خلق الله تعالى البشر وأبدع في تكوينهم وقد أعطى للمرأة اهتمامًا خاصًا وجعل جسمها بدايةً لكل دقة قلب على هذه الأرض، فأنت عزيزتي الأنثى رمز الحياة وأمٌ لها في الوقت ذاته، ورحمك هو المأوى الأول الذي عرفه أي شخص فينا. وللأسف فإن هذا العضو معرّض كغيره من أعضاء للجسم للبكتريا والالتهابات والأورام، ولكل اضطراب أعراض مميزة له. يمكن القول بأن ألم الرحم عرض مشترك لجميع الاضطرابات السابقة. فما هي أسبابه؟ وما الطرق العلاجية المتبعة للتخلص من الآلام المرافقة. تابعي معنا مقالنا التالي لنجيب عن كامل التساؤلات التي قد تخطر في بالك عن أسباب آلام الرحم.

ما هو الرحم

يعتبر الرحم من أهم الأعضاء  الموجودة في جسم المرأة، إذ يخضع لمجموعة من التغيرات خلال مراحل حياتها المختلفة. قبل كل شيء يجب أن نذكر ارتباط الرحم بحادثة الطمث الذي يشكل مرحلة انتقالية في حياة كل أنثى. وهو عبارة عن بطانة الرحم المنسلخة في نهاية كل دورة طمثية. إذ أن الرحم يستعد لاستقبال المولود الجديد وتزداد سماكته وبعدها تتخرب وتنسلخ في حال فشل الحمل. أما عند الحوامل فهذه القصة لها نهاية أخرى إذ يستقر الجنين ضمن جوف الرحم ويحصل على غذائه وحاجاته من الأم، ويستمر هذا حتى الولادة والاستقلال.

أسباب آلام الرحم

هناك مجموعة من الأسباب التي قد تؤدي إلى شعور المرأة بآلام في منطقة الحوض والرحم، ونذكر أهمها:

  • قبل كل شيء الحمل:  يؤدي التغير في حجم الرحم إلى الشعور بألم في منطقة الحوض والبطن، وذلك بسبب التغير الكبير في أبعاد الرحم، ونتيجةً لزيادة حجمه ستشعر المرأة بعدم ارتياح. ثم يزداد تمطط العضلات الموجودة في الرحم ليتسع المكان للجنين، وبالتالي تتمطط الأعصاب أيضًا وينتج الألم.
  • بالإضافة إلى اضطرابات جهاز الهضم: تعتبر المشاكل الهضمية سببًا شائعًا لألم الرحم ويمكن تصنيف الإمساك بأنه العرض الهضمي الأكثر تأثيرًا على هذا الموضوع. وينتج عن ذلك انضغاط الرحم بالأمعاء المتوسعة وبالتالي تتنبه النهايات العصبية الموجودة فيه وتشعر المراة بالألم.
  • الإجهاض: يؤدي الإجهاض إلى موت الجنين وخروجه من الرحم المتوسعة، وبالتالي ستنزف الرحم وتتألم الأم بعد هذه العملية.
  •  الحمل خارج الرحم: إن الحمل خارج الرحم من الاضطرابات المترافقة  آلام رحمية وحوضية وبطنية شديدة، ويمكن تعريفه بأنه توضع شاذ للجنين خارج المكان الاعتيادي الذي ينمو به، وهو من الأمراض المترافقة مع آلام مبرحة تدفع الأم لاستشارة طبيب على الفور للسيطرة على الحالة الألمية السابقة.

اضطرابات الطمث المترافقة مع آلام الطمث

تترافق اضطرابات الطمث مع آلام شديدة في منطقة الرحم والبطن، وبالتالي تقوم المرأة بتناول المسكنات لمساعدتها على القيام بنشاطاتها اليومية. ونذكر منها:

  • عسر الطمث: هو الآلام التي ترافق حدوث الطمث وتنتج عنه حيث تشعر بألم طاعن وماغص أسفل البطن. قد ينتشر ليصل إلى أسفل الظهر ويؤدي إلى تعطّل المرأة وعدم قدرتها على القيام بنشاطاتها اليومية. لا تقلقي عزيزتي المرأة فهذا الأمر لا يدل على أي خلل في جسمك ولا يتطلب منك زيارة الطبيب.
  • النزف الطمثي: وهو فقدان كميات كبيرة من الدم خلال فترة الدورة الطمثية، يمكن أن تكون هذه الحالة سليمة أو قد تترافق مع آفات تستدعي البحث والاستقصاء. كما يؤدي هذه النزف عادةً إلى آلام مبرحة جدًا.
  • اضطرابات خلقية: قد يؤدي عدم انثقاب غشاء البكارة أو التشوهات في شكل الرحم إلى تطور آلام رحمية مختلفة الشدة. قد تكون شديدة لدرجة الإصلاح الجراحي الفوري.
  • شذوذات المشيمة: تترافق التوضعات المعيبة للمشيمة مع ألم ونزف رحمي شديد. لا تهملي هذه الحالة عزيزتي المرأة وراجعي طبيبك النسائي فورًا.

علاج الآلام الرحمية

يختلف العلاج باختلاف السبب وشدة الألم إذ يتنوع بين العلاج الدوائي والجراحي. تعتبر مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بكونها الأدوية المختارة لعلاج هذه الآلام. بينما يجب إصلاح الشذوذات الخلقية والحملية جراحيًا قبل تطور أي اختلاط خطير.

وفي الختام نتمنى أن نكون قد ذكرنا كل المعلومات المفيدة المتعلقة بآلام الرحم والأسباب المؤدية لها. تابعي مقالاتنا القادمة للحصول على قدر أكبر من المعلومات الطبية. دمتي بألف خير.