في الآونة الأخيرة أصبح اللقاح المضاد لفيروس كورونا الشغل الشاغل للناس في جميع بلدان العالم. لذلك اجتهدت كل دولةٍ من الدول الكبرى في إيجاد اللقاح الفعال والمناسب. مما أدى إلى وجود أكثر من نوعٍ واسمٍ لهذا اللقاح. مع ذلك تشابهت تلك الأنواع في أنها تُعطى وفق جرعتين، وبأنها تسبب أعراضًا مرضية على الجسم. ولكن تنوعت اعراض كورونا بعد الجرعتين، فلم يفلت من حصل على لقاح فيروس كورونا من الإصابة به. وخصوصًا بعد ظهور أكثر من متغير جديد للفيروس. لهذا السبب أجمع الأطباء على أهمية التطعيم ضد فيروس كورونا. وذلك بسبب خطورة هذه المتغيرات مما يجعلها تهدد حياة الإنسان.

لكن من الضروري على كل شخصٍ توخي الحذر بعد أخذه اللقاح. فمن الممكن أن يصاب بفيروس كورونا كغيره من الأشخاص. إلا أن اللقاح قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة الخطيرة وزيادة سرعة الشفاء منه. بالإضافة إلى الحد من خطر انتقال العدوى من شخص لآخر. كذلك يجب معرفة أن الإصابة بالمرض تختلف من شخصٍ لآخر ممن حصلوا على اللقاح والذين لم يتلقوه بعد. سواءً من حيث الخطورة أو التأثير أو الأعراض وحتى الوفاة.

أعراض فيروس كورونا بعد أخذ الجرعتين

أفاد معظم الأشخاص الذين تلقوا اللقاح وتعرضوا للإصابة بفيروس كورونا بعده ظهور أعراضٍ خفيفةٍ في الشدة. كما تمكنوا من التعافي بوقتٍ أقل ممن أُصيبوا بالفيروس دون أخذ اللقاح. وأكد الخبراء بعد عدة دراسات على وجود اعراض كورونا بعد الجرعتين وذكروا منها ما يلي:

  • فقدان حاستي التذوق والشم: وهي من أبرز أعراض الإصابة بفيروس كورونا التي تواجدت عند معظم الإصابات المؤكدة. ولكن من الممكن أن تظهر نتيجة فيروسات أخرى، إلا أنها في الوقت الحالي دليل على الإصابة شبه المؤكدة في حال ظهرت بمفردها.
  • الحمى: تعتبر من أهم الأعراض عند الإصابة بفيروس كورونا.
  • السعال الشديد: بالرغم من أن السعال في معظم الإصابات يكون جافًا. إلا أنه يمكن أن يكون رطبًا ومترافقًا مع البلغم في بعض الإصابات. حيث أكدت منظمة الصحة العالمية أن نسبة السعال الجاف من بين الإصابات 66% ونسبة السعال الرطب 33%.
  • التهاب الحلق: لم يذكر التهاب الحلق على أنه من أعراض فيروس كورونا بشكل كافي ولهذا لم يعتبر من الأعراض المميزة والدالة على وجود إصابة، بالرغم من وجوده في بعض الحالات.
  • الصداع الشديد: وجد الصداع في معظم الحالات المؤكدة بالإصابة بفيروس كورونا إلا أنه لا يعد من الأعراض الدالة على العدوى المؤكدة لأن الصداع هو عرض يومي ومتعدد الأسباب.

آلية عمل جرعتين لقاح فيروس كورونا

تساعد لقاحات فيروس كورونا الجسم على تطوير الجهاز المناعي ضد الفيروس المسبب دون الاضطرار للإصابة بشكلٍ مباشرٍ بالمرض. تختلف اللقاحات في آلية العمل ولكن جميعها تؤمن الحماية للجسم وتتركه مزودًا بمخزون من الخلايا اللمفاوية التائية والبائية، التي ستتذكر كيفية محاربة فيروس كورونا في المستقبل. كما  يستغرق الجسم عدة أسابيع لإنتاج الخلايا الليمفاوية التائية والبائية بعد تلقي اللقاح،  لذلك يمكن أن يصاب الإنسان بفيروس كورونا قبل اللقاح أو بعده مباشرًة. وتظهر عليه أعراض المرض لأن اللقاح لم يكن لديه الوقت الكافي لتأمين حماية الجسم وإنتاج الأضداد. وفي معظم الأحيان بعد تلقي اللقاح قد تسبب عملية بناء المناعة أعراضًا مرضيةً مثل الحمى وآلام المفاصل وتعد أعراضًا طبيعيةً وهي علامة على أن الجسم يبني مناعته ضد الفيروس.

أنواع لقاحات فيروس كورونا

يوجد ثلاثة أنواع رئيسية من لقاح فيروس كورونا التي أُجري عليها التجارب السريرية. ولكل لقاح آلية تدفع الجسم للتعرف على الفيروس وحماية الجسم منه وتتمثل اللقاحات بما يلي :

  • لقاحات mRNA: تحتوي هذه اللقاحات على مواد من فيروس كورونا تعطي خلايا الجسم تعليماتها من أجل صنع بروتين غير ضار وفريد من نوعه للفيروس. وبعد صنع البروتين تقوم خلايا الجسم بتدمير المادة الجينية الموجودة باللقاح. وأيضًا يعلم الجسم بضرورة عدم وجود البروتين فيبني الخلايا اللمفاوية التائية والبائية التي ستتذكر كيفية محاربة فيروس كورونا عند الإصابة به.
  • لقاحات الوحيدات البروتينية: يحتوي هذا النوع على بروتينات غير ضارة من فيروس كورونا، وبعد التطعيم يدرك الجهاز المناعي للجسم أن البروتينات لا تنتمي إليه، حينها يبدأ بصنع أجسام مضادة وخلايا تائية وبائية ليتعرف الجسم على الفيروس عند الإصابة به.
  • لقاحات النواقل: تحتوي على نسخة ضعيفة من فيروس حي يختلف عن فيروس كورونا الأساسي. لكنه يحتوي على مادة وراثية من هذا الفيروس  ولهذا يسمى ناقل الفيروس. لكن بمجرد دخول الناقل الفيروسي إلى خلايا الجسم تعطي المادة الوراثية منه تعليمات إلى الخلايا لصنع البروتين التابع للفيروس. وحينها تتشكل الخلايا اللمفاوية التائية والبائية التي ستتذكر الفيروس عند الإصابة به وتهاجمه.

سبب إعطاء جرعتين من لقاح فيروس كورونا

جميع اللقاحات الموجودة إلى الآن تتطلب تلقي جرعتين والجرعة الثالثة مازالت تحت التجارب السريرية. وتبدأ الجرعة الأولى بحماية بناء الجسم والتعرف على المادة الوراثية للفيروس ومن ثم صنع البروتينات الأولية. وبعد عدة أسابيع  وعند تلقي الجرعة الثانية يحصل الجسم على حماية أكبر وأسرع ضد الفيروس، وينتج الجسم الخلايا اللمفاوية التائية والبائية بشكل أسرع.

وفي النهاية أجمع الخبراء على مستوى العالم على  ضرورة تلقي جرعتي لقاح فيروس كورونا للحد من انتشاره ولتجنب عدد الوفيات بأقصى قدر ممكن. مع ذلك فلم يعتبر اللقاح إلزاميًّا لجميع الأشخاص في معظم الدول إلا أنه ضروري. وفي حال وجود حالة صحية يجب استشارة الطبيب المختص قبل تلقي أي نوع من اللقاحات.