يعد البلوغ المبكر عند الفتاة أحد العوامل المسببة للكثير من الأخطار والتداعيات الصحية لها.

ويعد البلوغ الطبيعي عملية فيزيولوجية معقدة ومرتبة بإشراف غدتي تحت المهاد والنخامية. وتختلف فترة البلوغ الجنسي بين الذكور والإناث. حيث تتراوح هذه الفترة لدى الإناث ما بين الثامنة وحتى الثانية عشر عامًا. بينما تتراوح هذه الفترة لدى الذكور ما بين التاسعة والرابعة عشر عامًا. ولكن كثيرًا ما يتعرض الفتيان والفتيات إلى أعراض البلوغ المبكر (Precocious puberty) باضطراباته الكثيرة. يصنف الأطباء البلوغ المبكر عند الفتاة مع المشاكل الصحية التي يمكن أن يكون لها تداعيات خطيرة للغاية.

عزيزتي الأم إذا لاحظتِ تغيراتٍ ملحوظة ومفاجئة في شكل جسم ابنتكِ، بالإضافة إلى النمو السريع في العضلات والعظام لديها بشكل أنثوي. أو بدء الطمث عندها في وقت سابق لأوانه، أو ظهور حب الشباب أو الشعر في بعض أماكن الجسم لديها فعليكِ أن تعلمي أنها علامات البلوغ المبكر.

تابعوا معنا المقال التالي وتعرفوا على أهم أسباب البلوغ المبكر عند الفتاة وعوامل الخطر المسببة.

أسباب البلوغ المبكر

صنف الطب نوعين من مسببات البلوغ المبكر وهما:

  • أسباب البلوغ المبكر المركزي.
  • مسببات البلوغ المبكر المحيطي.

أسباب البلوغ الباكر المركزي

إن العامل المحرّض للبلوغ الجنسي المبكر المركزي هو إفراز هرمون موجه القند من منطقة الوطاء (منطقة ما تحت السرير البصري) GNRH بالدماغ بعمر مبكر. حيث يقوم هذا الهرمون بإعطاء أوامره للمبيضان عند الأنثى لإفراز الاستروجين، وللخصى عند الأطفال الذكور لإفراز التستسترون مبكرًا. ويعد هذان الهرمونان العامل الأساسي في البلوغ الجنسي الطبيعي عند الأنثى والذكر. إلا أن الإفراز المبكر لهما يجعل هذا البلوغ بلوغًا كاذبًا وحالة غير صحية.

عزيزي القارئ إن هذا النمط من البلوغ يصيب الأطفال بعمر مبكر حيث يبدأ إفراز هذه الهرمونات بعمر صغير. وفي أغلب الحالات لا يعرف الطب أسبابه. ولكن هناك حالات خاصة قد تكون سببًا في الإصابة بالبلوغ المبكر المركزي عند الأطفال وهي:

  • أورام أو أضرار ميكانيكية أو امتصاص إشعاعات ضارة في الجهاز العصبي المركزي (الدماغ أو النخاع الشوكي).
  • ورم في غدة الكظر مسببًا خلل في إفراز الهرمونات.
  • كسل في الغدة الدرقية وإن هذه الحالة تؤثر على كامل توازن الجسم.
  • الإصابة بالاستسقاء الدماغي الولادي وتجمع السوائل في الدماغ.

أسباب البلوغ المبكر المحيطي

إن الدماغ وهرموناته ليس لها علاقة بنمط البلوغ المبكر المحيطي. فهو ناتج عن وجود هرمون الاستروجين أو التستسترون بكمية كبيرة في جسم الطفل مما يسبب مظاهر البلوغ المبكر.

ينتج هذا النوع من البلوغ نتيجة خلل في المبيضين أو الخصى أو يكون ناتج عن مشكلة بالغدة النخامية أو الكظرية.

عزيزي القارئ قد تكون أحد الأمراض التالية السبب الرئيسي لبلوغ طفلك المبكر وهي:

  • أورام الغدة النخامية التي تحرّض على إفراز هرمون نمو وتطور المبيض الإستروجين.
  • أورام في الغدة الكظرية.
  • استخدام الأدوية الهرمونية والمراهم لعلاج بعض الأمراض مما يرفع تركيز هذا الهرمون في الجسم مسببًا لظهور البلوغ المبكر.
  • الإصابة بتناذر ماكيون أولبرايت وهي مشكلة وراثية تسبب خلل في تراكيز الهرمونات.
  • الإصابة بحالة المبيض المتكيّس أو أورام المبيضان عند الفتيات الصغار أيضاً قد تكون السبب وراء البلوغ المبكر.
  • حدوث ورم أو خلل في خلايا الخصية التي تنتج الحيوانات المنوية وتفرز هرمون التستسترون.
  • الإصابة بطفرة وراثية تسبب البلوغ المبكر لدى الطفل بعمر سنة إلى أربع سنوات.

 

عوامل الخطر للبلوغ المبكر عند الأطفال

هناك الكثير من العوامل الخطر ة المرتبطة بحالة البلوغ المبكر. ونذكر منها:

  • الأصول العرقية تلعب دورًا هامًا. حيث أشارت الدراسات الأمريكية إلى أن الأمريكيين من الأصول الإفريقية هم أكثر عرضة للإصابة بالبلوغ المبكر.
  • استخدام العلاج بالأشعة لأورام الدماغ والنخاع الشوكي أو اللوكيميا (سرطان الدم).
  • الإصابة بتشوهات خلقية في الغدة الكظرية كسل في الغدة الدرقية أو متلازمة ما كيون أولبرايت تزيد من خطر البلوغ المبكر.
  • الأطفال البدينون هم أكثر عرضة للإصابة البلوغ المبكر. فإن الخطر يزيد كلما زاد وزن طفلك عن الحدود المسموحة.

 

تدخين الحامل والبلوغ المبكر للأطفال

عزيزتي الحامل المدخنة، هل تعلمين مدى الخطر الذي تلحقه عادة التدخين لديكِ بأطفالكِ في المستقبل؟ هل فكرتِ يومًا ما هي الأمراض التي تواجه الفتيات اللواتي يولدن من أمهات مدخنات؟ إنها أورام الثدي والمبيض الناتجة عن البلوغ المبكر لديهن.

وفقًا لمجلة American Journal of Epidemiology العلمية، توصلت دراسات علمية حديثة إلى أن تدخين الحامل خلال فترة حملها غالبًا ما يعرض مواليدها في المستقبل لحالة البلوغ المبكر. فعلى سبيل المثال لن تنمو مواليدها الإناث قبيل سن المراهقة وخلالها بشكل طبيعي.  بل سيؤثر تدخين الأم خلال الحمل على تنظيم عملية نمو العظام والعضلات المرافقة للنضج الجنسي، بالإضافة إلى تسريع البلوغ الأمر الذي يسبب اضطرابًا حقيقيًا في البلوغ. حيث أجرى العلماء أبحاثهم على ما يقارب ثلاثة عشر ألفًا من الحوامل وأطفالهن وفقًا لعامل التدخين أثناء الحمل، كما راقبوا حالة تطور النمو والبلوغ عند الأطفال منذ سن الحادية عشر عامًا. وقد أرجع العلماء البلوغ السريع السابق لوقته وذلك قبل ثلاثة أو ستة أشهر من الوقت الطبيعي إلى تدخين الأم أثناء الحمل أكثر من عشرة سجائر في اليوم الواحد.

النظام الغذائي الصحي والبلوغ المبكر

ربطت أحدث الدراسات العلمية البريطانية ظاهرة البلوغ المبكر بالبدانة عند الأطفال، والتي تعود إلى عدم اتباع النظام الغذائي الصحي المتوازن بعناصره الغذائية اللازمة للجسم.

حيث أجرت الدراسة تجاربها على تسعين ألف امرأة في بريطانيا. وأكدت على أن الفتيات البدينات واللواتي لا يتبعن نظامًا غذائيًا صحيًا هم أكثر عرضة لظاهرة البلوغ المبكر، وتداعياتها الخطرة كالإصابة بسرطان الثدي. وأرجعت ذلك لزيادة تعرضهن لهرمون الاستروجين عند بدء الحيض لديهن بعمر مبكر.

عزيزتي الأم، يبقى ابتعادكِ عن التدخين خلال فترة الحمل، واتباع نظام غذائي صحي متوازن لأطفالك أهم الإرشادات اللازمة لحمايتهم من البلوغ المبكر وتداعياته.