يعد التهاب لب الأسنان غير الردود الأعراض والأسباب والعلاج، من المواضيع الشيقة والهامة التي تهم كل أطباء الأسنان. كما ويبحث عنها معظم الأشخاص للتعرف على أسباب هذه المشكلة، وطرق تجنبها والوقاية منها.
تعتبر الابتسامة الجميلة دلالة مهمة جدًا على صحة الأسنان والعناية بها، ولكن قد تختبئ خلف الابتسامة مشاكل الأسنان الكثيرة. فالأسنان من الأجزاء الحساسة جدًا في الجسم، وتتوضع في مكان تكثر فيه البكتيريا، وهو الفم. حيث تناسب مخلفات الطعام المتبقية على الأسنان واللسان ودرجة حرارة الفم البكتيريا للعيش والتكاثر، ومهاجمة أجزاء الأسنان الطرية وتخريبها.
ويعد لب الأسنان منطقة جاذبة جدًا للبكتيريا حيث تكثر فيه الشعيرات الدموية والأعصاب والنسج الضامة. وعند وصول ودخول البكتيريا إلى لب السن تسبب التهابه وتورمه والإحساس بألم شديد في مكان تواجده.

ويقسم التهاب السن لمستويين المستوى الأول وهو التهاب لب السن العكوس والذي يكون بدرجة خفيفة ويمكن الشفاء منه مع الحفاظ على اللب. أما المستوى الثاني وهو المستوى الأشد ويسمى التهاب السن الذي لا رجعة فيه أو غير العكوس، عندما يتفاقم الالتهاب، ويصعب علاجه مع المحافظة على لب السن.
وسيكون التهاب لب الأسنان الذي لا رجعة فيه هو موضوع مقالتنا، حيث سنتكلم عن أعراض التهاب لب الأسنان غير الردود، وسنحدد أسبابه، وكيفية علاجه.

ما هو التهاب لب السن غير الردود

تتكون الأسنان من طبقتين الطبقة الخارجية والمسماة العاج وهي الطبقة القوية الصلبة مهمتها مضغ الطعام وحماية اللب من العوامل الخارجية. والطبقة الداخلية هي طبقة اللب والتي تتكون من نسج وعائية ودموية ونسج ضامة وأعصاب مهمتها الحفاظ على صحة السن.
فعندما يحدث التهاب في السن، يشمل الالتهاب المناطق السطحية من السن، ويسبب آلامًا خفيفة لا تتجاوز بضع ثوانٍ عند تطبيق حرارة أو برودة شديدة على السن. ولكن عند إهمال هذا الالتهاب قد يتفاقم وتنتشر البكتيريا في السن وتصل إلى اللب، مسببة آلامًا شديدة لا تزول إلا بتناول المسكنات. كما وقد يسبب التهاب السن المضاعفات التالية:

  • انتشار التهاب  إلى العصب مسببة موت العصب وانتشار الالتهاب إلى جذر السن  والمنطقة المحيطة به واللثة.
  • تشكل جيب من البقايا الالتهابية والمسماة القيح حول الجذر وتسبب آلامًا شديدة بشكل خاص عند العض.
  • وقد يسبب عدم علاج التهاب  لب السن إلى انتشار العدوى إلى أجزاء أخرى بما فيها القلب والدماغ والجيوب الفكية.

أعراض التهاب السن غير الردود

  • ألم شديد وحاد ومتواصل قد يستمر طوال الليل والنهار.
  • ألم في كامل الفك ويصعب تحديد مكان الألم بالضبط.
  • ألم شديد بعد تناول الأطعمة الباردة أو الساخنة.
  • ألم شديد بعد تناول الحلويات.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • كذلك يعاني المريض من رائحة الفم الكريهة.
  • تورم الغدد اللمفاوية.
  • تورم في الوجه والخد.
  • عدم القدرة على المضغ.
  • الشعور بطعم سيء في الفم.
  • ظهور بقع سوداء على سطح السن.

ما هي أسباب التهاب لب السن غير الردود

تحمي الطبقة الصلبة المسماة طبقة المينا لب الأسنان من وصول البكتيريا إليه، ولكن في بعض الحالات قد تخترق البكتيريا طبقة المينا وتصل إلى اللب مسببة التهاب الأنسجة فيه وتورمه والضغط على محيط السن والذي ينتج عنه الآلام الشديدة. ويمكن أن تتأذى طبقة المينا وتصل البكتيريا إلى اللب نتيجة عدة أسباب:

  • تسوس الأسنان وتنخرها والذي ينتج عنه تجاويف وثقوب في طبقة المينا تسمح لبكتيريا بالوصول إلى طبقة اللب.
  • إصابة الأسنان مثل تعرض السن لضربة قوية ينتج عنها انكسار السن وانكشاف طبقة اللب للوسط الخارجي في الفم المليء بالبكتيريا.
  • مشاكل الفك مثل عدم محاذاة الأسنان في الفك العلوي مع السفلي أو مشكلة صرير الأسنان التي تتمثل بالضغط على الأسنان بشكل دائم خاصة أثناء النوم مما يسبب تآكل الأسنان وتلفها وظهور طبقة اللب.

ما هي العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بالتهاب لب الاسنان غير الردود

  • نقص مادة الفلوريد كشرب المياه التي لا تحتوي على الفلوريد.
  • الإصابة بأمراض مزمنة مثل مرض السكري.
  • نقص الكالسيوم من الجسم قد يسبب ضعف بنية طبقة المينا والتي تحمي لب الأسنان وتكسرها.
  • تناول المشروبات الغازية بكثرة والتي تحتوي على كمية كبيرة من السكريات والتي تضعف بنية العظام والأسنان.
  • عدم الاهتمام بنظافة الفم والعناية بالأسنان وتنظيفها بعد الوجبات وقبل النوم وبعد الاستيقاظ.
  • تناول الأطعمة التي تحتوي كمية كبيرة من السكريات.
  • ممارسة ألعاب رياضة تسبب إصابات بالفم مثل الملاكمة.
  • تناول الأطعمة والمشروبات الباردة والساخنة معًا او بفاصل زمني قصير لأن ذلك يسبب تمدد طبقة المينا وتقلصها بسرعة مما يضعف بنيتها ويسبب تكسرها.
  • عادة قضم الأظافر عند الأطفال تسبب تهالك بنية الأسنان.
  • تعريض الأسنان للقوى الميكانيكية أو الحرارية أثناء علاج سن آخر أو أثناء تبييض الأسنان.
  • كسر أشياء صلبة عن طريق الأسنان يضعف بنيتها.
  • الضغط الزائد الذي تتعرض له الأسنان أثناء عملية تقويم الأسنان يسبب أيضًا ضعف بنية السن.

تشخيص الإصابة بالتهاب لب السن غير العكوس

يستخدم الطبيب عدة أدوات لتشخيص إصابتك بالتهاب لب السن غير العكوس، نذكر منها:

  • اختبار حساسية الأسنان حيث يسألك الطبيب عن الآلام وشدتها واستمراريتها، ومتى تحدث هل بعد تناول أطعمة محددة أو تحدث بشكل مستمر، وهل توقظك الآلام من نومك عادة.
  • فحص الاسنان وقد تكون النخور الظاهرة على السطح دليل لطبيب يحدد السن المصاب.
  • صورة للفك بالأشعة السينية لاكتشاف مدى الإصابة وإلى أين وصلت في السن.
  • قد يستخدم الطبيب أداة ميكانيكية غير حادة يطرق بها بلطف على الأسنان ليحدد مكان الألم بالضبط.
  • قد يستخدم بعض الأطباء أداة كهربائيه لفحص حيوية اللب حيث تطلق الأداة إشارة كهربائية، فإذا شعر المريض بالإشارة عادة ما يكون العصب لا يزال سليمًا.

علاج الإصابة بالتهاب لب السن غير العكوس

  • إذا كان هنالك خراجات وجيوب قيحية حول ذروة السن تعالج كأول خطوة بالمضادات الحيوية.
  • كما تعطى مسكنات الألم مثل السيتامول لتخفيف الألم وتعطى مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية كالإيبوبرفين لتخفيف أعراض الالتهاب.
  • بعد ذلك يقوم طبيب الأسنان بإجراء استئصال للب السن المتضرر مع الحفاظ على باقي أجزاء السن، وبتر العصب وتعقيم المنطقة في باقي السن.
  • ثم يملأ الطبيب السن المتبقي بمادة صلبة وقد يغطى السن بتاج اصطناعي لحماية أجزاء السن المتبقية من العوامل الخارجية.
  • في بعض الحالات الشديدة قد يضطر الطبيب لإزالة السن بالكامل.

 

على الرغم من توفر علاج لمشكلة التهاب لب السن غير الردود، إلا أن تجويف السن وإزالة عصبه قد يتسبب في ضعف السن وجفافه وتكسره عند التعرض لقوة بسيطة. لذا يفضل الالتزام بتنظيف الأسنان بانتظام، وزيارة الطبيب عند الشعور بآلام في الأسنان حتى لو كانت تلك الآلام بسيطة. لأن العلاج المبكر للالتهاب لب السن يساهم بحماية لب السن، ويجنبك التعرض لفقدان أحد أسنانك.