يعتبر التهاب المريء من الأمراض الصارخة التي تعبّر عن نفسها بأشد أنواع الألم ودرجاته. ولذلك سنذكر لكم في هذا المقال أدوية لعلاج التهاب المريء إذ تساعد أصناف دوائية معينة على تخفيف الألم وإراحة المريض. ومن الجدير بالذكر بأن هناك أسباب كثيرة لالتهاب المري نعرف بعضها ونجهل بعضها الآخر. وبما أن علاج المشكلة يتطلب معرفة السبب، فلابد للطبيب من استجواب المريض بشكل جيد وفحصه بدقة للوصول إلى حل يريح المتألم ويساعد الطبيب على أداء عمله بالشكل الملائم. ومن واجبنا كمنصة أن نزودك عزيزي القارئ بأعراض وأسباب وطرق علاج التهاب المريء، ولكن ذلك يبقى من باب زيادة الثقافة فقط. فعند شعورك بالأعراض يجب عليك استشارة الطبيب على الفور وبأسرع ما يمكن، تابع معنا.

أدوية لعلاج التهاب المريء

يعد التهاب المريء من المشكلات الطبية الشائعة التي تتطلب العلاج السريع للتخلص من الأعراض الصارخة، ومن العلاجات المعروفة سنذكر:

  • مضادات الحموضة، ومن أصنافها تلك التي توقف عمل مضحة البروتون (كالأوميبرازو) أي تمنع إنتاج الحمض، وهي الأكثر فعالية والأسرع تأثيرًا. كما يوجد نوع يعدّل الحمض بعد إفرازه (كالرانتدين)، وهذا الصنف ملطف فقط ويحتاج لوقت طويل للتأثير.
  • مضادات الفطور التي تقتل المبيضات البيض، وتعالج التهاب المريء بسرعة، ولكن يجب الالتزام بالدواء لفترة طويلة نوعًا ما لتحقيق الفائدة المرجوة.
  • الستيروئيدات إلا أنها ليس من الأدوية الروتينية في علاج التهاب المريء. ويتم استخدامها فقط في الحالات الخطيرة كالتهاب المريء بالمواد القلوية أو الحامضية.
  • الحل الجراحي وهو الحل الأخير الذي نلجأ له، وذلك عند فشل جميع العلاجات الأخرى. وهنا يقوم الطبيب بطي المعدة لمنع حمض كلور الماء من الوصول للمريء، ومن الجدير بالذكر بأن نتائج الجراحة ممتازة على المدى البعيد.

التهاب المريء

يعتبر المريء الجزء من الجهاز الهضمي الذي يصل بين البلعوم الفموي والمعدة. ويتكون من طبقتين مخاطية وعضلية وبالتالي يمكن أن يؤدي الخلل في أحدهما إلى أذية المري. ويحدث التهاب المريء عند وجود عوامل غير طبيعية تؤثر على المخاطية المبطنة. كما يتسبب التهاب المريء بآلام مبرحة في منتصف الصدر تشبه آلام الذبحة القلبية. مما يجعل المريض يخاف ويتوتر ظنًّا منه بأن المشكلة قلبية. وهنا يجب الذهاب إلى الطبيب لتدارك أي مرض خطير وتجنّب الوقوع في مشاكل أنت بغنى عنها. وهنا سينفي الطبيب الأعراض ذات المنشأ القلبي أولًا، ثم سيجري تنظير هضمي علوي. ولتشخيص التهاب المريء ينبغي وجود علامات واضحة بالتنظير كالتقرحات والجروح الداخلية في المخاطية. ويعاني المريض في هذه الحالة من مجموعة من الأعراض التي سنذكرها في فقرتنا التالية.

أعراض التهاب المريء

يعاني مرضى التهاب المريء من مجموعة من الأعراض المزعجة، سنذكر منها:

  • آلام شديدة ومستمرة في منتصف الصدر تزداد مع تناول الطعام. مما يجعل المريض فاقد للشهية، ويتجنب الأكل كما سيفقد وزنه بشكل تدريجي.
  • صعوبة بلع إذ يشعر المريض بأن لقمة الطعام تتوقف عن النزول في منتصف المريء وتزعجه. إذ يشعر بعد البلع بنخزة قوية داخل صدره، ولا يرتاح إلا بعد شرب المياه أو الوقوف.
  • حرقة مزعجة خلف القص، حيث يعاني المريض من شعور حارق يمتد من معدته إلى فمه أحيانًا. تزداد هذه الحرقة بالانحناء للأمام وعند التدخين أو تناول الشوكولا والمشروبات الغازية.
  • قلق دائم وخوف من الآلام، مما يجعل المريض يعيش حالة نفسية سيئة ويحاول تجنّب جميع النشاطات التي قد تزيد ألمه.

وتختلف الطريقة التي يعبر بها الأطفال عن التهاب المريء، ومن أهم أعراضه عند الأطفال:

  • البكاء الدائم والمستمر مع عدم معرفة السبب من قبل الأهل.
  • رفض الرضاعة والطعام.
  • فقدان الوزن، كما يبقى الطفل صغيرًا بالنسبة لعمره.
  • المزاج السيء، حيث يرفض الطفل اللعب مع أقرانه أو القيام بأي نشاط مرح، مما يسبب حزن الأهل وخوفهم على ولدهم.

أسباب التهاب المريء

كما ذكرنا سابقًا هناك العديد من العوامل التي قد تسبب التهاب المريء، ومن أهمها:

  • القلس المعدي المريئي: تنتج المعدة حمض كلور الماء الضروري لهضم الطعام وتفتيته. إلا أن هذا الحمض قد لا يبقى في المعدة بل يصعد إلى المريء بسبب الخلل في منطقة الوصل بين العضوين السابقين. وبما أن مخاطية المريء غير مؤهلة لاستقبال الحمض القلوي، ستتقرح وربما تنثقب مسببةً ما يسمى التهاب المريء.
  • الفطور: هناك نوع من الفطور يدعى بالمبيضات البيض يغزو المريء، ويسبب التهابه. ويُظهر تنظير المريء في هذه الحالة قطع بيضاء ممتدة على طول المريء تؤدي إلى الأعراض المزعجة السابقة كالألم وصعوبة البلع.
  • المواد الكاوية: كثيرًا ما نسمع بأن شخصًا ما قد شرب مسحوق التنظيف الحاوي على الكلور عن طريق الخطأ بسبب مظهره المشابه للماء ورائحته غير النفاذة. وللأسف تسبب هذه المواد الكيميائية ضررًا كبيرًا في الجهاز الهضمي ككل والمريء على وجه الخصوص. ويعتبر التهاب المريء من أسلم النتائج، فالمريء يمكن أن ينثقب وتخرج المواد الكاوية إلى تجويف الصدر وتسبب الوفاة السريعة.
  • المواد الحمضية: قد يقوم المخبريون بشرب الحموض العضوية أو المعدنية ظنًا منهم أنها مادة أخرى. وهنا ستحدث أعراض مشابهة للحالة السابقة إلا أنها أقل خطورةً منها.
  • تناول الأدوية بدون ماء: يتناول بعض الأشخاص أقراص الدواء لوحدها وهنا يمكن أن تنحشر ضمن المريء وتسبب التهابه. لذلك ينصح الأطباء بشرب كمية كافية من المياه مع أقراص الدواء لتجنب هذه النتيجة.

علاج التهاب المريء بالأعشاب

يوجد العديد من الأعشاب المفيدة للجهاز الهضمي والتي تساعد على تخفيف أمراضه وعلاج معظمها. ومن أشهر الأعشاب التي تستعمل في هذا المجال نذكر:

  • البابونج: يعتبر البابونج من الأعشاب المشهورة بفوائدها الكثيرة، إذ يساعد على الاسترخاء والراحة. كما يخفف من آلام المعدة وحموضتها، ويلعب دور مهم في علاج التهاب المريء وتقليل أعراضه.
  • الزنجبيل: يعمل الزنجبيل على تعديل حمض كلور الماء الذي يتم إفرازه في المعدة، وبالتالي يعالج ويقي من التهاب المريء.
  • إكليل الجبل: يشتهر إكليل الجبل بفوائده الهضمية، حيث يساعد على تخفيف آلام المعدة والأمعاء، كما يقي من الإصابة بالتهاب المريء.

الفرق بين التهاب المريء والقلس المعدي المريئي

كثيرًا ما يحدث الخلط بين التهاب المريء والقلس المعدي، وسنحاول توضيح الفرق بينهما. كما يمكن تعريف القلس المعدي بأنه عملية صعود الأطعمة والحموض الموجودة في المعدة باتجاه المريء مسببة تخريشه. أما التهاب المريء فهو نتيجة للعملية السابقة، وذلك عند حدوثها بشكل متكرر ولفترات طويلة.

وهكذا نكون قد تحدّثنا عن التهاب المريء، وأهم أعراضه وأسبابه، كما تطرقنا إلى ذكر أدوية لعلاج التهاب المريء. وفي الختام نتمنى من جميع القراء الذين تنطبق عليهم الأعراض السابقة أن يراجعوا طبيبهم ليحصلوا على العلاج المناسب.