التهاب الحلق عند الأطفال. من أكثر الأمراض الشائعة بين أفراد الفئة العمرية الصغيرة. يظهر على بعض الأطفال بأعراضٍ خفيفة تختفي بسرعة، والبعض الآخر يحتاج للعلاج الطبي. بينما تظهر لدى الباقين بأعراض قوية، وقد تتسبب بتداعياتٍ مرضية خطيرة. وخاصة إذا ما تكررت عدة مرات خلال فترات قصيرة. يعد التهاب الحلق عند الفئة العمرية الأصغر (من يوم وحتى ثلاثة أشهر) مؤلمًا بشدة. حيث يؤثر سلبًا على الرضاعة والنوم الطبيعي الهادئ للطفل وعدد ساعات نومه، كما يرفع من درجة حرارة الرضيع. تعد زيارة طبيب الأطفال في الحال من أهم الخطوات التي يجب أن يقوم بها الأهل عند ظهور أعراض التهاب الحلق عند الرضع.

عزيزتي الأم إذا اشتكى طفلكِ من ألم وجفاف مع حرقةٍ شديدة في حلقه، وعانى من صعوبة بلع الطعام فمن المؤكد أنه مصابٌ بالتهابٍ في الحلق.

نوع العامل المسبب

نوع العامل الممرض من الأمور التي عليكِ معرفتها لإنقاذ صحة طفلكِ. حيث يلعب نوع العامل المسبب في المرض الأثر الأكبر في التشخيص والعلاج. فكثيرًا ما يعطي الأهل أطفالهم مضادات الالتهاب لمجرد ظهور أعراض الزكام كألم في الحلق. وهذا من الأخطاء الشائعة التي تعرض صحة الطفل لأخطار كبيرة. فمضاد الالتهاب لا يعالج إصابة الحلق بالعدوى الفيروسية. بل على العكس، في كثير من الأحيان قد يضعف مضاد الالتهاب مناعة طفلكِ ويجعل جسمه معرضًا لأمراضٍ خطيرة. وإن أهم ما يميز العدوى الفيروسية عن التهاب الحلق البكتيري المنشأ هو انخفاض حدة الأعراض بعد 48 ساعة تقريبًا، وعدم وجود بقع بيضاء من القيح في حلق الطفل.

أسباب التهاب الحلق لدى الطفل (Sore Throat)

في كثيرٍ من الأحيان تكون الإصابة أو العدوى الفيروسية كنزلات البرد والانفلونزا هي السبب وراء التهاب الحلق. وهنا لن يلجأ الطبيب إلى العلاج بالمضادات الحيوية. لأنها لن تفيد على الإطلاق. أما إذا كان العامل المسبب هو البكتيريا أو العدوى البكتيرية مثل بكتيريا المكورات العنقودية سيسرع الطبيب بوصف المضاد الحيوي المناسب للقضاء على هذه البكتيريا. ومن أكثر المسببات البيئية شيوعًا للإصابة بالتهاب الحلق استنشاق الطفل الهواء البارد والجاف، والحساسية الدائمة في الأنف. بالإضافة للتعرض للمواد الكيميائية الملوثة في الجو أو مواد التنظيف المخرّشة، وكذلك التدخين لدى المراهقين أو التدخين السلبي عند الأطفال.

علامات وأعراض التهاب الحلق عند الأطفال

غالبًا ما تكون أعراض العدوى الفيروسية أو الحساسية لدى طفلك على الشكل التالي:

  • عيون محمرة مع دمع.
  • السعال والعطس.
  • ظهور أعراض الانفلونزا.
  • تعب وإرهاق وألم في الجسم.
  • صداع.
  • انخفاض درجة حرارة الجسم عن الحد الطبيعي بدرجتين.

بينما تظهر أعراض التهابات الحلق البكتيرية المنشأ لدى الطفل على الشكل التالي:

  • ظهور بقع قيحية بيضاء اللون على اللوزتين والحلق. بالإضافة إلى تضخم اللوزتين واحمرارهما.
  • نقاط صغيرة حمراء اللون في القسم الخلفي من سقف الحلق.
  • صعوبة في البلع.
  • ورم في الرقبة وزيادة حجم الغدد اللمفاوية فيها.
  • الغثيان والإقياء وألم في الجهاز الهضمي.
  • تعب وآلام جسدية كبيرة.
  • صداع قوي يصعب على الطفل احتماله.
  • الحمى وارتفاع درجة حرارة جسم الطفل، وقد تصل إلى درجات مرتفعة جدًا.
  • الحساسية والطفح الجلدي.

متى يجب طلب المساعدة الطبية عند إصابة طفلك بالتهاب الحلق

في حال استمرت أعراض المرض على طفلك لأكثر من ثمانية وأربعين ساعة عليك بزيارة الطبيب في الحال، ليقوم بتشخيص الحالة ووصف الدواء اللازم. وخاصة إذا ما ترافقت الأعراض مع الحمى وصعوبة التنفس والبلع. بالإضافة إلى تضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة وحساسية الجلد.

مضاعفات التهاب الحلق

يعد التهاب الحلق البكتيري المنشأ من الأمراض ذات المضاعفات والتداعيات الخطيرة على صحة الأطفال. ويعد تكرار هذا المرض لدى الطفل من أشد عوامل الخطر على صحته. حيث من الممكن أن تحدث العديد من التداعيات كالإصابة بالروماتيزم ومن ثم الحمى القلبية. وقد يلجأ الطبيب في كثير من الأحيان إلى إجراء العمل الجراحي بإزالة اللوزتين عند الأطفال التي تتطور أعراض التهاب الحلق لديهم إلى أعراض وأمراض أكثر خطورة كالتهاب الكلية العقدي.

تشخيص وعلاج التهاب الحلق لدى الأطفال

تكثر إصابة الحلق بالعدوى الفيروسية عند الأطفال وغالبًا ما تزول أعراضها خلال 48 ساعة. وذلك يعتمد على مناعة جسم الطفل. ومن جهة أخرى، يعتمد الطبيب في تشخيص الحالة على الفحص السريري لمعرفة نوع التهاب الحلق عند الطفل. فالطبيب الخبير لن يصف مضاد الالتهاب عند تأكده من أن المسبب عدوى فيروسية. أما إذا تبين له أن التهاب الحلق كان بسبب عدوى بكتيرية فإنه قد يصف مضاد الالتهاب. وقد يلجأ إلى أخذ مسحة من حلق الطفل المريض لمعرفة نوع البكتيريا. وغالبًا ما يتابع الطبيب المختص حالة الطفل الذي يتكرر عنده التهاب الحلق ذو المنشأ البكتيري. مع إجراء التحاليل الطبية بشكل دوري تحسبًا من أية مضاعفات مستقبلية خطيرة، كحمى الروماتيزم أو حمى القلب أو التهاب الكلية. ومن الممكن أن يلجأ لإزالة اللوزتين في الحالات الخطيرة.

وفي النهاية لابد لنا من تقديم أهم النصائح لحماية طفلك من التهاب الحلق. حيث يعد غسيل يدي طفلك بشكل دائم من أهم النصائح لحمايته من الإصابة. ولا تنسي عند إصابة طفلك أن تجعليه يتغرغر بالماء الفاتر والملح لتعقيم منطقة الإصابة، وأن يشرب الكثير من السوائل ويأكل الطعام الصحي.