الإصبع الزنادية أو الزنادي أحد الاضطرابات التي تشكل العديد من إشارات الاستفهام عند الكثيرين. فهل تساءلت يومًا عن هذه الحالة؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟ يمكنك متابعة المقال التالي لإيجاد ما تبحث عنه فيما يخص هذه الحالة من أسباب وعلاج وغيره من التفاصيل.

يمكن أن تشكل اضطرابات العضلات والعظام خوفًا كبيرًا لأنها يمكن أن تؤثر على النشاط والحركة بشكل ملحوظ. مما ينعكس على ممارسة المريض لحياته اليومية بمختلف جوانبها، وهذا ما يؤثر بدوره على معنوياته أيضًا. فهل تحتاج مشكلة الإصبع الزنادي لهذا القلق وهل يكون تأثيرها على حياة المريض كبيرًا؟

تشكل التشنجات نسبة كبيرة من اضطرابات الجهاز الحركي وتتعدد أشكالها. ولكن لا تقتصر إصابات هذا الجهاز على التشنجات، فيمكن لبعض الإصابات أن تكون خطيرة وتحد بشكل جدي من حركة المريض أو تسبب له إعاقة حقيقية. ولكن لا تستدعي جميع الإصابات الذعر والخوف، إليك فيما يلي دليلك لتتعرف على اضطراب الإصبع الزنادي.

الإصبع الزنادية

الإصبع الزنادية أو الزنادي Trigger Finger هي حالة يمكن أن تصيب أي إصبع في اليد. ويصبح هذا الإصبع فيها عالقًا بوضعية منحنية بحيث تشابه وضعية الضغط على زناد السلاح. كما يمكن أن يصدر صوت يشبه صوت سحب زناد السلاح عند محاولة بسط الإصبع العالق بالقوة. ومن هنا أتت هذه التسمية التي قد تبدو غريبة للبعض.

يشيع هذا الاضطراب عند فئة معينة من المرضى، مثل مرضى التهاب المفاصل الروماتيدي ومرضى الداء السكري. كما ينتشر هذا الاضطراب عند الأشخاص الذين تتطلب أعمالهم ونشاطاتهم ثني الأصابع أو القبض على الأشياء بشكل متكرر. مثل أعمال الزراعة والحدائق التي تستخدم المقصات الزراعية، أو الكتابة على الحاسوب أو العزف على بعض الآلات الموسيقية. أو حتى عند المدخنين لأنهم يستخدمون الولاعات بشكل متكرر. كما أن الإصبع الزنادي أكثر انتشارًا بين الأربعين والستين من العمر وبشكل خاص عند النساء.

الأسباب المؤدية إلى حدوث هذه الحالة لا تزال مجهولة حتى الآن. ولكن يمكن أن تفسر بحدوث التهاب أو ورم في وتر الإصبع المصابة. مما ينتج عنه عدم حرية حركة الإصبع بالثني والبسط فتعلق هذه الإصبع بالوضعية المنحنية مشكلةً الإصبع الزنادية. وتحدث هذه الحالة بدرجات مختلفة ولهذا يختلف علاجها باختلاف درجتها وشدتها.

كيف تحدث حالة الإصبع الزنادية

في الحالة الطبيعية ترتبط العضلات بالعظام بوساطة الأوتار، وتحيط بهذه الأوتار أغماد، يخرج الوتر من غمده ويعود له بسلاسة عند الثني والبسط، ولكن في حالة الإصبع الزنادية لا يحدث ذلك بنفس السلاسة بسبب الالتهاب أو التورم.

يؤدي الالتهاب في وتر الإصبع إلى نقص المساحة التي يتحرك ضمنها في الغمد، مما يجعل حركة هذا الوتر مقيدة فيخرج من غمده ولكن لا يرجع بسهولة فتعلق هذه الإصبع بوضع مقوس وقد يصاحب ذلك ألم وصوت طقطقة. كما يمكن أن تظهر عقيدات على هذا الإصبع وهي عبارة عن منطقة مرتفعة ومنتفخة مدورة الشكل. ويصاحب عادةً هذه العقيدات ألم في راحة اليد أو جذر الإصبع.

تشخيص وعلاج الإصبع الزنادية

يتم تشخيص اضطراب الإصبع الزنادية من خلال فحص الطبيب المختص لليد، ويمكن القيام بالتصوير الشعاعي لتأكيد التشخيص والتحقق من درجة الضرر. ويعتمد العلاج على شدة الحالة والأعراض حيث تتنوع الخيارات العلاجية بين العلاجات غير الدوائية والجراحة.

تشكل مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية حلًا مناسبًا للمرضى الذين يعانون من ألم والتهاب في الإصبع الزنادي، وفي الحالات الأخف قد يستفيد المرضى من المعالجة الحرارية بأكياس الثلج التي توضع على المنطقة المصابة، وهنا يجب التأكيد على عدم وضع الثلج بشكل مباشر على الجلد، بل يجب وضعه أولًا بقطعة شاش أو قطن.

تستخدم الجبائر على نطاق واسع لتخفيف حالة الإصبع الزنادية، حيث توضع جبيرة على الإصبع المصاب قبل النوم وقد تستخدم لعدة أسابيع، وذلك للحفاظ على الإصبع بشكل مستقيم أثناء الليل وتقليل تقوسه.

تفيد حقن الستيروئيدات القشرية التي تعطى داخل غمد الوتر مع مخدر موضعي بتخفيف الألم والالتهاب بشكل سريع ولكن مؤقت، وهذا الإجراء فعال عند 90 % من المرضى، حيث تمكنهم من تحريك أصابعهم بسهولة بعدها.

الجراحة العلاجية للإصبع الزنادية

قد لا يستفيد بعض المرضى من الخيارات العلاجية السابقة، وتستمر أو تتفاقم حالة الإصبع الزنادية لديهم، مما يطرح خيار الجراحة كإجراء علاجي ضروري لتحسين وضع المريض. وغالبًا تجرى هذه العمليات في العيادات الخارجية باستخدام مخدر موضعي حيث تعتبر إجراءات بسيطة تحسن من حالة المريض، ولكنها قابلة للنكس خاصةً عند مرضى الداء السكري وتشمل جراحة الإصبع الزنادي نوعين رئيسيين هما:

الجراحة المفتوحة: يقوم الطبيب فيها بإجراء شق جراحي صغير في قاعدة الإصبع المصابة، لتحرير المنطقة المضغوطة من غمد الوتر.

الجراحة الجلدية: يدخل الطبيب في هذا النوع من الجراحة إبرة إلى الأنسجة التي تحيط بالوتر المصاب بالتهاب، لتحريكها مما يخفف الانقباض ويسهل انبساطها.

مضاعفات جراحة الإصبع الزنادية

تحدث في بعض الحالات مضاعفات لجراحة الإصبع الزنادية، على الرغم من كون هذه الجراحة إجراء بسيط ومفيد، ومن أبرز المضاعفات التي لوحظت بعد جراحة الإصبع الزنادية:

العدوى: قد تسبب الجراحة العلاجية للإصبع الزنادي إصابة وتر الإصبع بالعدوى التي تكون غالبًا عدوى بكتيرية. وتكون أعراض هذه العدوى التهاب في الإصبع وتورم واحمرار ويكون الإصبع دافئًا. يجب طلب المساعدة الطبية في حال ظهور هذه الأعراض بعد الجراحة.

رد فعل تحسسي: قد تسبب ردود الفعل التحسسية أعراضًا مشابهة للعدوى البكتيرية، كما أنها تستوجب الاستشارة الطبية.

على الرغم من كون الإصبع الزنادية حالة بسيطة عند غالبية المرضى ويمكن معالجتها بسهولة بدون أدوية، ولكن قد تسبب للبعض الآخر منهم معاناةً تمنعهم من القيام بهواياتهم وأنشطتهم المفضلة، لذلك الاستشارة الطبية المبكرة عند ملاحظة أي عرض (خاصةً عند مرضى الداء السكري) ستساعد في تجنب تفاقم المشكلة، وتمكن المريض من التخلص من الألم ومتابعة نشاطاته بشكل طبيعي.