تعد الأمراض النفسية والعقلية من أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان.حيث تؤثر الأمراض النفسية والعقلية على سلوكيات ومشاعر وأفكار  المريض. غالبا تبدأ أعراض المرض بشكل خفيف وغير ملحوظ وتبدأ شدته بالازدياد مع مرور الوقت. إلا إذا تم الكشف المبكر عن المرض ومراجعة الطبيب المختص. وعرض الحالة عليه و َأخذ العلاج بسرعة. وتختلف أعراض المرض باختلاف المضاعفات الناتجة عنه واختلاف الحالة وملابسات المرض. كما تختلف الأعراض أيضًا من شخص لآخر و ذلك بحسب مقاومة المريض وتفاؤله بالحياة. كما تؤثر الحالة الاجتماعية للمريض بشكل كبير على قدرته على الشفاء. فالجو المليء بالصداقات والأقارب  والأحباب والمشحون بالعواطف يساعد مريض الفصام بشكل كبير على مقاومة المرض.

كثيرا من الأمراض النفسية والعقلية تحدث نتيجة لصدمة نفسية وعاطفية. ومنها ما يحدث نتيجة للتعرض لأزية عصبية ناتجة عن حادث أدى إلى إصابة أحد أجزاء الدماغ. وتتعدد الأمراض النفسية والعقلية فمنها ما يصيب كبار السن فقط ومنها ما يصيب الإنسان بمختلف الفئات العمرية. ومن الأمراض النفسية الذهان والخرف  والاكتئاب والفصام.

التعريف بالفصام وأسبابه

الفصام هو مجموعة من الاضطرابات العقلية المزمنة ذات الأعراض الشديدة التي ترافق المريض أثناء إصابته بالمرض حيث تتأثر سلوكيات المريض والطريقة التي يفكر فيها تجاه نفسه وتجاه الآخرين كما يؤثر المرض على مشاعره تجاه الأخرين حيث يعتقد المريض المصاب بالفصام أن المحيطين به يحاولون إيذائه أو قتله فيقوم بردود فعل غير متوقعة أحيانا وخطيرة عليه وعلى كل من يحيط به.

بالإضافة إلى ما سبق يتهيأ للمريض سماع أصوات غير موجودة أو حتى أحداث غير موجودة  ولذلك يجب التعامل مع المريض المصاب بالفصام بحذر شديد بحيث يعتقد بعض الأطباء أن الفصام هو نوع من أنواع الذهان

حتى الآن لم يتم تحديد سبب  واضح للإصابة بمرض الفصام ولكن يعتقد  بعض الأطباء وخبراء الطب النفسي أن المرض ناتج عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية وحتى الاجتماعية كما يحدث المرض نتيجة للتعرض لمواد كيميائية إثر استخدام أدوية معينة بشكل مفرط. أو لاختلاط لبعض الأمراض. وهنا في هذا المقال سنتحدث عن أعراض المرض. وتشخيصه وطرق علاجه.

أعراض مرض الفصام

الأعراض الإيجابية للفصام

وهذا لا يدل على أن هذه الأعراض مفيدة أو جيدة ولكن كلمة إيجابية هنا تعني أن هذه الأعراض يمكن ملاحظته بشكل مباشر على المريض ومنها:

  • الأوهام.
  • والهلوسة.

الأعراض المتعلقة بالارتباك وعدم التركيز

وهذه الأعراض هي عدم قدرة المريض على التفكير بشكل منطقي ومركز أي يقوم بتصرفات وأفعال لا معنى لها ويتكلم عبارات غير منطقية لا تحمل أي معنى وهذا ما يجعله يعاني من صعوبة التواصل مع الآخرين وهذه الأعراض تشمل:

  • تركيب جمل غير منطقية وغير مفهومة.
  • الانتقال من موضوع إلى آخر بسرعة دون إكمال المعنى.
  • الارتباك وضعف في أداء حرات معينة.
  • ضعف في القدرة على التفكير في اتخاذ قراراته.
  • ضعف شديد في الذاكرة مع نسيان أمور يومية.
  • تكرار العديد من الحركات مثل المشي ذهابا وإيابا.

الأعراض السلبية لمرض الفصام

وهنا كلمة سلبية لا تعني أن هذه الأعراض خطيرة أو غير جيدة وإنما تعني عدم وجود الأعراض التي يمكن مشاهدتها عند المرضى المصابين بالفصام وتتلخص هذه الأعراض بما يلي:

  • ضعف في المشاعر تجاه نفسه وتجاه الآخرين.
  • القيام بردود فعل نفسية وعاطفية لا تتلاءم مع الوضع القائم كالضحك عند سماع خبر محزن.
  • العزلة َوالبقاء وحيدا والانسحاب من الحياة الاجتماعية والعائلية.
  • قلة الحركة حيث يبقى المريض في مكانه فترة طويلة جدا من دون أي حركة.
  • ضعف في أداء أعماله ووظائفه سواء في المدرسة أو العمل.
  • وقد يترافق مرض الفصام مع مضاعفات عديدة كالانتحار والاكتئاب والقلق والوسواس القهري والإدمان على شرب الكحول.

 

تشخيص مرض الفصام

يتم التشخيص من قبل الطبيب المختص بشكل عاجل فيقوم الطبيب عندهابإجراء:

  • الفحص السريري  وذلك لاستبعاد الأمراض التي قد تسبب هذه الأعراض.
  • إجراء الفحوص المختلفة من اختبار الكحول والمرنان المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب.
  • إجراء فحوصات الدم لنفي وجود مرض دموي قد يكون السبب بظهور الأعراض.
  • ومن ثم يقوم الطبيب بالتقييم النفسي للمريض، عن طريق ملاحظة المظهر الخارجي، والسؤال عن الأفكار والمزاج والأهلاس وعن قصة تعاطي مخدرات.
  • كما يبحث في التاريخ العائلي والشخصي للمريض.
  • وعند التأكد من عدم وجود مرض آخر مسبب لهذه الأعراض هنا، يشخص الطبيب المرض بالاعتماد على معاييرالدليل التشخيصي للأمراض العقلية الذينشرته جمعية الطب النفسي الأمريكية.
  • وبعدها يقوم الطبيب بمراقبة المريض بشكل دوري ولمدة لا تقل عن ٦ أشهر وعندها يكون الطبيب قادرا على اتخاذ قرار نهائي حول حالة المريض.

معالجة مرض الفصام

تتم معالجة مرض الفصام بعدة طرق نذكر منها:

المعالجة الدوائية

حيث يصف الطبيب مضادات الذهان حيث أنها تخفف الأعراض عن طريق التأثير على الدوبامين  وهو الناقل العصبي في الدماغ،كما يصف أيضًا مضادات الاكتئاب والقلق، وقد تحتاج النتائج عدة أسابيع حتى تظهر. كما يصف الطبيب:

  • مضادات الذهان من الجيل الثاني وهذه الأدوية تمتاز بقلة تأثيراتها الجانبية مقارنةً بمضادات الذهان من الجيل الأول ومن هذه الأدوية:
        • كلوزابين.
        • أولانزابين.
        • باليبريدون.
  • أما مضادات الذهان من الجيل الأول فتعرف بتأثيراتها الجانبية المتعددة وخاصةً الاضطرابات الحركية غير العكوسة. نذكر من هذه الأدوية:
        • كلوبرومازين.
        • فلوفينازين.
        • هلوبيريدول.
  • مضادات ذهان تعطى عن طريق الحقن العضلي أو الحقن تحت الجلد. ويستمر مفعولها ل 15 يوم وتعتبر الأنسب للمرضى الذين لايفضلون تناول الكثير من الأدوية ومنها :
        • هالوبيريدول ديكوانت.

المعالجة النفسية

  • وتتكون من عدة أجزاء
      • جلسات التأهيل حيث يقوم الطبيب بتأهيل المريض نفسيا واجتماعيا بحيث يصبح أكثر قدرة على الاندماج مع العائلة والأصدقاء والمجتمع المحيط. وقادرًا على الإلتزام بوظيفة والاختفاظ بها.
      • جلسات المعالجة النفسية الفردية حيث يقوم الطبيب عن طريق مقابلة خاصة مع المريض بشرح الحالة المرضية مع أعراضها ومضاعفاتها لزيادة توعية المريض حول حالته وكيفية علاجها بأسرع وقت.
      • المعالجة العائلية يقوم الطبيب بشرح الحالة المرضية للعائلة وتوعيتهم على الطريقة إلى تتم بها التعامل مع المريض لمساعدة الطبيب والمريض على حل هذه المشكلة.
      • التأهيل الاجتماعي حيث يحسن عند المريض مهارات التواصل الاجتماعي.

 العلاج في المستشفى

وقد تكون الإقامة في المشفى ضرورية أثناء الأزمات. وذلك لتأمين الحماية والنوم الكافي والتغذية الجيدة.

      • عن طريق إجراء صعقة  بالتيار الكهربائي.
      • أو إجراء عملية جراحية على أنسجة الدماغ.

 

وبناء على ما سبق أدركنا خطورة مرض الفصام وأسبابه والأعراض المرافقة له ومضاعفاته كما أشرنا إلى كيفية التعامل مع المرض ومعالجته وبناء على ذلك يجب على كل شخص يعاني من الأعراض المرافقة للمرض بشكل مزمن ولفترة طويلة مراجعة الطبيب وتشخيص المرض لمعالجة المشكلة وحلها بأسرع وقت ممكن.