم). إلا أن معظم المرضى الذين يعانون من ألم شرسوفي يعانون أيضًا من عسرة الهضم.
غالبًا ما ترتبط عسرة الهضم بأسلوب الحياة، ونمط التغذية. إذ يعتبر النظام الغذائي، والمشروب، والدواء أيضًا من أهم أسباب عسرة الهضم. كما يمكن أن نشمل العوامل التالية كأسباب لاضطراب المعدة:

  • جرثومة الملوية البوابية.
  • تأخر في عملية إفراغ المعدة من الطعام، وذلك بسبب اضطراب في عمل المعدة.

أعراض عسرة الهضم

يعاني المصابون بعسرة الهضم من مجموعة من الأعراض. يمكن تلخيصها بما يلي:

  • الإحساس بالتخمة بعد البدء بتناول الطعام بوقت قصير، وقبل إنهاء الوجبة حتى.
  • حرقة في الجزء العلوي في البطن، إذ تقع المعدة في أعلى، ويسار البطن تحت الصدر، بالإضافة إلى شعور بانتفاخ، وألم في هذه المنطقة.
  • الرغبة بالتقيؤ، والشعور بالغثيان.

الوقاية من اضطراب الهضم

انطلاقًا من مبدأ درهم وقاية خير من قنطار علاج. يمكن الوقاية من عسر الهضم بالابتعاد عن العوامل المسببة لحدوثه، وذلك باتباع النصائح التالية:

  • الإقلال من الكافيين، والمشروبات الكحولية.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • الإقلال ما أمكن من الأطعمة الدسمة، والحارة.
  • الراحة النفسية.

متى يجب استشارة الطبيب

  • لا حاجة لاستشار الطبيب عندما تكون أعراض عسرة الهضم خفيفةً أو في حال استمرت لأيام قليلة فقط.
  • في حال استمرت أعراض عسرة الهضم لمدة تتجاوز الأسبوعين. يجب استشارة الطبيب.
  • هناك حالات تستوجب التدخل الطبي العاجل، وذلك عندما تكون عسرة الهضم مصحوبةً بآلام شديدة، وفقدان سريع في الوزن، فضلًا عن ضيق في التنفس، وتعب عام.

عسرة الهضم أثناء الحمل

تعتبر فترة الحمل فترةً مميزةً في حياة المرأة، وذلك من الناحية النفسية، والفيزيولوجية أيضًا. تطرأ الكثير من التغيرات على الجهاز الهضمي للمرأة أثناء فترة الحمل. يمكن أن نعزو مختلف التغيرات خلال الحمل إلى التغير في عمل جهاز الغدد الصم، وبالأخص الغدد المفرزة لهرمون “البروجسترون“. يزداد إفراز هذا الهرمون خلال الحمل. مما يسبب استرخاء العضلات الملساء في جدران المعدة، والأمعاء الدقيقة، والغليظة. الأمر الذي يؤدي بدوره إلى حدوث عسرة الهضم. نتيجةً لإبطاء عملية الهضم، والتي تتم بشكل أساسي في المعدة، والمعي الدقيق.

كما يمكن أن يكون لحجم الرحم الآخذ بالتطور تزامنًا مع نمو الجنين تأثير على الجهاز الهضمي عند الحامل. من خلال الضغط الذي يحدثه الرحم المتنامي على الأجزاء السفلية من جهاز الهضم، كالأمعاء الدقيقة. مسببًا بالتالي تباطؤًا في حركة الطعام، وإمساكًا، بالإضافة إلى عسرة الهضم.

متلازمة القولون العصبي وعسرة الهضم

متلازمة القولون العصبي” أو “متلازمة الأمعاء الهيوجة” (Irritable Bowel Syndrome) هي خلل وظيفي في عضو القولون (الأمعاء الغليظة) يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي. تتظاهر هذه الاضطرابات بأعراض تشمل انتفاخ البطن، وعسرة الهضم.

 

أسباب القولون العصبي

هناك العديد من العوامل المسببة للقولون العصبي، وسنأتي على ذكر العوامل الأكثر شيوعًا فيما يلي:

 

      • العامل النفسي : يعتبر العامل النفسي من أهم العوامل المؤثرة في القولون العصبي، فهو حساس للضغوط النفسية، كالغضب، والقلق، والتوتر، والاكتئاب.
      • بعض الأطعمة: هناك الكثير من الأطعمة التي تسبب تهيج القولون. يأتي على رأسها المشروبات الغازية، والتوابل، بالإضافة إلى الثوم والبصل النيء.
      • الفطور والبكتيريا: إن فرط نمو الفطور، والبكتيريا في الأمعاء من شأنه أن يسبب متلازمة القولون العصبي. مما يسبب للمريض ألمًا في البطن، ونفخةً، وعسرة الهضم أيضًا.

علاج القولون العصبي

تعتبر متلازمة الأمعاء الهيوجة من الأمراض المزمنة (الأمراض المزمنة هي الأمراض التي تستمر لفترة زمنية طويلة). لا يوجد دواء لعلاج هذه المتلازمة بشكل جذري. إنما يمكن تخفيف الأعراض بعد تشخيص اضطراب القولون العصبي، وتحديد العامل أو العوامل المسببة لحدوثه، وذلك بالطرق التالي:

      • الحمية الغذائية: إذ يجب الابتعاد عن أو التقليل من تناول مجموعة الأطعمة المسببة لتهيج القولون. بعد التأكد من حساسية قولون المريض لها.
      • مضادات الاكتئاب: من الممكن أن يكون لمضاد الاكتئاب ثلاثي الحلقات دور فعال في معالجة القولون العصبي. خاصةً عندما يعاني المريض من ضغوط نفسية شديدة.
      • الأدوية: هناك العديد من الأدوية التي تساعد في تخفيف أعراض القولون العصبي. مثل “دوغماتيل“، وأيضًا “ميبفرين” أو “دوسباتالين“.

 

نتمنى لكم في ختام مقالنا هذا دوام الصحة، والعافية، وحري بنا أن نذكر بأهمية الحفاظ على نظام غذائي صحي، ومتوازن. كي نقي أنفسنا من كثير من الاضطرابات، ولا تنسوا:”العقل السليم في الجسم السليم“!