البدانة أو السمنة من الأمراض التي انتشرت في مجتمعنا في الآونة الأخيرة وهي زيادة في كتلة الدّهون في الجسم بسبب اختلال التّوازن بين السّعرات الحراريّة التي تدخل الجسم والسّعرات الحراريّة التّي يحرقها الجسم. وسبب هذا الاختلال هو تغير نمط الحياة بشكل عام وزيادة وسائل الرّاحة ومنها ازدياد عدد مطاعم الأكل الجاهز غير الصحيّة. والانشغال بالعمل وقلة الوقت اللازم لتحضير طعام صحي في المنزل، أو لإجراء التمارين الرّياضيّة، بالإضافة إلى زيادة الرّفاهيّة. كما أنّ الشّابكة الإلكترونية حدّت من حركة الأشخاص فأصبحوا ينجزون الكثير من أعمالهم عبر الشّابكة الإلكترونيّة. حتّى طلب الوجبات السّريعة أصبح عن طريق المحمول، متغافلين عن المضاعفات الناتجة عن البدانة وطرق علاجها.

المضاعفات الناتجة عن البدانة

  • أمراض القلب: يؤدي ارتفاع معدل الدّهون في الجسم إلى ارتفاع ضغط الدّم وارتفاع مستويات الكوليسترول أيضا. وبالتالي تزيد احتمالية الإصابة بأمراض القلب والجلطات القلبية.
  • مرض السكري من النّوع الثّاني : تؤدي السمنة إلى ارتفاع تركيز السّكر في الدّم ليتجاوز حدوده الطبيعيّة، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الخطر بالإصابة بتلف الأعصاب أو جلطات دماغية كما أنّها تسبب مشاكل في النّظر.
  • أمراض الكلى : ترتبط السّمنة أيضا بأمراض الكلى فنتيجة لزيادة تركيز السّكر في الدّم وارتفاع ضغط الدّم يؤدي ذلك إلى الإصابة بالفشل الكلوي المزمن.
  • توقف التنفس أثناء النّوم : تزيد السّمنة من تقلص المجاري الهوائية وتكون سببًا في عدم توسعها بسبب الدّهون الموجودة حول الرّقبة. مما يؤدي إلى صعوبة التّنفس أو توقفه بشكل لحظي كما أنّه يسبب ظاهرة الشّخير.
  • العقم : وذلك لأنها تسبب عدم انتظام الدّورة الشّهريّة بالنسبة للنساء، وضعف انتصاب لدى الرّجال.
  • بعض أنواع السّرطان : قد تزيد فرصة الإصابة بسرطان عنق الرّحم أو بطانته وسرطان الثّدي والقولون.
  • مرض الكبد الدّهني : يؤدي تراكم الدّهون في الكبد إلى الإصابة بتليف الكبد أو تلفه، وتجد الإشارة إلى أنه لا يوجد أعراض لزيادة نسبة الدّهون على الكبد مما قد يؤدي إلى فشل عمله فجأة.
  • التهاب المفاصل :تتحمل المفاصل والعظام عبء حمل الوزن الزّائد، مما يزيد من خطورة الإصابة بالتهاب المفصل التنكسي.
  • المشاكل النّفسية: تؤدي السمنة إلى انخفاض ثقة المريض بنفسه وقد يؤدي به الحال إلى الانعزال عن العالم.

أسباب البدانة

  • الجينات الموروثة

كما اقتضت العادة تحميل العامل الوراثي السبب الرّئيسي لأي مرض فلن تكون البدانة بمنأى عن ذلك فبحسب الدراسات فإن نسبة %80  من الأطفال المصابين بالبدانة هم لأبوين يعانيان من البدانة.

  • النّظام الغذائي

يلعب النظّام الغذائي غير الصحي دور كبير في حدوث البدانة، فهناك بعض العوامل التّي تزيد منها وهي:

      • الإفراط في تناول السّكريات والأطعمة الغنيّة بالدهون ومنها الوجبات الجاهزة التّي تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة بالإضافة إلى ذلك تفتقد للقيمة الغذائيّة.
      • تناول وجبتين أو ثلاثة في اليوم فتكون الوجبات كبيرة ومشبعة بالدهون والسكريات مما يؤدي إلى زيادة نسبة الأنسولين في الدّم. ويجب تبديل هذه العادة بتناول خمس أو ست وجبات صغيرة وبذلك يحقق مستوى ثابت من الأنسولين.
      • تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيرات البسيطة مثل المشروبات الغازية والحلويات ويكمن ضررها بسبب زيادة افراز الأنسولين بشكل أكبر من افرازه بعد تناول الكربوهيرات المعقدة مثل المعكرونة والأرز.
  •  تناول بعض الأدوية

يؤدي تناول بعض الأدوية إلى البدانة ومنها أدوية الاكتئاب والأنسولين وأدوية التشنجات وحبوب منع الحمل وأدوية ارتفاع ضغط الدم.

  • قلة الحركة

لابد من زيادة كمية السّعرات الحرارية التّي يفقدها الفرد وذلك لا يتم إلا بممارسة التّمارين الرّياضيّة.

 

طرق علاج البدانة

  • النّظام الغذائي

يجب اتباع نظام غذائيّ صحيّ يعتمد على سعرات حرارية قليلة، و الاكثار من الخضار الغنية بالألياف والتي تساعد على الإحساس بالشبع، والابتعاد عن الأطعمة الجاهزة أو الأطعمة ذات السّعرات الحرارية العالية كالحلويات والدهون. وتناول الزّيوت الصحيّة كزيت الزّيتون والابتعاد عن الملح والسكر، والاكثار من شرب الماء البارد فهو يساعد على رفع معدل الحرق ويفضل تناول السمك مرتين في الأسبوع.

  • ممارسة الرّياضة

للرياضة فوائد عديدة فهي بالإضافة إلى دورها في إنقاص الوزن فهي تحافظ على نزول الوزن لفترة طويلة، وتساعد على بناء الكتلة العضلية التي بدورها تقوم بحرق الدهون، كما أنّ لها دور كبير في تحسين نفسية الممارسين لها، وتزيد قدرتهم على تحمل مصاعب الحياة وتصبح نظرتهم إيجابية للحياة.

  • اتباع حميات غذائية

في بعض حالات الإصابة بالسمنة يحتاج الشخص إلى التخلص من وزنه في فترة زمنية قليلة بسبب مضاعفات السّمنة، في هذه الحالة يجب اتباع نظام غذائي مدروس السعرات والقيم الغذائية يكون رديفًا للرياضة لتحقيق نتائج أفضل في وقت أسرع.

  • تناول أدوية تساعد على فقدان الوزن

وهي نوعان:

      • أدوية لفقدان الشّهية.
      • أدوية تمنع الجسم من امتصاص الدهون.

ولكلا النوعين تأثيرات جانبية ضارة جدًا لذلك يجب الحذر في استخدامها. وعدم تناولها إلا بعد استشارة الطبيب للتأكد من أنّها موافق عليها من قبل وزارة الصحة.

اجراء عمل جراحي.

وهي الأمل الأخير لفقدان الوزن ولها عدة أنواع. تكميم المعدة أو عملية تجاوز المعدة أو حزام المعدة أو بالون المعدة.

طرق الوقاية من البدانة

  • تناول الغذاء الصحيّ الغني بالألياف والابتعاد عن الدهون والسكريات.
  • المواظبة على ممارسة الرّياضة بشكل يومي لمدة 30 دقيقة على الأقل.
  • الابتعاد عن الضغط والتوتر.
  • الإكثار من شرب الماء.
  • استبدال السكر الأبيض ببدائله في حال عدم القدرة على الغائه.
  • النّوم الكافي لمدة لا تقل عن ست ساعات والأفضل أن تكون ليلًا.
  • الاهتمام بوجبة الفطور فهي تزيد من الشعور بالشبع لفترات طويلة خلال النهار.
  • متابعة الوزن بشكل أسبوعي.

الدّعم المعنوي والإطراء هو مايحتاجه مريض البدانة فهو بالإضافة إلى الوزن الزّائد الذّي يحمله، يحمل أمراضًا نفسية بسبب نظرة المحيطين بهم، تدفعهم إلى الاكتئاب والانعزال عن العالم وعدم الرّغبة في الخروج من المنزل.