ما هي الأنسجة غير الطبيعية التي يمكن أن تنمو من بطانة الرحم، وما مدى خطورتها. كيف تشعر المرأة بهذه الاضطرابات وما هي العلامات التي تظهر على جسدها. هل علاجها صعب؟ وما احتمال تحولها إلى آفة سرطانية خبيثة؟ كثيرةٌ هي الأسئلة التي قد تخطر على بالك عزيزتي المرأة ولا تجدين لها جواب، وهنا يأتي دورنا لنزيل كل إشارات الاستفهام الموجودة لديكي. تابعي معنا سيدتي مقالنا التالي لتكتسبي معلومات كافية حول علاج نمو الأنسجة غير الطبيعي من بطانة الرحم.

الرحم وبطانة الرحم

قبل كل شيء يجب أن تعلمي عزيزتي المرأة بأن رحمك هو منزل جنينك الذي ينمو ويعيش بداخله لمدة تسعة أشهر متتالية، أي أنه الجزء الأهم من جهازك التناسلي. وتخضع بطانة الرحم لتبدلات متتالية على طول أيام الشهر استجابةً لمستوى الهرمونات الدموية. تستعد هذه البطانة لاستقبال البويضة الملقحة (التي ستشكل الجنين لاحقًا) مع بداية كل دورة شهرية إذ يزداد نمو وعدد الأوعية الدموية الموجودة داخلها.

وهنا يوجد احتمالان الأول هو حصول الإلقاح والحمل، والثاني هو انسلاخ البطانة وطرحها خارج الجسم على شكل دم طمث. نستنتج مما سبق بأن البطانة معرّضة بشدة لحدوث تغيرات في خلاياها، ونمو أنسجة غير طبيعية داخلها. وللتعرف على نوع هذه الأنسجة تابع معنا الفقرة التالية.

أنواع التبدلات الحاصلة ضمن البطانة الرحمية

تتعرض بطانة الرحم لشذوذات خلوية متعددة بعضها خطير وبعضها الآخر لا قيمة له، وسنذكر من الحالات المهمة:

  • فرط تصنع بطانة الرحم: تتعلق هذه الحالة بالتحريض الهرموني بشكل أساسي، وبهرمون الاستروجين بشكل خاص. مع العلم أن فرط التصنع هو حالة تتجاوز فيها سماكة بطانة الرحم الحد الأعلى الطبيعي لها، وتبدأ بالانقسام السريع العشوائي، وتوجد عدة مستويات لفرط التصنع. الأقل خطورة هو الشكل البسيط الذي يتطلب مراقبة فقط وأخطره هو الشكل الشاذ الذي يعتبر حالة قبل سرطانية. ويحتاج إلى معالجة بأقرب فرصة ممكنة.
  • البوليبات (السلائل) الرحمية: البوليبات عبارة عن آفات متبارزة ضمن جوف الرحم وهي كسابقتها تكاثر زائد وسريع للخلايا. لا تقلقي عزيزتي المرأة إذا أخبرك طبيبك بوجود هذه المشكلة لديكي وذلك لأن الغالبية العظمى من البوليبات غير سرطانية وتنتج عن اضطرابات طمثية وهرمونية. ويبقى النمط السرطاني هو الشذوذ عن القاعدة.
  • السرطان الرحمي: هو سرطان شائع بين النساء. وعلى الرغم من كونه ينتج بالآلية نفسها إلا أنه الأخطر بين الحالات السابقة. يكون الشذوذ الخلوي كبير وقد يضطر الطبيب إلى استئصال الرحم لإنقاذ حياة المرأة.

علاج الأنسجة غير الطبيعية في بطانة الرحم

يختلف العلاج باختلاف السبب واختلاف النمط النسيجي ومدى خطورته، ويمكن تلخيص العلاجات المتبعة كالتالي:

  • الأدوية: يمكن القول بأن العلاج الهرموني هو أشيع العلاجات المتبعة، والهدف منه هو إيقاف تكاثر بطانة الرحم الذي يحدث بسرعة وعشوائية. وتعتبر حبوب منع الحمل الحاوية على البروجسترون العلاج المختار للحالة السابقة.
  • الاستئصال عن طريق تنظير باطن الرحم: تعد هذه الطريقة مناسبة وغير ضارة في الوقت ذاته، وهي ممتازة لإزالة الآفات السليمة.
  • استئصال البطانة: قد يقوم الطبيب بتجريف بطانة الرحم إذا كان العلاج الهرموني غير طبيعي أو غير كافي، أي في حال استمرار التكاثر رغم العلاج الدوائي.
  • استئصال الرحم: إن استئصال الرحم هو الحل الجذري لعلاج الآفات الرحمية إلا أنه قرار صعب بالنسبة للمرأة والطبيب. يجب التفكير مليًّا قبل القيام بهذا الإجراء فمن واجب الطبيب الموازنة المنطقية بين السلبيات والإيجابيات وخاصةً إذا كانت المرأة صغيرة في السن وتنوي إنجاب المزيد من الأطفال.

عوامل الخطر عند حدوث شذوذات البطانة الرحمية

  • العقم أو عدم القدرة على الإنجاب.
  • تناول الأدوية الهرمونية التي تحتوي كميات كبيرة من الاستروجين.
  • وجود التهابات رحمية أو حوضية سابقة وغير معالجة بشكل جيد.
  • مشكلات الدورة الطمثية أو انقطاعها.

وفي الختام صحتك عزيزتي المرأة هي صحتنا جميعًا حافظي عليها من أجل سلامتك في المقام الأول، ومن أجل سلامة المجتمع في المقام الثاني. نرجو أن نكون قد قدمنا معلومات مفيدة بالنسبة لك.