إن الحياة مليئة بالمغامرات والأحداث التي قد تلقي في نفسك عزيزتي المرأة مشاعر مختلفة من الفرح والخوف والشوق والحنين، فهل يمكن لهذه المشاعر أن تجتمع معًا في نفس اللحظة؟ بالتأكيد، وإن كنتي تتساءلين ما هي هذه التجربة المميزة التي ستمنحك ذلك، فالجواب هو الولادة. وبعبارة أخرى يمكننا أن نقول بأن الولادة تجربة فريدة من نوعها ولا يمكن لأي شيء أن يماثلها. فما هما طريقتا الولادة؟ وما مخاطر الولادة الطبيعية؟ ولماذا أصحبت الولادة القيصرية مفضلة لدى غالبية النساء. أسئلة كثيرة قد تخطر في بالك عزيزتي المرأة، ونحنا هنا لنساعدك في الإجابة عليها. تابعي معنا مقالنا التالي للحصول على كافة المعلومات المتعلقة بالولادة الطبيعية والقيصرية.

الولادة الطبيعية (الولادة المهبلية)

قبل كل شيء يجب أن نقول بأن الولادة الطبيعة موجودة مع وجود البشر وهي الطريقة الأقدم. وكلنا نعلم بأن الجنين ينمو في رحم المرأة ويبقى ضمنه لتسعة أشهر متتالية. وعندما يحين وقت الولادة يبدأ الرحم بالتقلص ليدفع الجنين ضمن الطريق التناسلي المكون من عنق الرحم والمهبل، ثم تقوم الأم بالدفع للمساعدة على إتمام هذه العملية. وهكذا تتم الولادة بدون أي تدخل خارجي. وقد بقيت الولادة الطبيعية الطريقة الوحيدة للولادة حتى وقت ليس ببعيد إذ أصبحت أغلب النساء تفضلن الولادة القيصيرية التي تتطلب وقت وجهد أقل بكثير. فهل الولادة القيصيرية أفضل؟ وما هي المخاطر المرافقة للولادة المهبلية، سنشرح ذلك بشكل مفصل في فقرتنا التالية.

مخاطر الولادة المهبلية

على الرغم من أن فكرة الولادة الطبيعية يمكن أن تكون مخيفة للكثير من النساء إلا أنها ليست بهذه الخطورة عزيزتي الأم. وهي تترافق مع عدد قليل من المشاكل التي يمكن أن تواجه الأم أو الجنين خلال عملية الولادة، نذكر منها:

  •  تمزقات في قناة الولادة (كتمزق المهبل والمنطقة التناسلية السفلية عند المرأة).
  • حدوث تمزق في الرحم أثناء تقلصه أو خلال قيام المرأة بالدفع.
  • النزف الشديد غير المتوقع مما قد يسبب إصابة الأم بصدمة وهبوط ضغط.
  • صعوبة الولادة بسبب حجم الجنين الكبير غير المتناسب مع حجم الأم أو نتيجة توضعه بشكل معترض.
  •  اختلاطات تصيب الجنين مثل تألم الجنين الناتج عن الولادة الطويلة المتعبة، كما يمكن أن يحدث تباطؤ في ضربات قلبه، وهنا يجب إجراء ولادة قيصرية بشكل سريع.
  • تعب الأم وإجهادها، مما قد يسبب لديها ردة فعل سلبية تجاه جنينها أو تصبح خائفة من الحمل، وخوض التجربة مرة أخرى.

فوائد الولادة المهبلية

بما أننا تحدثنا عن مخاطر هذا النوع من الولاة وسلبياتها يتوجب علينا عرض الإيجابيات التي تعتبر كثيرة ومتعددة. ومن الجدير بالقول بأن الكثير من الأطباء النسائيين يفضلون الولادة الطبيعية على القيصرية. نذكر أهم الفوائد:

  • بدايةً لا تحتاج إلى تخدير وبالتالي فهي تجنّب الأم المضاعفات الخطيرة التي قد تترافق معه.
  • كما أنها لا تترك ندبة خلفها ولا تتسّبب بحدوث أثر دائم على منطقة البطن.
  • يمكن للأم أن تتابع حياتها بشكل طبيعي بعد عدة ساعات من الولادة إذ يمكنها المشي والقيام بالواجبات المنزلية والاعتناء بأسرتها أيضًا.
  • والأهم من ذلك تعتبر مخاطر الولادة بحدها الأدنى بالنسبة للطفل إذ تساعد الولادة الطبيعية على إخراج الماء من الرئتين وتمكنه من أخذ نفسه الأول بنجاح.

الولادة القيصرية وخطورتها

انتشرت الولادة القيصرية بشكل كبير في الوقت الحالي وأصبحت الخيار الأول لمعظم النساء. وتتم هذه العملية عن طريق إجراء شق بسيط في جدار البطن ثم إجراء شق مماثل في الرحم وإخراج الجنين بيد خبيرة. تستغرق هذه العملية وقت قصير (ربع إلى ثلث الساعة) ويقوم الطبيب بعد ذلك بخياطة الجرح بشكل تجميلي قدر الإمكان إلا أنه وللأسف يترك ندبة في معظم الحالات. قد تترافق الولادة القيصرية بمضاعفات ومخاطر تتمثل بإنتان الجرح وعدم اندماله بشكل جيد، بالإضافة إلى المشاكل المتعددة التي قد تصيب الجنين.

وهكذا نكون قد تحدثنا عن الولادة الطبيعية ومخاطرها، وتطرقنا إلى ذكر الولادة القيصرية والمشاكل الناتجة عنها. وفي الختام يبقى الخيار لكي عزيزتي الأم فلكل من العمليتين جوانب إيجابية وأخرى سلبية وأنت الحكم الأخير هنا.