تتنوع أعراض نقص فيتامين د في الجسم، وعلى عكس الفيتامينات الأخرى، يعمل فيتامين د كهرمونٍ في الجسم. وفيتامين د هو فيتامينٌ مهم ٌللغاية وله العديد من الوظائف الهامة في جميع أنحاء الجسم، ويصنعه الجسم من الكوليسترول عندما تتعرض البشرة لأشعة الشمس.

يتواجد فيتامين د في بعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية ومنتجات الألبان المدعمة، وتوصي جمعية الغدد الصماء بأن يحصل البالغون على 1500-2000 وحدة دولية من فيتامين د يوميًا. ويقدّم فيتامين د العديد من الفوائد للجسم، فهو يحافظ على صحة العظام، كما أنه يقي الجسم من الإصابة بالسرطان. يساعد فيتامين د أيضا في الوقاية من الإصابة بداء السكري من النوع 2، وفي التقليل من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. وقد يجهل الكثيرون أن فيتامين د يلعب دورًا هامًا في الوقاية من الاكتئاب، كما أنه يعزّز عملية فقدان الوزن، ويقي من الإصابة بالتصلب المتعدد. مع العلم أن نقص فيتامين د شائعٌ جداً. إذ تشير التقديرات إلى أن حوالي مليار شخص حول العالم يعانون من انخفاض مستويات فيتامين د في الدم.

أعراض نقص فيتامين د في الجسم

هناك العديد من الأعراض التي تدل على وجود نقص بفيتامين د في الجسم أهمها:

  • التعب والإرهاق: يمكن أن يكون للشعور بالتعب أسباب عديدة، وقد يكون نقص فيتامين د أحدها. حيث أظهرت الدراسات أن المستويات المنخفضة جدًا من فيتامين د في الدم يمكن أن تسبب التعب الذي يمكن أن يكون له تأثيرٌ سلبيٌّ على نوعية الحياة. ويساعد تناول المكملات الغذائية المناسبة في تحسين مستويات الطاقة.
  • آلام العظام والظهر: يساعد فيتامين د في الحفاظ على صحة العظام بعدة طرق، فهو يحسن امتصاص الجسم للكالسيوم. وقد تكون آلام العظام وآلام أسفل الظهر علاماتٍ على عدم كفاية مستويات فيتامين د في الدم.
  • الاكتئاب: قد يكون المزاج المكتئب أيضًا علامة على نقص فيتامين د.
  • المرض أو الإصابة بالعدوى كثيرًا: من أهم أدوار فيتامين د هو الحفاظ على قوة جهاز المناعة في الجسم كي يتمكن من محاربة الفيروسات والبكتيريا التي تسبب المرض. وقد يتسبب نقص فيتامين د إلى الإصابة بنزلات البرد أو الأنفلونزا بشكلٍ متكرّرٍ.
  • ضعف التئام الجروح: قد يكون التئام الجروح البطيء بعد الجراحة علامةً على أن مستويات فيتامين د منخفضة للغاية.
  • ضعف العظام: يلعب فيتامين د دورًا مهمًا في امتصاص الكالسيوم الضروري للعظام. ويؤدي انخفاضه في الجسم إلى انخفاض كثافة الكالسيوم، مما يعرّض المصاب لخطر الإصابة بالكسور.
  • تساقط الشعر: غالبًا ما يُعزى تساقط الشعر إلى الإجهاد، وهو بالتأكيد سببٌ شائعٌ. ولكن عندما يكون تساقط الشعر شديدًا، فقد يكون نتيجةً لمرضٍ أو لنقصٍ في المغذيات. ونقص فيتامين د في الجسم هو أحد أسباب تساقط الشعر.
  • الآلام العضلية: يصعب تحديد أسباب آلام العضلات، وتؤكد العديد من الدراسات على أن نقص فيتامين د قد يكون سببًا محتملاً لآلام العضلات لدى الأطفال والبالغين.
  • زيادة الوزن: قد يتسبب نقص فيتامين د بارتفاع خطر زيادة الوزن.
  • القلق: كما هو الحال مع الاكتئاب، هناك علاقة بين نقص فيتامين د واضطرابات القلق.

أسباب نقص فيتامين د في الجسم

يمكن أن يحدث نقص فيتامين د بسبب حالاتٍ طبيةٍ معينةٍ، ولأسبابٍ متنوعةٍ أخرى، وفيما يلي أهم هذه الأسباب:

  • التليف الكيسي ومرض كرون والداء البطني: لا تسمح هذه الأمراض للأمعاء بامتصاص ما يكفي من فيتامين د من الطعام.
  • جراحات إنقاص الوزن: إن عمليات إنقاص الوزن التي تقلل من حجم المعدة، أو تستأصل جزءًا من الأمعاء الدقيقة، تجعل من الصعب جدًا تناول كميات كافية من بعض العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن. لذلك يحتاج هؤلاء الأفراد إلى المراقبة الدقيقة من قبل أطبائهم، ويحتاجون إلى الاستمرار في تناول فيتامين د والمكملات الأخرى طوال حياتهم.
  • السمنة: يرتبط مؤشر كتلة الجسم الذي يزيد عن 30 بانخفاض مستويات فيتامين د. حيث تحافظ الخلايا الدهنية على فيتامين د معزولًا حتى لا يتم إطلاقه.
  • أمراض الكلى والكبد: تقلل هذه الأمراض من كمية الإنزيم اللازم لتحويل فيتامين د إلى الشكل المستخدم في الجسم. وبالتالي يؤدي نقص هذا الإنزيم إلى نقص مستوى فيتامين د الفعال في الجسم.
  • العمر: تقل قدرة الجلد على إنتاج فيتامين د مع تقدم العمر.
  • عدم التعرض لأشعة الشمس: الأشخاص الذين يقيمون في المنزل أو نادرًا ما يكونون بالخارج (على سبيل المثال، الأشخاص في دور رعاية المسنين) غير قادرين على الاستفادة من التعرض لأشعة الشمس كمصدرٍ لفيتامين د.
  • لون البشرة: إن البشرة ذات اللون الداكن أقل قدرةً على تكوين فيتامين د من البشرة ذات اللون الفاتح.
  • حليب الأم: يحتوي حليب الأم على كميةٍ قليلةٍ من فيتامين د. لذلك، فإن الأطفال الرّضع معرّضون لخطر عدم تلقي ما يكفي من فيتامين د. وينطبق هذا بشكلٍ خاصٍّ على الأطفال الذين يرضعون حليب الثدي فقط.

علاج نقص فيتامين د في الجسم

يمكن علاج نقص فيتامين د من خلال تناول مكملات فيتامين د. ومن الممكن الحصول عليها بسهولة من دون وصفةٍ طبيةٍ، ولكن يجب استشارة الطبيب لضمان الجرعة الصحيحة. وفي حالات النقص الحاد، أو إذا لم تتحسن مستويات فيتامين د لدى المريض مع المكملات، فقد يوصي الطبيب بحقن فيتامين د. ومن الجيد أيضًا إضافة المزيد من الأطعمة الغنية بفيتامين د إلى النظام الغذائي اليومي. وتشمل هذه الأطعمة كلاً مما يلي:

  • الأسماك الدهنية.
  • صفار البيض.
  • الحبوب الكاملة.
  • الحليب والزبادي.
  • كبد البقر.

الوقاية من نقص فيتامين د في الجسم

للوقاية من الإصابة بنقص فيتامين د في الجسم يجب اتباع ما يلي:

  • تناول المزيد من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين د، مثل الحليب والسمك.
  • التعرض لأشعة الشمس، ولكن ليس لوقتٍ طويل، إذ يكفي التعرض للشمس لمدة 10 إلى 15 دقيقة من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع للوجه أو الذراعين أو الساقين. ويجب الانتباه إلى تطبيق الواقي الشمسي على البشرة قبل التعرض لأشعة الشمس.

تشخيص نقص فيتامين د في الجسم

يمكن للطبيب أن يطلب فحص الدم لقياس مستويات فيتامين د. وهناك نوعان من الاختبارات التي يمكن طلبها، ولكن الأكثر شيوعًا هو 25- هيدروكسي فيتامين د. ويجب على كل من يتناول أحد هذه الأدوية إجراء فحوصات لمستويات فيتامين د:

  • المسهلات.
  • المنشطات (مثل بريدنيزون).
  • الأدوية الخافضة للكوليسترول (مثل كوليسترامين وكوليستيبول).
  • أدوية السل (ريفامبين).
  • عقار فقدان الوزن (أورليستات).

وفي الختام يجب التأكيد على أهمية فيتامين د لوظائف الجسم المختلفة، وبالتالي يجب عدم إهمال الأعراض التي تدل على نقصه في الجسم، والتي بينها المقال بالتفصيل، ومن الجيد المسارعة إلى علاج نقص فيتامين د قبل تفاقم المشكلة.