سرطان الفم هو نوع من السرطانات التي تتكون وتتطور داخل الفم، كما يمكن أن تصل إلى الحلق. لكنه ينمو ويزداد بشكلٍ كبير داخل نوع من الخلايا تدعى (الخلايا الحرشفية)، وهي توجد في اللسان والشفاه والفم. ينضم هذا النوع من السرطانات إلى فئة (سرطانات الرأس والعنق).

بالتأكيد هناك الكثير من العوامل والأعراض التي تميزه. لكن علاج هذا النوع يكون مشابهًا لعلاج السرطانات التي تتشكل في الرأس والعنق، وهذا ما يدفع الأطباء في منظمة الصحة العالمية إلى تصنيفهم ضمن مجموعة واحدة. عادةً ما تظهر أعراض المرض داخل الفم وعلى الشفاه. على سبيل المثال يمكن أن يعاني المريض من آلام شديدة في اللثة والأسنان، أو نزيف حاد ومستمر من الفم، دون وجود سبب مباشر لذلك. الأمر الذي يدفع المريض لزيارة طبيب الأسنان. غالبًا ما يشخص المرض من قبل أطباء الأسنان، باعتبار أنّ أعراضه تبدأ في الفم، وتلحق ضررًا بالأسنان. من ناحية أخرى يشار لسرطان الفم بأرقام رومانية قديمة بدءًا من الواحد وصولًا إلى أربعة. ويقصد بها تحديد مدى انتشار الخلايا السرطانية. فالمرحلة الأولى تشير إلى أن السرطان يوجد في الفم فقط. أما المرحلة الرابعة وهي الأخطر، تدل على أن السرطان امتد للرأس والعنق!

في هذا المقال سنتعرف على أسباب وعلاج سرطان الفم. كما سنقدم معلومات وافية عن أعراضه، وطرق تشخصيه وما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به.

أسباب الإصابة بسرطان الفم

تبدأ الخلايا السرطانية بالتشكل داخل الفم، ويترافق ذلك بانقلابات جينية عديدة داخل جسم المريض. وإذا استمرت هذه الخلايا بالنمو يتكون ما يسمّى الورم. وحتى الآن لم يعرف سبب حصول هذه التغيرات بشكل دقيق. لكن يجب الإشارة إلى أنّ هذه الخلايا يمكن أن تتمدد لتصيب أجزاءً أخرى من الجسم. من ناحية أخرى ما يقارب 90 بالمئة من سرطانات الفم معروفة “بالسرطانات الحرشفية”، وهذه الأنواع تغطي الشفاه وجوف الفم.

علاج سرطان الفم

بالنسبة لعلاج سرطان الفم فهناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها علاج سرطان الفم. بعبارة أخرى إن العلاج هو محاولة لوقف نمو الخلايا السرطانية غير المرغوبة. ومن هذه الطرق:

  • الجراحة: يزال فيها الورم بشكل كامل أو جزئي. وبعد نجاحها تجرى عملية تجميلية لإعادة شكل الفم إلى وضعه الطبيعي.
  • العلاج الأشعاعي: تستخدم أشعة عالية الطاقة تعمل علل تفتيت الورم.
  • العلاج الكيميائي: يقضي على الخلايا السرطانية. لكن يسبب هذا النوع من العلاج أضرار جانبية كثيرة.
  • العلاج الدوائي الموجه: وذلك اعتمادًا على أدوية موضعية تؤثر على بروتينات معينة في الخلية السرطانية، وتعمل على وقف وتثبيط نموها.
  • العلاج المناعي: يعتمد على استعمال المناعة المحاربة، ويستخدم عندما لا يستجيب الجسم للحالات الأخرى.

أعراض سرطان الفم

غالبًا ما يتأخر الكشف عن هذا النوع من السرطانات حتى يصل إلى العقد الليمفاوية التي توجد في الرقبة. لكن الكشف المبكر يسهل عملية العلاج بشكلٍ كبيرٍ. ومن بعض أعراض هذا المرض:

  • ظهور كتل وانتفاخات وبقع ونتوءات، أو حدوث تفتت في نسيج اللثة والفم وما يجاورهما.
  • ظهور بقع بلونٍ أبيض وأحيانًا أحمر في منطقة الفم.
  • وجود نزيف في الفم ومن اللثة دون وجود سبب واضح لذلك.
  • فقدان الإحساس أو (الخدران)، في الفم ومنطقة الرقبة والوجه.
  • يصبح المضغ والبلع وحتى الكلام صعبًا.
  • صعوبة تحريك اللسان والفك.
  • الشعور بآلام في الأذن.
  • خسارة الوزن بشكل كبير ومفاجئ.
  • التهاب مزمن في الحلق.
  • بحة وتغير في الصوت.
  • ظهور قرحات مزمنة في الوجه والرقبة والفم، وتسبب نزفًا دائمًا، ولا تتعافى بسرعة، وقد تبقى لمدة 15 يومًا.
  • يشعر المريض بشيء عالق في نهاية الحلق.
  • تخلخل الأسنان.

عوامل خطر الإصابة بسرطان الفم

أسباب سرطان الفم الفعلية مجهولة، لكن هناك بعض العوامل التي تزيد خطر الإصابة ومنها:

  • التدخين المستمر، ومضغ التبغ.
  • إدمان المشروبات الكحولية.
  • تعرض الشفاه إلى أشعة الشمس بشكلٍ مفرطٍ.
  • فيروس الورم الحليمي البشري.
  • وجود ضعف في جهاز المناعة.
  • وجود تاريخ عائلي سابق لسرطانات العنق والرأس.

كيفية الوقاية من الإصابة بسرطان الفم

للوقاية من سرطان الفم إليك ما يلي:

  • الابتعاد عن التدخين قدر الإمكان: كونه يحتوي على مواد كيميائية خطيرة تزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم.
  • ابتعد عن تناول الكحوليات: لأنها تسبب تهيج خلايا الفم، وتزيد خطر الإصابة بهذا النوع من السرطانات وغيره.
  • لا تعرض شفاهك لأشعة الشمس فتراتٍ طويلةٍ: ارتدي قبعة ذات حواف ممتدة فهي توقي كامل الوجه من أشعة الشمس. وينصح باستعمال واقيات الشمس الخاصة بالشفاه، والوجه عند الخروج والتعرض لأشعة الشمس.
  • راجع طبيب الأسنان دوريًّا: يؤدي ذلك إلى الكشف المبكر عن المرض في حال الإصابة به.

تشخيص سرطان الفم وتحديد مدى الانتشار

  • يقوم طبيب الأسنان بفحص الفم مكان التهيجات وذلك ليحدد نوع الإصابة. وتسمى هذه العملية بالفحص الجسدي.
  • قد يزيل الطبيب عينة أو خزعة من النسيج غير المرغوب، ويختبرها، ليحدد نوعها ومدى خطورتها.

أما بالنسبة لتحديد مدى انتشار السرطان، فيبدأ فور تشخيص الإصابة به، وفقًا للمراحل التالية:

  • تستخدم كاميرا دقيقة لفحص الحلق، وتسمى هذه العملية “بالتنظير الداخلي”. ويستفاد من هذه العملية في تحديد أماكن انتشار السرطان.
  • اختبارات التصوير، والتي تساعد في تحديد أماكن انتشار السرطان خارج منطقة الفم. ومثال على ذلك هو الأشعة السينية، والأشعة المقطعية، والرنين المغناطيسي، وكذلك التصوير المقطعي باستخدام البوزيترون. قد لا يحتاج المريض لكل تلك الاختبارات، ويحدد الطبيب الفحوصات اللازمة وفقًا لحالة المريض.

 

 

وختامًا، إن السرطان هو مرض خطير جدًّا، لم يعرف السبب الواضح له بشكلٍ دقيقٍ، كما أنّه يمكن أن يحدث في أي منطقة من جسم الإنسان. لكن الأمر لا يتطلب الخوف، فعندما نحافظ على صحتنا باتباع الأنظمة الغذائية الصحيحة التي تحتوي على كامل القيم الغذائية، ونمارس التمارين الرياضية، ونبتعد عن كل ما يؤذي صحتنا، سنتجب خطر الإصابة بالسرطان وغيره من الأمراض.