تعاني العديد من النساء في مرحلة ما من حياتهنّ من التهاب دهليز الفرج الذي يسبب ألمًا في منطقة الفرج يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر. كما بيّنت الأبحاث أن التهاب دهليز الفرج يصيب النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 20 و40 عامًا بنسبة أكبر من غيرهنّ. فما هي أسبابه وطرق علاجه؟

بدايةً، يعرّف الفرج على أنه نسيج حول فتحة المهبل يشمل الطيات الخارجية للجلد التي تسمّى بالشفرين الكبيرين، والطيات الداخلية التي تسمّى الشفرين الصغيرين. بينما تشمل الأجزاء الأخرى منه الدهليز والذي يؤدي إلى فتحة المهبل، والبظر وهو الجزء العلوي من الفرج ويتصف بكونه عضو حساس للغاية. وإن المرأة تتعرض لأربعة أنواع من التهابات الفرج وهي:

  • التهاب الفرج العام: يمكن أن يستمر لعدة أشهر مسبّبًا ألمًا عامًا في المنطقة.
  • التهاب الفرج المتمركز: إذ يتركّز الألم حول منطقة معيّنة في الفرج ويعرف باسم التهاب الفرج الموضعي. حيث يمكن أن يكون الألم في ثنايا شفرتي المهبل.
  • التهاب الفرج الدوري: سمّي بهذا الاسم لأنه يظهر ويختفي مع الدورة الشهرية للمرأة بحيث يزيد الألم قبل بدء الدورة الشهرية ثمّ يخف تدريجيًا.
  • التهاب دهليز الفرج: وهو الذي يحدث عند فتحة أو دهليز المهبل.

أعراض التهاب دهليز الفرج وطريقة التشخيص

تشتكي معظم النساء المصابات بالتهاب دهليز الفرج من عدم الارتياح في منطقة المهبل حيثُ يشعرن بالحرقة اللاذعة فيها. كما يزداد هذا الشعور عند حدوث ضغط على المنطقة أثناء الجنس مثلًا أو الجلوس أو ارتداء الملابس الداخلية الضيّقة.

لذلك، عند الشعور بهذه الأعراض يجب مراجعة الطبيب ليشخّص الحالة فغالبًا ما يتم السؤال عن التاريخ الطبي والجنسي الخاص بالمريضة، وفيما إذا كانت قد تعالجت سابقًا من الالتهابات المهبلية. كما ويستفسر الطبيب عن كيفية تزايد الألم في دهليز الفرج أي أثناء ممارسة الجنس، أو التبول. بالإضافة إلى سؤال فيما إذا كانت المريضة تعاني من جفاف المهبل. بعد ذلك، يفحص الطبيب المنطقة بحثًا عن علامات الالتهاب أو العدوى. وفي بعض الحالات قد يضطر إلى أخذ عيّنة من الأنسجة لمعرفة فيما إذا كان هناك عدوى بكتيرية. ويمكن أيضًا أن يستخدم القطن لتحديد مكان الألم في المهبل.

أسباب الإصابة بالتهاب دهليز الفرج

توصّل الخبراء بالاعتماد على الأبحاث أن الإصابة بالتهاب دهليز الفرج ترتبط بعدّة عوامل منها:

  • الإصابة بعدوى الخميرة بشكل متكرر (فطريات المهبل): حيث أظهرت الدراسات أن النساء اللواتي يصبن بفطريات المهبل أكثر عرضةً لأن يعانوا من التهاب دهليز الفرج.
  • الاضطرابات الوراثية: هذا يعني أن بعض النساء تبدي خلاياهنّ ردة فعل تجاه الالتهابات نتيجةً للاختلافات الجينية. لذلك، تعاني من آلام التهاب دهليز الفرج، والتقرح والشعور بالحرارة في المنطقة.
  • الصدمة الجنسية أو الجسدية: في حال ممارسة الجنس دون ترطيب مهبلي كافٍ أو التعرض للاعتداء الجنسي أو أثناء عملية الولادة فإن نهايات العصب الفرجي تتلف مؤديةً إلى ظهور التهاب الفرج. بالإضافة إلى ممارسة الأنشطة التي تسبب ضغطًا كبيرًا على المهبل مثل ركوب الخيل أو الدراجات.
  • الحساسية: تبدي النساء رد فعل تحسسي عند استخدامها لمنتجات إزالة التعرق أو الصابون في منطقة الفرج مسببةً تهيّج والتهاب دهليز الفرج.
  • العلاج الهرموني: أظهرت إحدى الدراسات أن النساء اللواتي يستخدمن العلاج الهرموني أكثر عرضةً للإصابة بالتهاب دهليز الفرج من اللواتي لم يستخدمنه.

طرق علاج التهاب دهليز الفرج

في حال كان إصابتك بالتهاب دهليز الفرج ناجمًا عن رد فعل تحسسي تجاه أحد المنتجات، فغالبًا ما يوصى بالتوقف عن استخدامه مع وصف كريم طبّي مضاد للالتهابات. وفي الحالات الأخرى يعالج الالتهاب بأحد الطرق التالية:

  • كريمات مسكّنة للألم تُدهن مباشرةً على منطقة الفرج حيث تحتوي تلك الكريمات على الليدوكائين.
  • جرعة منخفضة من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs) التي تساعد في إيقاف مستقبلات الألم.
  • مضادات الاختلاج التي تعمل بشكل مشابه لـ TCAs.
  • قد يساعد التدليك في بعض الأحيان على ارتخاء العضلات المشدودة والمتقلصة.
  • في بعض الحالات النادرة، قد تحتاج المرأة إلى عملية جراحية لإزالة الأنسجة المهيّجة والمصابة بالالتهاب (استئصال الدهليز).

نصائح الوقاية من التهاب دهليز الفرج

يمكنك الوقاية من الإصابة بالتهاب دهليز الفرج عند الالتزام بعدد من الإرشادات التي تتمثل بما يلي:

  • ارتداء الملابس الداخلية القطنية 100% لأنها أكثر امتصاصًا.
  • كما ينصح بارتداء الملابس الداخلية الواسعة قليلًا كي لا تضغط على المنطقة إذا كانت ضيقة.
  • تنظيف منطقة الفرج بالماء فقط لأن استخدام أي منتجات معطرة أو شامبو أو صابون قد يؤدي إلى تهيّج المنطقة.
  • تجنّب استخدام السدادات القطنية، وكذلك الفوط المعطّرة.
  • عند ممارسة الجنس للمتزوجات يفضّل استخدام مزلّق مهبلي إذا كانت الزوجة تعاني من جفاف منطقة المهبل.
  • بعد التبول أو الإخراج، ينصح بتجفيف منطقة الفرج من الأمام وإلى الخلف باتجاه فتحة الشرج. وذلك كي لا تنتقل الجراثيم من الشرج إلى المهبل في حال وجودها.
  • إن منطقة الفرج حساسة جدًّا، لذلك يجب عند الشعور أو ملاحظة أي علامات التهاب استشارة الطبيب كي يتم العلاج مبكرًّا.

مضاعفات التهاب دهليز الفرج

قد تواجه المرأة المصابة بالتهاب دهليز الفرج بعض المضاعفات التي تتمثل بـ:

  • خلل في الوظائف الجنسية لدى المرأة إلى حد عدم قدرتها على ممارسة الجنس مع زوجها.
  • الإحساس بالاكتئاب.
  • الميل إلى العزلة.
  • الألم الشديد عند الجماع مما يؤدي إلى نفور المرأة من العلاقة الجنسية.

إن النساء عرضة للإصابة بالالتهابات المهبلية في مرحلة ما من مراحل حياتهنّ، إذ يعد التهاب دهليز الفرج أحدها. لكن يمكن تجنّب الإصابة بالتهاب دهليز الفرج باتّباع عدد من الإرشادات البسيطة التي تقي منه، كما يُنصح المرأة بمراجعة الطبيب بشكل دوري للفحص والاطمئنان.