يثير موضوع البنج والتخدير المسبق للعمليات الجراحية اهتمام العديد من الأشخاص. فحتى أبسط العمليات كجراحة الأسنان تلزم بنجًا مناسبًا لتخدير ألم الأعصاب الفموية أثناء الجراحة. ومع ذلك قد يعاني البعض من عدم فعالية التخدير أو فشل نجاحه. الأمر الذي يدفعهم للتساؤل حول أسباب عدم فعالية بنج الأسنان والعادات التي تخفف من تأثير التخدير.

ولعل اختراع البنج والتخدير هو أحد أكثر الاختراعات المؤثرة في المجال الطبي منذ القرن الماضي. فلم يعد المريض يعاني من الآلام المفرطة أثناء العمليات الجراحية. والتي كانت حتى أبسطها تسبب آلامًا مبرحةً. أما الآن ومع الاختراعات الحديثة لتخدير النهايات الحسية ومنع الشعور بأي عمل يقوم به الطبيب أصبح الأمر أكثر راحة وتقبلًا من قبل المرضى. الأمر ذاته يسري على بنج الأسنان والتخدير الفموي الذي يقوم به طبيب الأسنان قبل البدء بأي من إجراءاته الجراحية. وبرغم ذلك قد يواجه بعض الأشخاص حالات حيث لا يستجيب جسدهم لبنج الأسنان. فتكون النتيجة أن يشعروا بكافة الإجراءات التي يقوم به طبيب الأسنان وما ينتج عنها من آلام، وهو ما قد يفوق قدرة تحمل البعض. الأمر الذي يجعلنا نولي اهتمامًا أكبر لأسباب عدم فعالية بنج الأسنان وطرق التعامل مع هذه الحالة عندئذ.

أسباب عدم فعالية بنج الأسنان

ويتوجب على كل أطباء الأسنان أن يطلعوا مرضاهم على الأسباب التي تمنع نجاح التخدير أو بنج الأسنان. وذلك بغرض نشر التوعية بمثل هذا الموضوع الهام قبل البدء بأي إجراء جراحي وأخذ الاحتياطات اللازمة تحضيرًا لذلك. وتتمثل أسباب عدم فعالية بنج الأسنان بأحد العوامل التالية:

  • تناول فيتامين سي بكميات كبيرة وهو ما يسبب بعض الاختلالات في درجة الحموضة في الجسم. الأمر الذي يعيق بنج الأسنان من أن يقوم بوظيفته في تخدير النهايات العصبية. لذلك ينصح أطباء الأسنان بتجنب عصائر البرتقال والأدوية الحاوية على الفيتامينات مثل فيتامين سي قبل إجراء التخدير الفموي.
  • الأسنان الحساسة مما يعني أن نشاط الأعصاب الفموية كبير للغاية ويلزم المزيد من بنج الأسنان لنجاح التخدير.
  • الحركة المستمرة أثناء التخدير والتي تسبب خطأ طبيب الأسنان في إصابة العصب وتخديره. ومن الممكن أن يخطئ الطبيب بنفسه في تحديد مكان العصب أو إيصال إبرة المخدر إليه.
  • بنية السن الخاصة بالمريض فقد تختلف مواضع الأعصاب الفموية وجذور الأسنان من مريض لآخر. الأمر الذي يزيد من إمكانية أن يخطئ طبيب الأسنان في تخدير العصب.
  • العدوى المتواجدة ضمن الفم والتي تسبب ارتفاعًا في الحموضة. وبالتالي لا يؤثر بنج الأسنان على المريض بشكل مثالي.
  • طبيعة جسم المريض من حيث درجة تأثره ببنج الأسنان وتأقلمه مع التخدير.
  • التوتر والقلق اللذان سيمنعان المريض من أن يتأقلم مع التخدير أو أن يتقبله.

أنواع بنج الأسنان

وتتواجد العديد من أنواع بنج الأسنان المتوفرة للعديد من حالات التخدير الفموي. ولكن يتباين نوع بنج الأسنان اللازم من شخص لآخر بالاعتماد على العمر والحالة الصحية والتحسسية بالإضافة إلى متطلبات العمل الجراحي المقام ومدته. كما ويتواجد نوعين رئيسيين من بنج الأسنان وهما الأكثر استخدامًا من قبل أطباء الأسنان بشكل عام. ويمكننا أن نذكرهما على الشكل التالي:

  • التخدير الموضعي المخصص للإجراءات الجراحية البسيطة وقصيرة المدة. ويتوفر هذا النوع من التخدير بأشكال عدة كالجل أو الكريم أو على شكل بخاخ أو حقن.
  • التخدير العام المخصص للإجراءات الجراحية الجدية والتي تحتاج الكثير من الوقت. ومن الممكن أن يضطر طبيب الأسنان إلى اللجوء إلى التخدير العام عند معاناة المريض من نوبة هلع أو قلق حادة. ويتوفر هذا النوع من التخدير عبر قناع الوجه أو من خلال الحقن الوريدي.

طرق زيادة فعالية بنج الأسنان

يشكل القلق أحد أكثر أسباب عدم فعالية بنج الأسنان انتشارًا. إذ يشعر معظم الأشخاص الذين سيخضعون للتخدير الفموي للمرة الأولى بالتوتر الشديد. الأمر الذي جعل سبل الحد من التوتر والقلق أحد أنجح طرق زيادة فعالية بنج الأسنان. حيث يمكن التخلص من القلق والتوتر اللذين يسبقان التخدير وبنج الأسنان من خلال الطرق التالية:

  • استنشاق غاز الضحك الذي يحفز الشعور بالراحة والاسترخاء. كما يزول مفعول هذا الغاز أو ما يعرف علميًا بغاز أكسيد النيتروز بعد مدة صغيرة من التعرض له.
  • تناول حبوب منع الحمل والتي تمتلك تأثيرًا كبيرًا في الشعور بالراحة. لكنها تمتلك تأثيرات جانبية ومضاعفات هرمونية لاحقة الظهور.
  • ممارسة بعض أنواع اليوغا الخاصة للاسترخاء ومواجهة المخاوف من أجل الاستعداد النفسي للتخدير والإجراء الجراحي الفموي.

مدة فعالية بنج الأسنان

ومن الممكن أن يقلق البعض من المدة التي سيبقى فيها بنج الاسنان والتخدير الفموي قائمًا. ففي الحالات الطبيعية تستمر مدة فعالية بنج الأسنان من نصف ساعة إلى ساعة كاملة. لكن هذه المدة ليست مقياسًا مؤكدًا لدى الجميع. وبجميع الأحوال يمكن التخلص من فعالية بنج الأسنان بعد انتهاء الغرض منه عبر تناول أحد مضادات التخدير الموضعي. كما ويمكن لتدليك المنطقة المخدرة أن يسرّع من زوال تأثير بنج الأسنان والتخلص من التخدير.

الآثار الجانبية لبنج الأسنان

في الحقيقة يمتلك بنج الاسنان بعض الآثار الجانبية غير المرغوبة لدى البعض. الأمر الذي يجعل الكثير من زوار عيادات أطباء الاسنان يحيدون عن فكرة التخدير الفموي ويبحثون عن وسائل أخرى تعوضهم عن الجراحة. وتشمل الآثار الجانبية لبنج الأسنان الحالات التالية:

  • الإحساس بدوخة.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • ارتعاش قسري للعضلات.
  • صداع.
  • الشعور برغبة في التقيؤ.
  • الإحساس بضيق في التنفس.
  • الهذيان.
  • التهاب الحلق.
  • الإصابة بحكة ناتجة عن رد فعل تحسسي.
  • آلام مبرحة في مكان إبرة التخدير.

وفي الختام نأمل في أن تكون جولتنا التعريفية بأسباب عدم فعالية بنج الأسنان قد أفادتكم. فالآلام المبرحة التي سيشعر بها المريض في حال عدم فعالية بنج الأسنان تشكل موضوعًا جديًا يتوجب إيلاء المزيد من الاهتمام إليه من قبل المرضى والأطباء على حد سواء.