تشكل مخاطر الرحم المقلوب أمرًا يجذب الأطباء لفتح أحاديث مطولة حول اعتقاداتهم وشكوكهم. ويمتلك هذا الحديث العديد من وجهات النظر. وكل واحدة منها تمتلك ما يكفي من الأدلة المقنعة لإثبات صدقها.

وبداية الأمر فإن حالة الرحم المقلوب من الحالات الطبية التي قد تعاني منها النساء خلقيًا. كما يعتبر انقلاب الرحم واحدًا من العيوب التي تصيب الرحم على درجات متفاوتة. فمن الممكن أن ينقلب الرحم ليبرز من خلال المهبل أو من خلال عنق الرحم وصولًا إلى المهبل. وبشكل عام ينقلب الرحم في هذه الحالة لينحني إلى الخلف بدلًا من انحنائه للأمام كالوضع الطبيعي. بالإضافة إلى ذلك فهذه الحالة لا تعد تهديدًا حقيقيًا على صحة المرأة أو الحمل إلا في حال تطورها في المستقبل. وتبعًا لذلك ينصح الأطباء بإجراء أحد العلاجات المتبعة للتخلص من هذه الحالة وإعادة الرحم إلى وضعه الطبيعي وتجنب الأضرار المحتملة.

فإن أثارت قضية المخاطر المحدقة بالرحم في حال انقلابه اهتمامك سيدتي. تابعي معنا رجاءً في هذا المقال. حيث سيسرنا تقديم المزيد عما قد يهمك حول مخاطر الرحم المقلوب.

معلومات عن الرحم المقلوب

في الحالة الطبيعية يكون الرحم مائلًا للأمام باتجاه المثانة. ونلاحظ تقعر نهايته الأمامية بشكل شبه واضح. أما في حالة الرحم المقلوب فيميل إلى الوراء باتجاه العمود الفقري. وتصيب هذه الحالة حوالي امرأة واحدة من بين كل خمسة نساء حول العالم. الأمر الذي يجعل نسبة الإصابة بالرحم المقلوب قرابة 20% عالميًا. ومن الجدير الذكر أن مقدار ميلان الرحم يختلف من حالة مرضية لأخرى. فهو ينقسم إلى ثلاث درجات متفاوتة الخطورة، والتي هي:

الدرجة الأولى من انقلاب الرحم

وتتميز هذه الدرجة من حالة الرحم المقلوب بكون الرحم يقف منتصبًا. وتكون هذه الاستقامة غير مناسبة مع وضعه الطبيعي الذي يميل فيه للأمام. الأمر الذي يزيد من تعرضه للضغط في معظم الأوقات. ورغم ذلك لا تعاني المصابة من أي ألم.

الدرجة الثانية من الرحم المقلوب

أما في هذه الحالة فيعود الرحم إلى الخلف بمقدار بسيط. وتتجلى الدرجة الثانية من انقلاب الرحم بترافقها مع آلام في داخل الرحم بالأخص خلال فترة الدورة الشهرية. بالإضافة إلى ذلك قد تعاني السيدة المصابة من عدم ارتياح في منطقة أسفل الظهر.

الدرجة الثالثة من الرحم المقلوب ومخاطرها

وتعد هذه الدرجة الأخطر والتي تتطلب جدية أكبر عند التعامل معها. حيث يتغير تموضع الرحم بشكل كلي، فيصبح متجهًا للخلف بشدة ثم ينثني على نفسه ليتحرك الجزء العلوي منه ويغدو مجاورًا لأسفل عنق الرحم. الأمر الذي يتطلب إجراء جراحة طارئة لإعادة الرحم إلى تموضعه الصحيح.

أسباب الرحم المقلوب

على الرغم من أن غالبية حالات الرحم المقلوب هي حالات خلقية. إلا أنه تتواجد أسباب أخرى قد تؤدي أيضًا إلى انقلاب الرحم. ونود أن نذكر منها:

  • الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة التي تدفع الرحم للالتصاق بالأعضاء المجاورة الأخرى ثم ينقلب.
  • كذلك قد تتواجد أورام ليفية غير سرطانية في الرحم والتي تحثه على الرجوع للخلف.
  • ومن الممكن أن تسبب حالات الحمل والولادة المتكررة تمددًا في أربطة الرحم فيؤدي ذلك إلى انقلاب الرحم.
  • بالإضافة إلى ذلك قد ينتج عن بعض الحالات التي يحصل فيها التهابًا في منطقة الحوض والأنسجة القريبة من الرحم انقلابًا للرحم.

أعراض الرحم المقلوب

غالبًا لا يترافق انقلاب الرحم بأعراض ظاهرة بالأخص في الدرجة الأولى منه. لكن تشعر المصابة بانقلاب الرحم بألم كبير في منطقة الحوض خلال فترة الدورة الشهرية. كذلك يشكل الرحم المقلوب مشكلة كبيرة عند استخدام السدادات القطنية. بالإضافة إلى ذلك قد تزداد الحاجة إلى التبول لدرجة يصعب التحكم فيها أحيانًا. كما تظهر أعراض واضحة للغاية خلال الثلث الأول من الحمل. وتتجلى بآلام مزعجة في الظهر مترافقة مع صعوبة بالغة في إفراغ المثانة.

مخاطر الرحم المقلوب على الحمل

تتجلى المخاوف المترافقة مع انقلاب الرحم حول تأثيره على قدرة المرأة على الحمل أو استمرار الحمل في حال حدوثه. لكن يؤكد الأطباء على انخفاض احتمالية تحقق هذه المخاوف.

تأثير انقلاب الرحم على الإخصاب

تنتشر العديد من الشائعات التي تدّعي أن انقلاب الرحم يؤدي للإصابة بالعقم. لكن حقيقة الأمر أنه لا يؤثر على قدرة المرأة على الحمل. إذ إن الوضع الجديد للرحم في درجاته الأولى لا يمنع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة من أجل تخصيبها. وهي لا تملك تأثيرًا خطيرًا إلا في حال ترافقها مع إصابات أخرى.

تأثير الرحم المقلوب على استمرار الحمل

كذلك الأمر تنتشر العديد من الأقاويل حول مقدرة الحمل على الاستمرار في حالة الرحم المقلوب. وفي الواقع لا تؤثر حالة انقلاب الرحم على قدرته للحفاظ على الحمل في معظم الحالات. لكن تجابه الأم الحامل العديد من المشاكل عندئذ. حيث تعاني الحامل من صعوبة في التبول ناتجة عن ازدياد في الضغط على المثانة. كما تزداد صعوبة رؤية الرحم والجنين بوساطة الموجات فوق الصوتية بالأخص خلال الثلث الأول من الحمل. ولحسن الحظ قد يعود الرحم إلى حاله الطبيعي نتيجة التقلصات الحاصلة أثناء الحمل. وفي حالات نادرة قد لا يعود الرحم فيسبب ذلك ارتفاع خطر الإجهاض.

طرق علاج الرحم المقلوب

وفي واقع الأمر لا تتطلب حالة الرحم المقلوب أية علاجات ما لم تتطور الأعراض في الدرجات الأولى. إلا أن بعض السيدات يفضلن عدم المخاطرة ويلجؤون لمعالجة انقلاب الرحم حالما يكتشفون إصابتهم. وتشمل أفضل الطرق العلاجية المتبعة:

الرياضة للحد من مخاطر الرحم المقلوب

هناك أنواع محددة من التمارين الرياضية التي يوصي بها الطبيب للسيدة التي تعاني من انقلاب الرحم. حيث تساعد الرياضة على تقوية أربطة الرحم. الأمر الذي يزيد من ثباته في مكانه الطبيعي. كما ينصح الأطباء بالابتعاد عن الرياضة العنيفة لكيلا يتأذى الرحم.

العمل الجراحي كعلاج لانقلاب الرحم

في الحالات التي يكون فيها انقلاب الرحم ناتج عن الأورام الليفية أو الالتصاقات بالأعضاء المجاورة يلجأ الطبيب لإجراء عمل جراحي. حيث يعيد الرحم إلى مكانه الصحيح ويضمن بقائه في وضعه الطبيعي مستقبلًا. ويمكن علاج انقلاب الرحم من خلال استخدام المنظار أو من خلال عمليات البطن المفتوحة.

وفي الختام نأمل أن نكون قد أرضينا فضولك سيدتي حول قضية مخاطر الرحم المقلوب. ومن دون أن ننسى أن هذه الحالة لا تستدعي الإصابة بالهلع أو القلق حولها. إذ يمكن للطبيب بسهولة تحديد درجة ميلان الرحم ومن ثم طريقة التعامل الأصح للعلاج منها.