استسقاء ونزيف بالمعدة قد تكون دلالات على فرط ضغط الدم البابي، دعونا نتعرف سوية على أسباب فرط ضغط الدم البابي.

قبل كل شيء يجب أن نعرّف الوريد البابي وهو عبارة عن وعاء دموي ينقل الدم من أعضاء الهضم المختلفة للكبد. وتقترن أهمية هذا الوريد بأهمية الكبد في تخليص الجسم من السموم والعوامل الضارة.

فهو يشكل نقطة هامة في الدورة الدموية، فهو يمتص السموم الناتجة عن عملية الهضم وينقلها إلى الكبد (مقبرة السموم).

لذلك فإن أي خلل بهذا الوريد سيتسبب في مشكلة كبيرة وحقيقية قد تكون خطيرة بحال لم يتم اكتشافها بوقت مبكر.

في كثير من الأحيان يصعب على الطبيب تشخيص ارتفاع ضغط الدم البابي نظرًا لتداخل الأعراض مع كثير من الأمراض الهضمية. بينما إن تم التشخيص في وقت مبكر يكون الشفاء سهل ومتاح.

أسباب فرط ضغط الدم البابي

عدة أسباب تؤدي بدورها إلى الإصابة بفرط ضغط الدم البابي وهي كما يلي:

  • الإصابة بمرض تليف الكبد: حدوث الندبات والتقرحات في الكبد والتي لها أسباب كثيرة ومتنوعة.

ومن أسباب تليف الكبد التالي

  • تدهن الكبد التشحمّي غير الناتج عن الكحول.
  • زيادة مستوى الحديد في الدم. مما من ترسب الحديد في الكبد للتخلص من تلك الزيادة الأمر الذي يؤدي إلى إجهاد على الكبد.
  • تشوهات وخلل في الأقنية صفراوية. مما يقلل هضم وتحلل الدهون وارتفاع نسبة الشحوم في الدم وبالتالي الإصابة بتشحم الكبد.
  • مرض التليف الكيسي.
  • الحساسية تجاه بعض الأدوية.

كما هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى فرط ضغط الدم البابي

  • الإصابة بالتهاب الكبد الناتج عن عوامل عديدة.
  • الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
  • الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، على سبيل المثال التهاب الكبد المناعي الذاتي، التهاب الأقنية الصفراوية التشمعي من الدرجة الأولى.

الكبد هو نسيج حي يستطيع ترميم نفسه في حالات الضرر. برغم ذلك أن تعرض الكبد لتقرحات مزمنة قد تحدث الضرر الشديد في الوظيفة الكبدية.

يحاول الكبد أن يعالج نفسه عند تعرضه لأي مشكلة قد تسبب تشكل نسيج ندبي على المنطقة المتضررة. يؤدي فرط التقرح إلى صعوبة في أداء الكبد لوظيفته.

أعراض فرط ضغط الدم البابي

وهناك بعض الأعراض التي تشير إلى وجود فرط ضغط الدم البابي منها:

  • براز دموي غامق اللون ناتج عن نزيف معدي معوي وهذه أولى علامات هذا المرض.
  • استسقاء في منطقة البطن ناتج عن وجود سوائل في هذه المنطقة مما يسبب انتفاخ في البطن. وذلك يؤدي إلى بعض النفخة والضيق في النفس وأيضاً بعض التشنجات العضلية.
  • ومن علاماته أيضاً تشوش في الرؤية ونسيان بعض الأمور وذلك ناتج عن اضطراب بجهاز دوران الدم في الكبد.

تشخيص ارتفاع ضغط الدم البابي

في معظم الأحيان يصعب على الطبيب تشخيص حالة ارتفاع ضغط الدم البابي، فقد تكون الأعراض مخفيّة ومتداخلة لأكثر من مرض.

في مثل هذه الحالات يلجأ الطبيب إلى تصوير الإيكودوبلر (التصوير بالأمواج فوق الصوتية دوبلر). حيث يبين جهاز الإيكو وضعية الوريد البابي ومدى اتّساعه وتدفق الدم فيه.

كما ويوجد طرائق مختلفة تفيد في تشخيص فرط ضغط الدم البابي كتصوير المرونة الذي يقّيم مدى صحة النسيج المختبر ومرونته.

أيضًا ويتم التشخيص عن طريق المنظار، وذلك بإدخال المنظار بواسطة أنبوب دقيق وتصوير أعضاء الهضم وملحقاتها.

 

عوامل الخطورة بالنسبة لضغط الدم البابي

  • يزداد خطر التعرض لحالة فرط ضغط الدم البابي عند الأفراد المصابين بتليف الكبد ومتعاطي الكحول بكثرة.
  • أيضاً للأشخاص الذين يتعالجون بالحقن الدوائية.
  • في حال تعرضت لجرح بأداة غير معقمة.
  • العاملون في المشافي أو القطاع الصحي الذين هم على تماس مباشر مع العامل الممرض.
  • الأشخاص الذين يمارسون العلاقات المحرمة.

نصائح للوقاية ارتفاع ضغط الدم البابي

في كثير من الأحيان يلجأ الأطباء إلى إعطاء نصائح هامة قد تكون علاجًا فعالاً لفرط ضغط الدم البابي. أهمها:

  • اتباع نظام غذائي صحي والابتعاد عن المواد التي تؤدي إلى إجاد الكبد. فإذا كانت المعدة بيت الداء فالحمية رأس الدواء.
  • الابتعاد قدر المستطاع عن تناول المشروبات الكحولية. فهذه المشروبات من شأنها أن تسبب مشاكل صحية خطيرة كتليف الكبد وهو العامل المسبب لارتفاع ضغط الدم البابي.
  • الحرص على ممارسة الرياضة التي من شأنها تنشيط الجسم وتخليصه من الدهون والسموم.
  • الامتناع عن التدخين ليس ذلك فحسب بل تجنّب الأماكن التي يوجد فيها المدخنين حتى لا تتعرض إلى خطر التدخين السلبي.
  • تأكد من أنك قد أخذت جميع لقاحات التهابات الكبد.
  • حيث إن أي ضرر في الوظيفة الكبدية سيؤدي بالنتيجة إلى حدوث فرط ضغط الدم البابي. لذا العناية بالكبد هي السبيل الوحيد للتخلص من هذه الحالة.

فرط ضغط الدم في الوريد البابي هو أمر خطير لا يمكن الاستهانة به، فعليك طلب المشورة الطبية بحال شعرت بأعراضه.