يحتاج كل إنسان إلى تكرار تحليل الدم الشامل Complete blood count بشكل منتظم كل فترة. خاصة مع تقدم الإنسان بالعمر وتعرضه لأمراض مزمنة بحاجة إلى مراقبة. حيث يساهم تحليل الدم الشامل في تشخيص حالات مرضية معينة وتقييم سلامة صحة الأعضاء المشكوك بها. كما يتيح التحليل فرصة لاتخاذ القرار المناسب والملائم لأي حالة مرضية تصيب الفرد، لأنه يمكننا من متابعة الحالة في حال ترقيها للأسوأ أو تراجعها للأفضل. بالإضافة لذلك نستطيع مراقبة سلامة العضو واستقرار وظائفه وعمله بالمستوى المطلوب أو مقدار استجابته على العلاج وهل هو فعال أم لا. ذلك من خلال قياس مستوى المواد الفعالة التي يفرزها العضو في حال ارتفاعها أو انخفاضها أو استقرارها حتى. لذا يلجأ الكثير من الأطباء إلى طلب إجراء تحليل دم شامل أو جزئي (محدد حسب نوع الحالة المرضية). بينما تعتمد العديد من الأمراض الخطيرة والأوبئة المنتشرة مثل (السرطان والإيدز واعتلالات وقصور الأعضاء بشتى أنواعه) على المراقبة المستمرة للمواد والعناصر والمركبات المحددة في تحليل الدم المطلوب. إذا أردت التعرف على العلاقة بين مرض الإيدز وتحليل الدم، تابع معنا هذا المقال عبر موقع كيف. سنحاول تقديم لمحة موجزة عن هذا المرض مع الأعراض العامة والوصفية له.

هل تحليل الدم الشامل يكشف الإيدز

لا يكشف تحليل الدم الشامل Complete blood count عن وجود الإيدز AIDS (فيروس نقص المناعة المكتسب Human Immunodeficiency Virus) HIV بشكل مباشر. لكن يمكنه أن يوضح الاضطرابات والأمراض المرافقة للإيدز والمفسرة للأعراض والاختلاطات التي يسببها المرض.

تحليل الدم الشامل والإيدز

 خلايا الدم البيضاء White Blood Cell Count والإيدز

تتشكل كريات الدم البيضاء في نقي العظام، ويتمثل دورها الأساسي في مقاومة الأجسام الضارة ومكافحة أي عدوى تصيب الجسم. هناك أنواع مختلفة من خلايا الدم البيضاء لها أدوار مختلفة في وظيفة المناعة. لذا نستفيد من تحليل الدم الشامل في قياس العدد الإجمالي للكريات البيض في عينة الدم، بالإضافة إلى تعداد الأنواع المختلفة من خلايا الدم البيضاء، مثل (الحمضات، الوحيدات، والعدلات، وغيرها من الأنواع الأخرى). قد تشير زيادة عدد خلايا الدم البيضاء إلى نوع معين من العدوى أو استجابة التهابية تحسسية. على النقيض من ذلك، يشير انخفاض WBC إلى وجود حالة مرضية تؤثر على قدرة نخاع العظم على إنتاج خلايا الدم البيضاء. عند ذلك يكون الجسم أقل قدرة على محاربة العدوى. قد يكون الانخفاض ناتجًا عن أدوية فيروس نقص المناعة البشرية (مثل ganciclovir) التي تثبط النقي، أو بسبب الأمراض المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية (المسبب لمرض الإيدز) أو وجود عدوى انتهازية خطيرة.

خلايا الدم الحمراء Red Blood Cell Count والإيدز

ينتج نقي العظام هذه الخلايا، وهي مسؤولة عن نقل الأكسجين من الرئتين إلى خلايا وأنسجة الجسم. يعطي تحليل الدم الشامل فكرة عن عدد الكريات الحمراء الموجود في دم الفرد، جنبًا إلى جنب مع القيم الأساسية التالية (الهيماتوكريت والهيموجلوبين وغير ذلك). قد يظهر التحليل انخفاضًا في عدد الكريات الحمر، وهذا يشير إلى وجود حالة من فقر الدم المرضي. حيث من الممكن أن يكون فقر الدم ناتجًا عن الآثار الجانبية الشائعة للدواء المعالج لفيروس نقص المناعة البشرية (ريتروفير). بالمقابل، قد يشير ارتفاعها بشكل غير طبيعي إلى مرض يسمى باحمرار الدم. على الرغم من ذلك، إن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يخضعون للعلاج ببدائل التستوستيرون، قد يتطور لديهم ارتفاعًا غير طبيعي بتعداد الكريات الحمر في الدم.

الصفائح الدموية Platelets والإيدز

هي خلايا دم عديمة اللون تشارك في تخثر الدم. نادرًا ما يكون تعداد الصفائح الدموية مرتفعًا لدرجة تسبب مشاكل صحية. بينما يشير وجود انخفاض في تعداد الصفائح الدموية إلى سهولة حدوث نزيف أو كدمات. كما يمكن أن تؤدي الحالات الشديدة إلى نزيف داخلي قد يهدد الحياة. حيث ترتبط قلة الصفيحات بالعدوى المزمنة بفيروس العوز المناعي البشري. خاصة لدى الأشخاص المصابين بمرض متقدم والذين لم يتلقوا العلاج بعد. قد يؤدي بدء العلاج المضاد للفيروسات القهقرية إلى قمع الالتهاب الذي يساهم في انخفاض عدد الصفائح الدموية. كما يمكن أن تتسبب بعض عقاقير فيروس نقص المناعة البشرية مثل Fuzeon (enfuvirtide) أيضًا في انخفاض عدد الصفائح الدموية. أضف إلى ذلك دور العدوى الانتهازية، مثل: الفيروس المضخم للخلايا (CMV) ومركب المتفطرة الطيرية (MAC) في ذلك.

فحوصات تكشف الإصابة بالإيدز

عادة يستغرق جهاز المناعة في الجسم مدة تصل إلى عدة أسابيع أو أشهر حتى ينتج أجسام مضادة نوعية وبكمية كافية تجعل نتيجة الاختبار تصبح إيجابية. أي أنه في حال كان لدينا شك في إصابة شخص ما بالفيروس، وكانت نتيجته سلبية، فهذا لا ينفي إصابته بالإيدز في المراحل الأولى للمرض. كما أن إيجابية اختبار واحد فقط غير كافية لتشخيص المرض. لذا من الضروري دائمًا إجراء كافة الاختبارات المطروحة وبشكل متكرر للتأكد من حتمية الإصابة. لدينا ما يلي من الفحوصات المختلفة:

  • اختبار الطرق المناعية الإنزيمية Enzyme linked immunosorbent assay (ELISA): يمكن إجراء هذا الاختبار باستخدام عينة من الدم أو اللعاب.
  • مركبات الفيروس في مصل الدم: يساعد البحث عن أحد مركبات ومكونات الفيروس في مصل دم المصاب خلال الفترة الأولى للإصابة.
  • اختبار التفاعل السلسلي البوليميرازي (PCR) Polymerase chain reaction: وهي الطريقة الحساسة التي تساعد في الكشف عن الفيروس بطريقة فعالة.

اختبارات أخرى تكشف الإصابة بالإيدز

هناك ثلاثة أنواع من الاختبارات المتاحة، سنذكرها في الفقرة التالية مع شرح بسيط عنها:

  • اختبارات الحمض النووي (NAT): يبحث NAT عن الفيروس الفعلي في الدم ويتضمن سحب الدم من الوريد. كما يمكننا الاختبار من معرفة ما إذا كان الشخص مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية أو تحديد مقدار الفيروس الموجود في الدم. ويعرف هذا الاختبار باسم (اختبار الحمل الفيروسي لفيروس نقص المناعة البشرية). على الرغم من أن اختبار NAT يستطيع الكشف عن وجود الفيروس بأسرع طريقة ممكنة، لكنه مكلف للغاية ولا يفضل استخدامه بشكل روتيني.
  • اختبار المستضد والجسم المضاد (An antigen/antibody test): يبحث هذا الاختبار عن كل من الأجسام المضادة ومستضدات فيروس نقص المناعة البشرية. حيث ينتج الجهاز المناعي الأجسام المضادة عندما يتعرض الجسم لفيروسات مثل فيروس نقص المناعة البشرية. ويتضمن هذا الاختبار سحب الدم من الوريد، بينما توفرت طريقة جديدة لإنجاز الاختبار عن طريقة وخز الإصبع.
  • اختبار الأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية (HIV antibody test): لا تبحث اختبارات الأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية إلا عن الأضداد الموجودة في الدم أو السائل الفموي. إن هذا الاختبار هو أكثر الاختبارات المعتمدة حاليًا في تشخيص متلازمة نقص المناعة المكتسب.

 

كم نستغرق من الوقت للحصول على نتائج فحص الإيدز

  • تتطلب الاختبارات التالية (مستضد NATand، واختبار الجسم المضاد) سحب الدم من وريدك إلى أنبوب التحليل، ثم يرسل إلى المختبر. قد تستغرق النتائج عدة أيام حتى تصبح متاحة.
  • من خلال اختبار فحص الأجسام المضادة السريع، يجرى عادةً بدم من وخز الإصبع أو سائل فموي. قد تصبح النتائج جاهزة في غضون 30 دقيقة أو أقل.
  • يجرى اختبار (المستضد والجسم المضاد) بشكل سريع عن طريق وخز الإصبع. قد يستغرق الاختبار فترة تصل إلى 30 دقيقة أو أقل.
  • أما الاختبار الذاتي للجسم المضاد للسائل الفموي قد يتيح النتائج خلال فترة 20 دقيقة.

إجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشري الإيدز في عيادة أو مختبر

هناك عدة توصيات صادرة عن مركز مكافحة الأمراض، ويجب اتباعها عند إجراء اختبارات البحث عن فيروس HIV والاستقصاء عن الإيدز AIDS:

  • إذا كنت ستجري اختبارك الأول، فغالبًا سيطلب منك في المرحلة الأولى إجراء اختبار (اختبار المستضد والجسم المضاد).
  • في حال ظهور نتيجة إيجابية، ستنتقل إلى المرحلة الثانية. تتمثل هذه المرحلة في إجراء اختبار للتحقق من وجود أجسام مضادة. يفيد هذا الاختبار من التمييز بين الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري (النمط الأول والنمط الثاني).
  • إذا كانت نتيجة الاختبار الثاني غير موافقة للأول، فعند ذلك يجب إجراء الاختبار الثالث. يتميز هذا الاستقصاء بقدرته على تحديد نمط الحمض النووي الريبوزي لفيروس نقص المناعة البشري (نمط أول) بشكل دقيق.

وأخيرًا، نتمنى من أي شخص معرض للإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب، مثل (ممارسة الجنس مع أكثر من شريك، استخدام أدوية الإدمان عبر الوريد، أو العدوى بأمراض منقولة جنسيًا وغير ذلك) أن يراجع طبيب أخصائي لمتابعة حالته. حيث أن التشخيص المبكر وعلاج المرض في مراحله الأولى يساعد المصاب على تجنب الإصابة باختلاطات خطيرة وغير مرغوبة.