تلعب صحة الفم دورًا مهمًا في الصحة العامة. هذا صحيح وبشكل خاص خلال مرحلة الطفولة المبكرة حيث يمكن أن تؤثر صحة الفم على الصحة العامة والرفاهية أيضًا. لذلك تعتبر الصحة الفموية للطفل إحدى أهم القضايا التي يجب تسليط الضوء عليها، وأخذها على محمل الجد. ولكن بوجود ثقافة الأهل الصحية يمكن أن يتجنب الطفل الإصابة بالعديد من الأمراض، والمشاكل الصحية. لذلك يعد الاهتمام بأسنان الطفل ذا أهمية كبيرة. نظرًا لدورها الكبير في نمو الطفل، وذلك من خلال قطع، ومضغ مختلف الأطعمة الضرورية لتغذيته، فضلًا عن وظيفتها الكبيرة في نطق الطفل.
العادات الفموية للطفل وأضرارها
تعتبر العادة تكرارًا مستمرًا لعمل إرادي في بداية الأمر. غير أنها تتحول إلى عمل لا إرادي مع مرور الوقت، ومن الممكن أن تسبب مشاكل في الصحة الفموية للطفل. على سبيل المثال، فإن عادة مص الإصبع بعمر 2-3 سنوات تعتبر أمرًا طبيعيًا، لكن لا يجب ترك هذه العادة إلى عمر 5-6 سنوات، وذلك لأنه كلما استمر الطفل بالعادة أصبح تركها أصعب. من هنا يبرز دور الأهل في مراقبة سلوك أطفالهم، وعاداتهم، والانتباه لها في وقت مبكر. لتتم معالجتها قبل أن تتسبب بمشاكل عند الطفل. كما قد تكون العادة في بعض الحالات ناتجةً عن سلوك الأهل، وسوء معاملتهم لطفلهم.
عادة مص الإصبع
تعتبر عادةً شائعةً عند الطفل خلال السنوات الأولى من عمره. كما يقوم الطفل بالإقلاع عنها ذاتيًا في عمر 4-5 سنوات، ولكن قد يلجأ الطفل لها لعدة أسباب منها:
- العامل النفسي.
- دخول الطفل المدرسة، ومقابلة المجتمع الجديد. بالتالي قد يقوم بتقليد أقرانه ممن يمارسون هذه العادة.
- حرمان الطفل من الرضّاعة باستمرار.
- نقص في الثقافة الصحية للأهل، وعدم وعيهم لأسباب هذه العادة وأساليب كبحها.
- إن خطورة هذه العادة تكمن في أنها قد تسبب تشوهًا للأسنان، والفكين الآخذين بالنمو. أما علاجها فيعتمد على ما يلي:
تعاون الطفل: فقد لا يعي الطفل أن مص الإصبع عادة سيئة يجب الإقلاع عنها، لذلك يجب إقناع الطفل بضرورة ترك هذه العادة من خلال شرح بسيط للأذيات التي يمكن أن تسببها.
تعاون الأهل مع طبيب الأسنان: بعد ملاحظة الأهل استمرار طفلهم بمص إصبعه يجب استشارة طبيب الأسنان ليقوم بالمعالجة اللازمة، والتي تتطلب في البداية موافقة الأهل. كما يجب إقناع الأهل بأن معاقبة الطفل قد ترسخ العادة أكثر من إيقافها، إنما يجب تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وإشعاره بأنه محبوب، وتجنب السخرية أو العنف معه، بالإضافة إلى اتباع أسلوب المكافأة. لترغيبه بترك العادة، واتباع نصائح الطبيب.
التنفس الفموي
يعتبر التنفس إحدى الوظائف الحيوية الأساسية، والتي يتم أداؤها عبر الأنف. إن قيام الطفل بالتنفس من فمه قد يكون ناتجًا عن عدة أسباب. مثل انسداد في المجاري التنفسية أو انحراف وتيرة الأنف أو ضخامة اللسان، وغيرها. إن مراقبة الأهل لتنفس طفلهم يعد أمرًا ضروريًا، حيث يؤدي التنفس الفموي إلى تأخر في النمو، والتطور العام للطفل، إضافةً إلى تراجع تحصيله العلمي مقارنةً بأقرانه. هنا يجب مراجعة طبيب الأسنان ليقوم بتطبيق العلاج المناسب.
إعادة زرع الأسنان للطفل
كثيرًا ما يتعرض الطفل إلى حوادث أثناء اللعب أو ممارسة الألعاب الرياضية أو المشاجرات، والتي قد تؤدي إلى سقوط إحدى أسنانه. هنا يتوجب على الأهل البحث عن السن الساقط، ثم تنظيفه جيدًا، ووضعه في الحليب للحفاظ على حيويته. في حال عدم توافر الحليب، تقوم الأم بوضع السن تحت لسانها، حيث يؤمن اللعاب وسطًا مغذيًا للسن. مع الأخذ بعين الاعتبار وجوب مراجعة طبيب الأسنان خلال أقل من ساعة. ليقوم بتقييم الحالة، وإعادة السن إلى مكانه وفقًا لشروط وإجراءات معينة. حيث أن نسبة نجاح المعالجة تزداد كلما سارع الأهل إلى مراجعة الطبيب.
اللسان المربوط قصر لجام اللسان
في الحالة الطبيعية يكون السطح السفلي للسان مرتبطًا بأرضية الفم عبر لجام اللسان، وهو نسيج بشكل رباط ذو طول معين. كما تكون مقدمة اللسان حرةً لتؤمن النطق السليم عند الطفل. قد يكون تأخر النطق عند الطفل ناجمًا عن قصر طول لجام اللسان. كما هو ظاهر في الصورة، وهنا تعتبر مراجعة طبيب الأسنان أمرًا ضروريًا في حال لم تكن هناك أسباب عصبية أو جهازية لتأخر نطق الطفل. هذه الأسباب قد تكون التوحد، فقدان السمع أو ضعف الإدارك، وغيرها.
النخور السنية وكيفية تجنبها
تعتبر النخور من الأمراض الشائعة، وخاصةً عند الأطفال. لقلة وعيهم، واهتمامهم بالصحة الفموية. وهنا يبرز دور الأهل في حماية طفلهم من الإصابة بالنخور، والآلام الشديدة المرافقة لها. باتباع الممارسات التالية:
- المراجعة الدورية لطبيب الأسنان (كل 6 أشهر). للكشف المبكر عن النخر، ومعالجته.
- تمكين ثقافة العناية بنظافة الأسنان عند الطفل. عبر تنظيف الأسنان بشكل يومي بعد الوجبات الرئيسة. مع مراعاة تبديل الفرشاة من فترة لأخرى.
- الاهتمام بغذاء الطفل، والتقليل من السكاكر. لأنها تسبب ازدياد احتمال الإصابة بالنخر. كما ينصح أطباء الأسنان بتناول الحلويات بعد الطعام مباشرةً.
وفي ختام مقالنا لا بد من التأكيد على أهمية ثقافة الأهل الطبية. مع وجوب مراقبة عادات الطفل، واكتشافها مبكرًا، والتعامل معها بوعي. لحماية طفلهم، وتأمين النمو الجسدي، العقلي، والنفسي السليم له.