عند الوصول إلى سن البلوغ  تبدأ سلسلة من التغيرات الطبيعية بالظهور لدى الإناث، وهي تغيرات جسدية وتغيرات نفسية. كما وإن هذه التغيرات النفسية تكون مرتبطة ارتباطًا شديدًا بالتغيرات الجسدية التي تحدث لدى الانثى، وكذلك بالهرمونات التي يتم إنتاجها من جسم المرأة، حيث  تتحكم بعواطف المرأة وحالتها المزاجية.
فعند الوصول لسن البلوغ، يرسل الدماغ إشارة للغدة النخامية ليخبرها بأن جسد الأنثى قد اكتمل وأصبح مستعدًا للبلوغ. حيث تقوم  الغدة النخامية بدورها بإرسال رسالة للغدد التناسلية عند الأنثى لتقوم بتحضير جسم الأنثى لعملية الحمل والإنجاب. كما وتقوم الغدد التناسلية بإطلاق الهرمونات الجنسية التي تقوم بتغيير الشكل الخارجي لجسد الفتاة من جسد طفلة إلى جسد أنثى ناضجًا جنسيًا.

وهذه التغيرات لا تظهر لدى جميع الإناث في السن نفسه. حيث يعتمد ذلك على بنية الجسم وكمية الهرمونات الجنسية، وتوقيت إفرازها، كما وإن هذه التغيرات متشابهة لدى جميع الإناث. وفي هذا المقال سنطلعك عزيزي القارئ على التغيرات الطبيعية التي تطرأ على الإناث عند البلوغ.

ما هي مرحلة البلوغ عند الإناث

هو مرحلة مهمة جدًا من مراحل نمو جسم المرأة، يحدث فيها تغييرات جسدية ونفسية تهدف لجعل الجسم ناضجًا جنسيًا، وقادرًا على الحمل والإنجاب. وهذه العملية المنظمة تحدث تحت تأثير هرموني يبدأ من الدماغ وينتهي في المبيضين، حيث ينتج المبيضين هرمونات محفزة للرغبة الجنسية وللنمو البدني، كما وتعمل تلك الهرمونات على تغيير شكل الجسم ونمو العظام والعضلات، وتوزيع الدهون في جسم الفتاة.
كما وتتحكم تلك الهرمونات الجنسية بالدم والبشرة والشعر والصدر والأعضاء التناسلية، حيث يتسارع النمو الجسدي. كما وتنمو العظام طولًا وعرضًا بشكل سريع في بداية مرحلة البلوغ، وتكتمل وتتوقف عن النمو في نهاية تلك المرحلة حيث يصبح جسد الأنثى بالغًا بالشكل النهائي. ومن الجدير بالذكر أن مرحلة البلوغ تبدأ ببعض التغيرات الجسدية الخارجية وتنتهي بعملية النضج الجنسي وقدرة الجسم على التكاثر.

العوامل التي تؤثر على بدء النضج الجنسي

قد تبدأ مرحلة البلوغ وسطيًا في سن من 10 إلى 11 عامًا، وتنتهي في سن من 15 إلى 17 عامًا. ويختلف سن البلوغ لدى الإناث اعتمادًا على عدة متغيرات منها:

  • الطول والوزن.
  • التغذية الجيدة حيث يؤثر نمط التغذية بشكل مباشر على النمو الجسدي.
  • كذلك بعض الاضطرابات التي قد تسبب بلوغًا مبكرًا أو بلوغًا متأخرًا.

ويرافق تلك التغييرات الجسدية جملة من التغيرات النفسية التي تتزامن مع مرحلة النضوج الجنسي، وتتأثر بشكل مباشر بالهرمونات الجنسية.

التغيرات الجسدية التي تحدث للفتاة عند البلوغ

التغيرات الرئيسية عند البلوغ للفتيات

ونقصد بها التغييرات التي تحدث على الأعضاء التناسلية الداخلية وهي:

  • يكبر حجم المبيضين وينضجان ويصبحان قادرين على إنتاج البويضات، حيث يتم إطلاق بويضة من كل مبيض كل 28 يومًا وسطيًا.
  • يبدأ المبيضين بإطلاق الهرمونات الجنسية وهي البروجسترون والأستروجين والتي تتحكم بتكوين بطانة الرحم وإنتاجها ونزولها.
  • يكبر حجم الرحم بمقدار ثلاث مرات.
  • يصبح المهبل عند الأنثى أكثر مقاومة للعدوى، كما ويتم إنتاج مفرزات مخاطية مائلة للبياض من المهبل، ويصبح المهبل ذو وسط حامضي، ويصبح لون سطح المهبل وردي.
  • نزول دم الحيض، وعادة يحدث ذلك بعد مرور عامين على بدء البلوغ، وفي البداية قد تكون الدورات الشهرية غير منتظمة لدى بعض الفتيات، وقد لا يصاحب الدورة الشهرية عملية إباضة وبالتالي يؤثر ذلك على الخصوبة لعدة سنوات.

التغيرات الثانوية عند البلوغ للفتيات

  • تغيرات الثدي: أولى تغيرات الثدي هي ظهور كتلة دهنية تحت الهالة مباشرة قد تكون في كلتا الجهتين أو أحدهما، ثم يبدأ الثديان بالبروز، ويصبحان أكثر نعومة، وتنمو الحلمتان وتبدآن بالبروز مع الحالة ويستمر ازدياد حجم الثدي وامتلائه حتى يصل إلى الحجم النهائي.
  • شعر العانة: قد يبدأ شعر العانة بالظهور قبل نمو الثدي أو بعده، حيث تظهر عدة شعرات على العانة ثم يصبح الشعر كثيف جدًا، ويمتد إلى الفخذين وأحيانًا يصل للبطن والسرة كما ويظهر شعر الإبطين.
  • شكل الجسم: تحت تأثير ارتفاع هرمون الأستروجين، يكبر النصف السفلي من الورك ويتسع، ويزداد تشكيل الأنسجة الدهنية وتتركز في الصدر والمؤخرة، والورك والفخذ، والجزء العلوي من الساعد والعانة، وتستمر الدهون بالزيادة والعظام بالنمو حتى يأخذ جسم الأنثى شكله النهائي.
  • ظهور حب الشباب: حيث يؤثر ارتفاع هرمون الأندروجين على زيادة إفراز الزيوت من البشرة مسببًا ظهور حب الشباب، كما ويسبب ارتفاع الأندروجين تغيير في تركيبة الحموض الدهنية للعرق فيصبح ذو رائحة أقوى.
  • تغيرات أخرى مرافقة للبلوغ: مثل سماكه الشفاه وأنسجة الفم، زيادة نمو الفرج ويتأثر بذلك المسالك البولية السفلية، وزيادة نمو الأشفار الكبرى والصغرى لدى الأنثى. وتغيير لون الشفاه للأحمر الوردي، وكذلك لون الشفرين الكبيرين ولون الحلمة بسبب إنتاج الفيلوميلانين .

التغيرات النفسية التي تحدث للإناث عند البلوغ

تبدأ جملة من التغيرات لدى الأنثى منها نفسية واجتماعية وعاطفية، تسمى النمو النفسي المصاحب للبلوغ، تحت تأثير الهرمونات الجنسية الجديدة التي يتم إفرازها من الجسم. حيث تبدأ أولى علامات الرغبة الجنسية بالظهور، وتشعر الأنثى بالرغبة بالاستقلالية، وتزداد حساسيتها تجاه شكلها. كما وتحاول جذب الأنظار إليها من خلال الرغبة بالحصول على المناصب القيادية، كما وترغب بتحمل المسؤولية، وتحب المشاركة في الأعمال المنزلية مع أمها. وتحاول تشكيل صداقات جديدة وترغب بتلقي المزيد من الدعم والحب من والديها.

تغيرات بنيوية أخرى تصاحب مرحلة البلوغ

  • تغيرات الدماغ: حيث يصاحب ذلك تطور القدرات السلوكية والمهارات الاجتماعية لدى الفتاة، و تتطور لديها مهارات حل المشكلات، والتعامل مع الصعوبات، ومهارات ضبط النفس واتخاذ القرارات.
  • القوة الجسدية: حيث تتحسن القوة الجسدية بسبب نمو حجم العضلات والعظام، ويزداد التنسيق بين حركات اليد والعين وتزداد المهارات الحركية مثل قفز الحواجز.
  • يزداد حجم القفص الصدري والرئتين ويزداد تدفق الدم من القلب وضخه لأعضاء الجسم ويزداد نشاط الجسم بشكل عام.
  • تغيير أوقات النوم وتغير بعض السلوكيات الأخرى، واضطرابات الحالة المزاجية والقلق.

تعتبر مرحلة البلوغ بشكل عام من أعقد المراحل الجسدية، ويرافقها النضج الجنسي والجسدي والشعور بالقوة الداخلية والخارجية، حيث يزداد نشاط الجسم وقوته، وتنمو في هذه المرحلة معظم سلوكيات الشخص وتتبلور قبل أن يصبح راشدًا، لذلك علينا الاهتمام جيدًا بأولادنا في بداية مرحلة البلوغ، وأن نبقى على تواصل دائم معهم وإرشادهم إلى ما يفيد صحتهم الجسدية والعقلية والنفسية.